72 مليون جنيه لمشروعات مياه الشرب بأبو منقار والنهضة منذ أن قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى إطلاق إشارة البدء لمشروع المليون ونصف المليون فدان الذى بدأ من مدينة الفرافرة بالوادى الجديد فى 30 ديسمبر 2015، وعلى الرغم من إنه لم يمض سوى عامين ونصف تقريباً ،فإن وجه الحياة فى الفرافرة تغير تماماً، وقد أسهم إنجاز طريق «ديروط الفرافرة»، الذى يربط هذه المدينة بالطريق الصحراوى الغربى لأسيوط بناحية مركز ديروط الذى يقع شمال أسيوط، فى حدوث انتعاشة كبرى على جانبى الطريق حيث بدأ الكثيرون فى إعداد مساحات الأراضى تمهيداً لتقنينها وزراعتها. وبالفعل بدأت تتغير الحياة بعد بدء الزراعة. وكما يقول المهندس الزراعى سامح حمدى عبدالحليم الذى يقطع هذا الطريق يشعر بأن هذه المنطقة ينتظرها مستقبل كبير جداً بعد أن كانت مجرد منطقة معزولة. فواحة الفرافرة تعد المدينة الخامسة بمحافظة الوادى الجديد، والتى تبعد عن «الخارجة» العاصمة نحو 800 كيلومتر، عاشت لسنوات طويلة بعيدة عن الضوء، وكان سكانها لا يتعدون الألف نسمة، وكان يترأسها رئيس قرية حتى نهاية السبعينيات وتم تحويلها لمركز وتم تعيين رئيس لها، ودخلت وزارة الزراعة متمثلة فى هيئة التعمير والتنمية الزراعية والمراقبة العامة للتنمية الريفية والتعاونيات وأقامت عددا من القرى ليتم توطينها للخريجين، لكن لم تكن هناك وسيلة لخروج الفرافرة من ظروفها، لان عمليات التوطين تمت دون دراسة وفى مقدمتها لم يراع فيها تدبير الاحتياجات لهؤلاء الخريجين واستمر الحال بالفرافرة بشكل عشوائى تمثل فى قدوم أفراد من الصعيد والدلتا للإقامة بها وتعدوا على اراضى الدولة بها، إلى أن جاءت ثورة 30 يونيو وكانت نقطة الانطلاق لإقامة المشروعات الكبرى لبدء حياة معيشية جديدة سليمة، وكان للفرافرة نصيب الأسد من المشروع العملاق لاستصلاح المليون ونصف المليون فدان، والبدء فى أول شبكة طرق قومية لجميع المحافظات تبدأ من الفرافرة. يقول ناصر إدريس من أهالى الفرافرة إن الحياة حالياً تغيرت كثيراً عن السابق، فقد كان أهالى الفرافرة محرومين من اقل الخدمات حيث لم تتواجد الكهرباء ولا مياه نقية للشرب ولا إسعافات وكانت الحياة صعبة، لكن مع انطلاق مشروع المليون ونصف المليون فدان دبت الحياة من جديد فى المدينة وعادت لنا أرواحنا وتغيرت الخدمات الى الأفضل. يقول اللواء محمد الفحام رئيس مركز الفرافرة إن المدينة حاليا تشهد توسعا عمرانيا مضاعفا، وهناك توجيهات شبه مستمرة تصل للمسئولين بالفرافرة من المحافظ اللواء محمد الزملوط لاعطاء الفرافرة اهمية وتخصيص الموازنات المالية التى تقيم المشروعات التى توفر الخدمات للتوسعات القادمة والمستهدفة من عمليات التوطين الجارية والمشروعات الكبرى التى ستقام فى تلك الفترة، وقال الفحام على سبيل المثال تم تخصيص اعتمادات مالية تقدر بنحو 72 مليون جنيه لإقامة عدد 5 محطات لتنقية مياه الشرب بمناطق الفرافرة 1 والخير والنماء وابو منقار وبالزراعة 10 وعثمان بن عفان ومشروع كبير للصرف الصحى بقرى النهضة، وهى مشروعات ضرورية للاستقرار بالفرافرة وجذب السكان للمنطقة. واشار الفحام إلى أن طريق «الفرافرة ديروط» و«الفرافرة عين دالة» مشروعان سيقدمان اكبر عمل اقتصادى للمنطقة وليس للفرافرة وحدها بل سيخدم سكان الدلتا والصعيد، وسيجعل من الفرافرة قوى اقتصادية زراعية وسياحية كبيرة وتدعم جهود الدولة فى جذب الشباب المصرى للصحراء الغربية للتعمير والتوطين وإقامة المشروعات، وتكون قوة دافعة للتسويق واستغلال المساحات الشاسعة بها فى زراعة جميع المنتجات الزراعية وتسويقها بالدلتا والصعيد مما سيوفر الانتاج اللازم للاسواق، لافتا إلى أن منطقة «عين دالة» بها 50 ألف فدان ستدخل الخدمة خلال الفترة المقبلة، كما يجرى حاليا انشاء طريق يربط منطقة «الكفاح» ب«سهل بركة» (مشروع المليون ونصف المليون فدان) للتسهيل على العاملين بالمشروع، ويبلغ طوله 29 كيلومترا وبتكلفة 35 مليون جنيه. وأكد رئيس المدينة أن حالات تقنين اراضى وضع اليد بالفرافرة تعدت 1976 حالة والوحدة المحلية انتهت بالفعل من اجراءات 14 حالة تم تسليمها للجنة البت الفنى بالمحافظة لمساحات اراض زراعية تقدر بنحو 20 ألف فدان من اجمالى المساحات الجارى تقنينها والتى تقدر بنحو 205 آلاف و715 فدانا ما بين أراض زراعية وأخرى للبناء تقدر بنحو 276 قطعة على مساحة 152 ألفا و439 مترا. وأكد محمد عبود نائب رئيس المركز أن الفرافرة فى احسن حال مقارنة بالماضي، فيوجد كم كبير من المشروعات الصغيرة حاليا بين الشباب بلغ عددها 646 مشروعا ما بين زراعية ومواش ومحال تجارية باعتمادات 17 مليون جنيه، هذا بالإضافة إلى 113 آخرين يتم دراستها، ومن المشروعات الزراعية الاخرى تم تسليم 54 قطعة لشباب بواقع 70 ألف فدان وهناك 24 قطعة اخرى بمساحة 7 آلاف فدان تحت التسليم ، والفرافرة بها اكبر محمية طبيعية فى مصر بمنطقة الصحراء البيضاء، وستشهد خلال الفترة المقبلة اقبالا كبيرا من مختلف الانشطة الانتاجية التى تخدم المنطقة والتى تعتبر البوابة الغربية للجمهورية.