أحيانا تخوننا الذاكرة، ننسى أشياء اليوم، ونتذكرها غدا، وهذا فقدان ذاكرة مؤقت، يحدث نتيجة الإجهاد والشيخوخة، وقد يصبح فقدان ذاكرة دائما، عند الإصابة بالزهايمر، وهو نوع من الخرف، يدمر خلايا الدماغ، ومشكلته أنه بلا علاج. وأحيانا نفقد الذاكرة بمحض إرادتنا، حتى ننسى تجارب تثير القلق، وربما الألم، وهكذا نشوه جزءاً من ذكرياتنا، وندفنها فى اللاوعي، لنعيش اليوم، بعيدا عن كل ما يذكرنا بالأمس، وهذا فقدان ذاكرة نفسي، وهو أحد أشكال الفصام. والذاكرة مجرد يوميات، نسجل فيها ما نراه وما نسمعه وما نلمسه، وهكذا نحتفظ بخبرات الماضي، نستدعيها عند الحاجة، ونتجاهلها عندما تشكل عبئا وعندما نفقد ذاكرتنا عمدا، فإننا لا ننسى الأمس، لكننا نريد أن نعيش اليوم بلا منغصات. وهذا نوع من الدفاع عن النفس، فالمخ يتجنب ما يؤلمه، والذاكرة لها سعة تحمل، والذكريات تتحلل مع الزمن، وعندما يفقد الانسان ذاكرته، لا يتذكر إلا الحاضر، وقد لا يهتم إلا بالمستقبل، ولا يدرك قيمة الذاكرة، إلا عندما ينساه الناس. وفى علم النفس تدريبات لتنشيط الذاكرة، وتحسين الحالة العاطفية والعقلية وأيضا تقنيات لمحو الذاكرة، بالتجاهل، أو التلاعب فى كيمياء الدماغ، ونحن نختار ما يناسبنا، لكن من يفقدون ذاكرتهم، يسهل التلاعب بهم، وهذه حكاية أخرى. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود