سيدتي: مشكلتي ليست جديدة عليَّ أو علي الأسرة المصرية مشكلتي تتعلق بزوجتي النكدية التي لا تعرف إلا الصراخ في وجهي كلما تواجدت بالمنزل.. وعندما لا أكون موجوداً تفرغ تلك الطاقة في الأبناء والجيران إذا لزم الأمر حاولت أن أقنعها انها لا تطاق واننا لدينا قدرة علي تحملها وسوف نضطر بعد ذلك للرد عليها بالمثل لكنها لا تهدأ. هذه العصبية جعلتني أنفر منها لزميلتي في العمل الهادئة الرقيقة والتي تعرف كل مشاكلي مع زوجتي وتستمع إليَّ بهدوء أتمناه في زوجتي.. وتحاول أن تسعدني بقدر تلك الزمالة التي لها حدود بالتأكيد.. لكنني بدأت أشعر بالحب تجاهها بل أصبحت أفر إليها من النكد مع زوجتي.. من صراخها بأنني لا أشاركها التوصيل للدروس ولا شراء طلبات المنزل ولا الجلوس إليها ولا.. ولا.. هذا الملل الزوجي الفظيع الذي تريد أن تربطني فيه.. بينما كل لحظات السعادة تلك التي أعيشها مع صديقتي حراً طليقاً عاشقاً في حدود انها زميلتي والحقيقة انني لم أصارحها بهذا الحب لكنها تشعر به. سيدتي أصبحت لا أستغني عنها فهي الوجه الذي أنام أحلم به حتي ألقاه في الصباح.. مع العلم انني متزوج من 12 عاما ولي ولد عمره الآن 11 عاماً وطفلة عمرها 9 سنوات.. وزوجتي ربة منزل متعلمة لكنها لا تعمل وعمري الآن 40 عاما وزوجتي 30 وظروفنا المادية معقولة والحمد لله. السؤال الآن: هل أفاتح زميلتي بحبي لها ورغبتي في الزواج منها الآن خوفاً من أن يأتي عريس لها وتضيع من يدي مع العلم انها مطلقة بعد زواج استمر عامين.. أرجوك ساعديني فلحظات السعادة الوحيدة التي أعيشها الآن معها. "ك" عزيزي: لم تذكر لي أي تفاصيل عن نشأتك ولا عن علاقتك بأسرتك الأولي الأب والأم بشكل خاص.. ويبدو لي انك كنت مدللاً بشكل كبير فلم نتحمل أي مسئولية ولم تشارك في أي شئ إلا أن تأخذ فقط.. ويبدو لي أيضا انك لم تزوج نفسك ولكنك زوجت.. قد يكون تخميني خطأ وقد يحمل أجزاء من الصواب ولكنني سوف أجيبك مما ذكرته أنت فهذا هو المتاح ولو رغبت بعد ذلك في زيارتي أنت وزوجتك سأسعد بوجودكما بلا شك. يا أيها الباحث عن لحظات السعادة بعيدا عن الزوجة النكدية.. أنت شخص أناني.. لأنك لم تفكر كيف تسعد وتُسعد من حولك.. أنت تريد أن تأخذ فقط.. زوجتك النكدية كل مشاكلها حسبما قلت أنت أن تشاركها المسئولية.. أن تساعدها لتجد هي الأخري لحظات سعادة فهي بشر. لماذا تريدها أن تقوم بالأعباء الأسرية وحدها ومهمة إسعادك وحدها وأنت مجرد سلبي تتلقي مباهج الحياة دون أن تهب حتي نصف وقتك الذي تقضيه مع زميلتك التي تهبك لحظات السعادة والبهجة. تعال نفكر معاً بشكل موضوعي.. كيف كان حال علاقتك بزوجتك قبل المسئولية التي حملتها. وحدها.. ألم تكن تلك الفتاة الناعمة التي تجد في صحبتها السعادة واللحظات الجميلة.. تحولت لزوجة نكدية عندما انسحب أكسير السعادة من حياتها تحملت المسئولية وتوقفت عن دعمها بل وشحنها بما يبهجها ويجعلها قادرة علي ا التحمل وحدها.. أنت فررت إلي البحث عن السعادة بعيداً عنها وهذا جزء من شخصيتك الأنانية. الضلع الثاني في المشكلة الزميلة الحسناء المطلقة التي وجدت عندها السعادة والتي تفكر في الزواج منها لتحصل علي السعادة المفقودة.. هل سألت نفسك أولاً لماذا طلقت؟ هل وضعتها في نفس ظروف زوجتك وعرفت كيف ستتصرف؟ هل تخيلت للحظة ماذا سيكون وضعها لو أنجبت منها وأصبحت مسئولاً عن أسرة أخري تهرب أنت من مسئوليتها وتتحملها أخري فهل ستبحث عن الثالثة؟! المشكلة فيك أنت أيها الابن المدلل الذي لم يكبر بعد والذي سيظل تستهويه لعبة خلف أخري.. وبعد أن تقدم يبحث عن غيرها. عليك أن تنضج وبدلاً من البحث خلف متعتك فقط.. فكر كيف تكون مصدراً لسعادة أسرتك التي ترغب في أن تكون مصدراً لتعاستها باقي العمر. الزميلة التي ربما كانت صادقة وربما كانت صائدة في الماء العكر لا أملك حق الحكم عليها فلا أعرف تفاصيل تليق بالحكم عليها ولكن ألم تفكر للحظة انها علمت كل عيوب زوجتك من فضفضتك والذكاء الأنثوي جعلها تبديها ميزات لديها!! ربما وربما كانت سيدة مبهجة وسعيدة فليست حاملة لأي مسئولية لا زوج ولا أبناء فلماذا لا تكون مصدراً للسعادة؟!. يا عزيزي المنطق يقول حاول أن تقتسم العبء الذي تتحمله زوجتك وحدها علي اثنين ثم حاول أن تجلس إليها مفضفضاً.. وحاول أن تعيد إليها صورة البنت التي أحببتها وتزوجتها.. وأمهلها فترة لتعتاد عودتك وترتاح من المسئولية وتعود ثقتها فيك.. ستعود كما كانت لك سابقاً أما ما تريد فعله فهو الدمار لأسرتك.. أنت لا تعالج مشكلة أنت تهرب لمشكلة تهرب وتبيع أسرتك بلحظات للسعادة فقط. القراء معك الصديق محمود السيد: تعليقاً علي رسالة الهروب من الحب.. يقول: الهروب إلي الحب هو ما يحاوله الآن.. لقد أيقظت فيه من عرفها أخيراً مشاعر وأحاسيس حب قديم كان.. هو بين نارين. طيف حب يلاحقه من الماضي قد رآه وملأ عليه وجدانه وكيانه.. مسكين لقد عرف دفقة القلب لم يشعر بها مع زوجته واجتاحته.. في حضرة الحبيب لا وجود للآخر فهو الأول والآخر. هي خارج الشعور حتي إذا ما غادرها عاد معذباً وسيظل معذباً حتي لو استقر مع زوجته باعتبار ما سيكون.. هو ليس في حاجة إلي طبيب بل إلي صديق وفكرة الانتحار من أجل امرأة أو من أجل الحب فكرة صبيانية توحي بالعجز وطفولة متأخرة وهو ليس جاداً فيها علي الاطلاق فالحياة لا تستحق كل هذا العناء. وعليه إذا أخفق في الحب واقعاً أن يعيشه خيالاً. مع المجنون وابن زيدون وسائر الشعراء العشاق يتعلم منهم كيف يكون الحب. الحب فكرة كمفهوم الدولة وقيمة لا تقل عن الحرية والعدالة والرحمة. الحب ديانة في حاجة إلي مؤمنين والحب صلاة وعبادة في حاجة إلي محراب وصومعة وهيكل وإنسان.