تشهد محافظة الاسكندرية واقعة غاية في الخطورة لايمكن السكوت عنها حيث يصعب تصديقها وهي اغلاق احد اكبر المستشفيات الجامعية بالاسكندرية..المستشفي الرئيسي الجامعي..( الميري) كما يطلق عليه السكندريون. المستشفي الذي اغلق من أكثر من عشرة أيام واستمر اغلاقه حتي ايام العيد كارثة يدفع فاتورتها المريض البسيط الذي لايملك تكاليف علاجه في المستشفيات الخاصة بل في المستوصفات الخيرية.. وتتعاظم الكارثة عندما نعلم بأن هذا المستشفي العريق لايخدم اهالي الاسكندرية فقط بل يخدم اقليم غرب الدلتا وبالبحث عن اسباب غلق المستشفي في وجه المرضي الغلابة نجد انها تتمثل في الاعتداءات المستمرة علي الاطباء والعاملين بالعصي والشوم والاسلحة البيضاء بأنواعها المختلفة من قبل البلطجية وبعض اهالي المرضي حتي وصل الامر خلال الايام الماضية الي بالتعدي بالضرب علي احدي الطبيبات في أثناء ادائها لعملها وسحلها امام مرأي ومسمع من جميع العاملين بالمستشفي..!!! وتكتمل الكارثة نتيجة اعمال البلطجة بتدمير الاجهزة والمعدات الطبية وتكبد الدولة خسائر تصل لملايين من الجنيهات.. سألنا الدكتور اسامة ابو السعود مدير عام المستشفي الرئيسي الجامعي لاستجلاء الحقيقة بلا رتوش ووضعها امام من يهمه الامر والذي اجاب بقوله.. نتيجة للانفلات الامني الذي يعيشه المجتمع منذ فترة طويلة يتعرض المستشفي شبه يومي للهجوم من البلطجية سواء من اقارب المرضي أو المرافقين لهم أو من المرضي انفسهم وهذا الهجوم يبدأ بالتعدي بالفاظ ويتطور حتي يصل الي ضرب الاطباء والعاملين بالمستشفي بالاسلحة البيضاء هذا الامر يحدث تحت سمع وبصر رجال الشرطة وافراد الشرطة العسكرية الذين يلتزمون الصمت دون ادني تدخل منهم نظرا لصدور اوامر من الجهات العليات بعد التعامل مع الجمهور حتي أضحي وجودهم داخل المستشفي لا معني له وترتب علي ذلك اغلاق المستشفي لمدد طويلة لعدم توافر الامن والامان للاطباء والعاملين والذي كان له الاثر السيئ علي الفريق الطبي بالكامل سواء الاطباء و هيئة التمريض مما دفعهم للامتناع عن العمل وما يدعم موقفهم ما صدر عن الجمعية العمومية لنقابة الاطباء بحقهم في الاعتصام والامتناع عن العمل. وحول تفاصيل واقعة الاعتداء يقول انه منذ عشرة ايام تم اغلاق المستشفي أمام المرضي وتحديدا بقسمي الاستقبال والطوارئ اللذين شهدا واقعة غير آدمية تخاصم الانسانية حيث تعدي اقارب احدي المريضات علي طبيبة بقسم الطوارئ بالضرب عليها بوحشية وتمزيق ملابسها امام الجميع ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بسحلها امام الكافة!!! وقد تم تحرير محضر بالواقعة بنقطة الشرطة الموجودة داخل المستشفي مما دفع زملاءها من الاطباء وهيئة التمريض الي التضامن معها واعلانهم عدم التعامل مع المرضي بقسم الطوارئ والاستقبال لحين توافر الحماية والامن لهم.. وحتي الان المستشفي مغلق ولاندري ماذا نفعل؟ ويتساءل الدكتور ابو السعود قائلا.. من سيتحمل نتائج مايحدث في المستشفي؟.. بالطبع المريض البسيط الذي لاحول ولاقوة له لأنه لايملك حتي تكاليف العلاج في المستوصفات الخيرية وليس المستشفيات الخاصة.. وعن وضع المستشفي الرئيسي الجامعي واغلاقه امام المرضي الغلابة يقول الدكتورحبشي عبد الباسط رئيس قطاع المستشفيات الجامعية بالاسكندرية.. للاسف الوضع سيئ للغاية بل هو كارثة انسانية بكل المقاييس ان يغلق قسما الطوارئ والاستقبال امام المرضي نتيجة التعدي المستمر والاهانة غير المقبولة للاطباء والعاملين ما دفع بهم الي الاعتصام والامتناع عن العمل لاننا لم نجد اي تعاون من الجهات الامنية لتحقيق مطالب الاطباء في توفير الحماية والامن لهم في اثناء القيام بواجبهم المهني.. ويشير الي. ان اعمال البطلجة لم تقتصر علي ضرب الاطباء والتعدي عليهم بل المصيبة الكبري في قيامهم بتدمير الاجهزة والمعدات الطبية الحديثة والتي يبلغ قيمتها مئات الملايين من الجنيهات وعن افضل الحلول لعودة الحياة لاكبر المستشفيات الجامعية بالاسكندرية وفتحها مرة اخري امام المرضي الغلابة يقول الدكتور عبد الباسط ان الحل من وجهة نظري ليس امنيا فقط برغم الاعتراف باهمية الامن لحل هذه المشكلة فلابد من حملة اعلامية لتوعية المواطنين باهمية الحفاظ علي المستشفيات والعاملين بها والتعامل مع الاطباء وهيئة التمريض بصورة حضارية