أرسلت لي احدى قراء موقع الأهرام اليومي رسالة تشتكي فيها من حياتها الزوجية وتطلب مني أن أساعدها وهذه أول مرة أتلقى فيها رسالة من هذه النوعية ولكني سعدت بها وقد جاءتني هذه الرسالة منذ أيام عبر بريدي الإليكتروني والرسالة بعد صياغتي لها دون تغيير في المعاني أو المضمون كانت كالتالي: أكتب إليك استاذه نهى الشرنوبي لأنني أرى في كتاباتك التي اتابعها اسبوعيا منذ سنوات في مختلف المجالات الصدق وحب البحث والموضوعية ومشكلتي أنني أصبحت لا أعرف طعم السعادة رغم أنني صغيرة في السن ولا يتعدى عمري 27 عام واتمتع بجمال وافر ومتزوجة منذ خمس سنوات من رجل يكبرني ب 6 سنوات مستواه المادي ميسور الحال ووسيم ولكنه اناني ويتمادى في انانيته ولا يعنيه سوى تحقيق سعادته ولو على حسابي ، فكرت كثيرا في الانفصال ولكن تكلفته النفسية والمادية قد تكون باهظة علي وعلى ابنتي الجميلة هدى ولذا اضطريت إلى التضحية والعيش معه كزوج وحبيب أمام المجتمع وبخاصة أمام أهلي الذين بالمناسبة تجمعهما قصة حب بدأت في الجامعة ولم تنتهي بعد الزواج حتى الآن فطالما شاهدت أمي وأبي يجلسان مع بعضهما البعض في المنزل يتجاذبان أطراف الحديث في حب وتفاهم ويختلفان في الرأي ولكن باحترام حيث يحاول كل طرف اقناع الطرف الآخر بما يريد ولكن دون ارغامه على ذلك او السخرية من رآيه ابي لا يضايقه مشاركة والدتي مشاهدة ما تريد في التلفزيون من مسلسلات وبرامج أما أنا عزيزتي في حقيقة الأمر أعيش وحيدة وكأنني لم أتزوج بعد فأجلس بمفردي بالمنزل دائما أشاهد التلفزيون بغرفة آخرى حيث حاولت العديد من المرات مشاركته ما يريد مشاهدته املا في مشاركته لي ما أريد مشاهدته ولكن دون فائدة كما اضطر الى التسوق والتنزه بالمول بمفردي بعد مضايقته لي العديد من المرات وقت التسوق وهكذا يكون الاتصال الوحيد بيننا في وقت المعاشرة الزوجية عندما يريد وبالطريقة التي يريدها والتي تكون في الغالب دون مقدمات تؤهلني للتجاوب معه وما يضايقني كثيرا عزيزتي أنني أقوم بمشاركة زوجي في الأمور المادية ولكنه في المقابل لا يقوم بمشاركتي بأى أعباء بالمنزل بل والأمر مما سبق أنه يعاملني بحساسية مطلقة ويأخذ كل كلمة على كرامته ؛ أنها العلاقة الكابوس عزيزتي انانية وحساسية في التعامل وخناق على التفاهات ... اتمنى ان تكتبي ردك على مشكلتي في مقالك الأسبوعي الثلاثاء المقبل دون ذكر اسمي ولكن اكتفي بالإشارة إلي "م ن " لتستفيد الزوجات التي تعاني من نفس مشكلتي ويتنبه الأزواج الأنانيون والنكديون مثل زوجي . وإليكم ردي على الرسالة : في البداية أشكرك على رسالتك الرائعة المعبرة القريبة من القلب واتمنى أن أكون عند حسن ظنك وثقتك بي ... أولا : لابد أن نعترف معا أنك عزيزتي لا تواجهين مشكلة حقيقية كما تظنين فزوجك لا يحب مثلا امرأة آخرى لا يخونك ولا ينوي الزواج بغيرك وهذه من المشكلات الحقيقية في حياة الكثير من الزوجات . ثانيا : وعلينا أن نحمد الله كذلك أن مشكلتك لا تستحيل معها الحياة الزوجية حيث أن زوجك لا يضربك أو يدمن المخدرات أو الخمور وهذه مشكلات تستحيل معها الحياة الزوجية . ثالثا : الحقيقة أنك تعانين من مشكلة عدم التواصل مع زوجك بالشكل الكافي فأنت لا تصاريحنه بما يضايقك وبما تريدين منه وتشعرين بحرمان عاطفي وبوحده سواء بالمنزل أو بالتنزه خارجه كما تعانين مثلك مثل الكثيرات من الزوجات من مشاركة زوجك بالأعباء المادية دون مشاركته لك لأعباء المنزل وكل ما عليك هو مصارحته والبدء أولا بنفسك فأبدأي انت بقول كلمات الحب والعشق له قولي لي كيف ترينه وسيما قويا شجاعا ، لا تصدقين ان الرجل لا يحب الاطراء حتى لو ادعى عكس ذلك فكل الدراسات العلمية الحديثة تؤكد عشق الرجل للمرأة التي تمتدحه في كل صغيرة وكبيرة وتسمعه كلاما حلوا من قبيل ما هذا الجمال والوسامة ؟ انت جرىء وشجاع جدا يا حبيبي ... تأكدي أن زوجك عندما يسمع منك هذا الكلام الحلو بصدق دون تمثيل واصطناع سيرد بكلام أجمل منه بكثير وبالنسبة لمشاهدة التلفزيون والتنزه فأنا لا اتفق معك في ان تربطي سعادتك دائما بوجوده جانبك وبأن تحاولي أن تكرري منكما صورة طبق الأصل من والدك ووالدتك ادام الله عليهما المحبة فليس على زوجك مشاهدة مسلسلاتك العاطفية طالما لا يرغب في ذلك وليس عليك ايضا مشاهدة مباريات كورة القدم أو البرامج الذي يشاهدها الا اذا اردت ذلك ، تعلمي دائما الشعور بالسعادة بمفردك سواء بالمنزل وسواء بالتسوق بالمول فليس على زوجك الانتظار بالساعات وانت تختارين فستانا ما !! ... ولكن بالطبع لابد من تحديد وقت ما من وقت لآخر لمشاهدة فيلم اجنبي او عربي معا سواء بالمنزل او السينما والتمشية معا بالنادي أو المول ولكن دون ان تعذبيه وانت تختارين ملابس لك تستطعين ان تختاريها وحدك اما بالنسبة لموضوع المعاشرة الزوجية فلابد من مصارحة زوجك بلا خجل بما تريدين ولكن بشكل لطيف دون أوامر ودون أن تشعريه انك لا تشعرين بالسعادة معه فهذا من شأنه تدمير حياتكم الزوجية فالرجل دائما يريد أن يشعر أن أمرأته سعيدة معه وهذا طبيعي ولكن اطلبي منه ما تريدين من باب رغبتك بالشعور بمزيد من السعادة معه وفيما يخص مشاركتك له بالأمور المادية ورغبتك بمشاركته لك في المقابل بأعباء المنزل وبرعاية ابنتكما فلا تقولين له انا اساعدك ولذا عليك مساعدتي في المقابل ؛ فقد يعتقد أنك تلوميه على مشاركتك له أو تجبريه على مساعدتك ولكن اعلمي عزيزتي انه يعلم انك تساعدينه ولا داعي لتذكيره وانما اطلبي ما تريدين منه بشكل واضح وصريح دون حكايات تضايقه وتدفعه للدفاع عن نفسه فلا تقولين له مثلا انا اقوم بحمل كل احتياجات المنزل وانا عائدة من العمل وتعبت وانت لا تفعل شيئا ولكن قولي له مباشرة حبيبي دعنا ننزل سويا في المساء لشراء احتياجات المنزل أو اذا كنت لا تستطعين الانتظار للمساء قولي له برقة احمل معك احتياجات المنزل وانت عائد من العمل حبيبي لأنني لا استطع حملها مثلك يا صاحب العضلات الجميلة وستجدينه يحمل لك كل ما تريدين من احتياجات وبالنسبة لأعباء المنزل الأخرى وانت تنظفين المنزل اطلبي منه مساعدتك في حمل الأشياء التي يصعب عليك تحريكها أو حملها ولكن بنفس الطريقة السابقة دون تذمر ولوم وعتاب يضطر معه الى الدفاع عن نفسه والخناق معك وهكذا في جميع الأمور التي تحتاجين مساعدته بها أو التي ترغبين في طلبها منه ... دلليه وقولي له كلام حلو واطلبي منه بحب ما تريدين دون لوم وعتاب وتذمر ولا تنسي أن تشعريه بمحبتك واحتياجك له دائما ولا تقللي من شأن بدء أى طلب تطلبينه منه بكلمات من قبيل يا حبيبي يا روحي ولا تنسي في زحمة الحياة ومتاعب الدنيا أنك أمرأة قوتك مع زوجك في انوثتك ورقتك ودلعك[email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي