التوافق بين شخصين لا يعني أن يكون الطرفان متشابهين، فعدم التشابه مع شريك حياتك يعزز قوتك ويعوض نقاط الضعف لديك.. وإذا كان يضايقك سلوك ما يقوم به شريك حياتك، فعليك انتقاد السلوك وليس انتقاد شخصية شريك حياتك. ولابد أن تتفهم طبيعة الاختلاف بين شخصية المرأة والرجل؛ فمن الطبيعي أن تميل أنت لمشاهدة أفلام الأكشن والعنف وتميل هى إلى الأفلام الرومانسية، وطبيعي أن تعشق هى التسوق والاطلاع على أحدث صيحات الموضة والجمال والأناقة، وأنت يكفيك أن ترتدي ما تشعر به بالراحة واللياقة.. وطبيعي أن تستمتع هى بسماع الكلام الرومانسي، بينما تجد أنت الأفعال وحدها كافية لإيصال شعورك تجاهها. التعبير عن سلوك ما يضايقك في شريك حياتك، لابد أن يأتي في إطار هادئ يحمل في طياته مدحا لسلوكيات أخرى إيجابية يقوم بها شريك حياتك وتعجبك حقا.. وحاول دائما أن تلتمس العذر لشريك حياتك، فضغوط الحياة كثيرة تؤثر على سلوكياتنا من وقت لآخر، ولا يكون المقصود بها تقليل الاحترام أو التقدير من أحد الشريكين للآخر. ترى أم تثور لأن ابنها نقص درجة في امتحان الإنجليزي بالصف الأول الابتدائي.. والأم هذه تقيم الدنيا ولا تقعدها، تنفعل وتصول وتجول في حجرة طفلها وكأنها تواجه حربا شرسة من كائنات فضائية يهاجمونها من كل صوب وحدب!. وترى زوجة تبكي بحرقة، لأن زوجها لم ينصت إليها ويدعمها نفسيا وهى متضايقة من تصرفات تافهة قامت بها إحدى جاراتها الحاقدات!. وترى الزوج يعنف زوجته ويصرخ بأعلى صوت يسمع سابع جار لأن زوجته لم تضع فرشاة الشعر بمكانها!.. إنها الضغوطات يا سادة ولابد من التحلي بالصبر والاستعانة بالله دائما لمجابهة الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي تعصف بنا من حين لآخر، وأن نتعامل بالمودة والرحمة التي أمرنا الله بها بالقرآن.. والمودة والرحمة تقتضى من وجهة نظري التفهم والتعاطف والتغاضي عن لحظات الغضب العابرة والتشارك بين الزوجين في كل الأمور المادية وأعباء المنزل وتربية الأولاد. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي