فى إطار رؤية شاملة لدخول المستقبل بقوة، وتحقيق معدلات نمو عالية تتعدى ال 7% سنويا ولمدة عشر سنوات، قطعت مصر شوطا هائلا فى تحديث شبكة الطرق فى البلاد. وبفضل المشروع القومى للطرق والتخطيط الجيد فقد قفزت مصر إلى المرتبة ال 75 عالميا فى جودة الطرق، وذلك بعدما كانت تحتل المركز ال 118 على العالم فى عام 2014. وبات العالم ينظر إلى مصر بصورة مختلفة الآن، بعد انخفاض حالات الوفاة على الطرق المصرية من 33 لكل مائة ألف كيلو إلى 26حالة وفاة. وتدرك القيادة السياسية المصرية أهمية تحديث وتطوير شبكة الطرق فى مصر، وتوسيع شرايين الحركة سواء لانتقال البشر ونقل البضائع ما يعزز عملية التنمية الاقتصادية، ويوفر الآلاف من فرص العمل، ويشجع حركة الاستثمار فى طول البلاد وعرضها. وفى هذا الإطار تمت عملية افتتاح طرق ومحاور عملاقة فى الوجهين القبلى والبحرى بمصر أمس الأول، وبلغ عدد مشروعات هيئة الطرق والكبارى خمسة، من أهمها اكتمال مشروع الطريق الدائرى الإقليمي، بالإضافة إلى محور طما بمحافظة سوهاج وكبارى برج العرب وبلطيم وقوص، وذلك بتكلفة 7.9 مليار جنيه. ويعد الطريق الدائرى الإقليمى أهم مشروع فى مجال الطرق يتم تنفيذه فى مصر خلال العقود الأربعة الماضية، حيث تم تنفيذه بمواصفات عالمية، ويربط بين جميع الطرق السريعة الرئيسية فى مصر، ويخفف من الضغط والتكدس المرورى بالقاهرة، وسوف يساعد على منع الشاحنات التى تزيد حمولتها على 5 أطنان أو «النقل العابر» من دخول القاهرة. ويخدم الطريق الإقليمى 15 محافظة، ويسهم فى تخفيف الحركة المرورية العالية على الطريق الدائرى الحالى وحول القاهرة بنسبة 50%. ويبقى أن مصر اهتمت اهتماما كبيرا بشبكة الطرق والكباري، وأنفقت 32 مليار جنيه فى الفترة من 2014 إلى 2018. وتمكنت من خلال تضافر جهود وزارة النقل، بالتنسيق مع القوات المسلحة ووزارة الإسكان فى إحداث نقلة نوعية فى مجال شبكة الطرق المصرية، وأبرز ما جرى إنجازه إضافة 900 كيلو من الطرق الجديدة، وتطوير الطرق بالكامل، وإنشاء 6 محاور على النيل لأول مرة، بالإضافة إلى الكبارى العلوية التى تمر على السكك الحديدية والطرق الرئيسية. ومما لاشك فيه أن عملية تحديث الطرق، وإنهاء مشكلة الكهرباء جذريا فى مصر، وتحديث البنية التحتية المصرية، وتسهيل عملية الاستثمار فى مصر هى جزء من رؤية شاملة تستهدف إرسال رسالة واضحة بأن مصر «تدق أبواب المستقبل»، وتستعد للنهوض اقتصاديا وبقوة ومستعدة لتدفق الاستثمار والمستثمرين. لمزيد من مقالات رأى الأهرام