شئنا أم أبينا.... لا غنى عن الإعلام السياسى الذى دأبت على تقديمه الفضائيات فى صورة برامج (التوك شو المسائي) حتى ولو كانت تلك البرامج قد شذت فى بعض الأوقات عن الأهداف المنوطة بها ومنها خلق وعى سياسى شعبى يدعم مسيرة بناء الشخصية المصرية الوطنية الواعية لحقيقة الأوضاع داخل الوطن، وحجم التحديات والأخطار التى تحدق به. وليس من الحكمة ونحن نتوجس لما يحيط بوطننا من تهديدات خارجية من جانب أطراف مأجورة تترقب أى ثغرة للنفاذ الى الوطن والمواطن لإثارة الشائعات والأكاذيب لإضعاف الجبهة الداخلية وإلقاء بذور الشك بين المواطن وقيادته، فنقوم بمنح العدو تلك الفرصة بتقليص مساحة البرامج السياسية أو التخلص منها، وعدم تقديم بدائل من مذيعين يتحلون بقدر كاف من النضج السياسى والكاريزما كوجوه بديلة لمذيعين لا يهمنا معرفة ظروف اختفائهم ولن نبكى عليهم، لأن معظمهم لم تشفع لهم طريقتهم الزاعقة ونفاقهم الرخيص وأجنداتهم المعروفة، لكن على الأقل كانوا يقدمون ما يلتف حوله المواطن قبل أن يدير ظهره لهم بعد أن تكشف له زيف ما يضعونه من أقنعة وما يدعونه من ولاء اتضح أنه للمال أولا! ما يهمنا فى تلك الحلقة هو المواطن الذى لن تغريه طوال الوقت المادة الإعلامية البديلة التافهة عن أخبار النجوم فى المصايف وفضائح المشاهير والبرامج الرياضية التى تغلق مع أذان الفجر، فالمشاهد السوى الذى على يديه تبنى الأوطان بحاجة دائما لجرعة سياسية هادفة إذا لم يجدها فى فضائياته الوطنية سيبحث عنها خارجها وهو ما فطنت إليه أبواق الجماعة الإرهابية. فقد زادت فى الآونة الأخيرة نسب مشاهدة القنوات الإخوانية التى تبث من تركيا، وأصبح مألوفا أن تجد الكثير من المحيطين بك ينقل ما يبثه مذيعوها فى برامجهم من وقاحة وتربص بالوطن، يستعرضون بشماتة أخبارا زائفة عن مصر وهم يعلمون بعد أن زاد الإقبال عليهم أن بعضها سيجد طريقه للتصديق فى غياب إعلام سياسى وطنى هادف لم يبق منه سوى صوت هنا أو هناك!. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين