على المزروعى (مواطن إماراتى بسيط) كان يوم الأحد الماضى ضيفا حاضرا لاجتماع الحكومة الإماراتية التى وضعت(من أجل خاطره) على رأس جدول أعمال اجتماعها قضية محدودى الدخل وكيفية تقديم المزيد من الدعم لهم لمساندتهم فى تحمل ارتفاع مستوى المعيشة المعروف عن تلك الدولة الغنية. القصة من بدايتها أن المواطن الإماراتى كان ضحية مذيع استقوى عليه حين اتصل بإحدى قنوات الراديو المحلية شاكيا عدم قدرته على الوفاء باحتياجاته بسبب الارتفاع الرهيب للأسعار, وبدلا من أن يمارس المذيع دور الإعلام الحر الذى يعكس قضايا ومشاكلات مجتمعه وينقل بشفافية ومصداقية هموم الناس للحكومة, اختار المذيع مداهنة السلطة(وهى بالتأكيد لم تطلب منه ذلك) بتسفيه شكوى المواطن واعتبارها مشكلة شخصية ظانا أنه بذلك سيرضى أهل الحكم, وتلك مشكلة من يظنون جهلا أن مهمة الإعلام هى إرضاء السلطة! لم يكن هذا المذيع الذى يستحق عن جدارة الانضمام لإعلام جمهورية من جمهوريات الموز, يتصور أن احتقاره شكوى المواطن سينقلب ضده، حيث صدرت الأوامر بإيقافه عن العمل لعدم لياقة حواره مع المواطن الذى كانت مداخلته الإذاعية تلك بمثابة طاقة القدر المفتوحة على مصراعيها لتلبية طلباته. ففى دولة سبقت العالم بتعيين وزيرة للسعادة وأخرى للتسامح, ووضعت خطة إستراتيجية (رؤية 2021) لتكون من بين أفضل دول العالم وأكثر شعوبها سعادة, كان من الصعب أن تمر واقعة المذيع والمواطن بلا حساب وترضية, فقد دعا الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة حاكم دبى، المواطن لحضور اجتماع الحكومة كى يتابع بنفسه خطة عاجلة وضعتها وزيرة التنمية الاجتماعية لمساعدة ذوى الدخل المحدود,ووجه بن راشد بتوفير كل احتياجات المواطن وتلبية كل طلباته فورا. ولم يتوقف إرضاء المواطن عند هذا الحد, ففى مشهد تم نقله عبر الفضائيات أسرع المذيع لتقبيل رأس ويد المواطن طلبا للصفح, وهو مشهد ربما أعاد للمواطن المزروعى كرامته لكنه نكأ بقوة جرحا غائرا فى صدر من يؤمنون بدور الإعلام الواعى حين يكون عين الحاكم ينقل إليه شواغل المجتمع بأمانة,لا يداهنه من أجل مصلحة ويسعى لأن يكون الوسيط النزيه بينه وبين شعبه.