وفقاً لاستبيان شمل أكثر من ألف شخص في الخمسينات من أعمارهم، اتضح للعلماء أن أول علامات فقدان الذاكرة تبدأ في المتوسط في سن ال 57، لكن يمكن أن تظهر في وقت مبكر من الثلاثينيات. حيث أشار عشرة في المائة من الناس الذين شملهم الاستبيان أن ذاكرتهم بدأت تتضاءل خلال الأربعينات، فيما قال ستة في المائة أن ذاكرتهم بدأت في الانخفاض في الثلاثينات من العمر. يشعر معظم كبار السن بالقلق عندما تضعف ذاكرتهم ويجدون أنفسهم في حالات محرجة. واعترف نحو 31 في المائة من الناس أنهم يشعرون بالقلق من فقدان الذاكرة الوشيك، أو مع تقدمهم في السن. وقد تضمن الاستبيان نماذج من الحوادث البسيطة مثل مغادرة المنزل من دون جوارب وعدم التمكن من تهجئة بعض الكلمات اليومية، وصولاً إلى نسيان الشخص لاسمه خلال اجتماع عمل. في الحالات الأكثر خطورة، أجاب أفراد العينة بأنهم قد نسوا حضور مواعيد المستشفيات أو تركوا أحباءهم في المحلات التجارية من دون أن يدركوا. وقال جيل جاكسون، المسؤول عن الاستبيان أن "الذاكرة تتغير طوال الحياة وللدماغ قدرة هائلة على التكيف والازدهار". إلى ذلك، يملك الإنسان مليارات الخلايا الدماغية. ولكن مع التقدم في السن، يموت معظمها من دون أن يتم استبداله، كما يأخذ الجسد بإنتاج كميات أقل من الكيميائيات التي يحتاجها الدماغ ليعمل بشكل طبيعي. وبالرغم من أن الذاكرتين القصيرة الأمد والبعيدة الأمد لا تتأثران بهذه العملية عادة، إلا أن الذاكرة القريبة العهد من شأنها أن تتدهور مع التقدم في السن. وثمة ثلاثة أنواع من الذاكرة، هي: - الذاكرة قصيرة الأمد: وهي عبارة عن الذاكرة المؤقتة. فعلى سبيل المثال، قد تبحث عن رقم في دليل الهاتف ثم تنساه بعد الاتصال به. وبعبارة أخرى، بمجرد أن تنتهي من استعمال المعلومات، تنساها تماما. - الذاكرة القريبة: وهي ذاكرة تحفظ الماضي القريب، أي ماذا أكلت في فطورك اليوم أو مإذا إرتديت من ملابس بالأمس. - الذاكرة البعيدة الأمد: هي ذاكرة تحفظ الماضي البعيد، كذكريات الطفولة مثلا. وينجم فقدان الذاكرة عن أمور عديدة منها: كأثر جانبي لبعض الادوية إصابة في الرأس الإدمان على الكحول أو المخدرات السكتة الدماغية العلاج بالصدمات الكهربائية لفترة طويلة من شأن مشاكل السمع والبصر أن تؤثر على الذاكرة النساء الحوامل يعانين أحيانآ من مشاكل في الذاكرة القصيرة الأمد يمثل الخرف أحد أسباب فقدان الذاكرة. ويعتبر مرض الزهايمر أحد أكثر أشكال الخرف شيوعا. وتشتمل أعراضه على فقدان تدريجي للذاكرة وعجز عن حفظ المعلومات الجديدة، وميل متنامي لدى الشخص لتكرار نفسه ووضع الأشياء في غير مواضعها والشعور بالارتباك والضياع، إضافة إلى تدهور بطيء في الشخصية والحكم والآداب الاجتماعية. ويرافق ذلك زيادة في الاهتياج العصبي والقلق والاكتئاب والارتباك وعدم الشعور بالراحة.