* أرجو أن يتسع صدركم لما سأقوله ربما كنت ظالمة فتردوني عن ظلمي. وربما كنت علي حق فثبتوني علي ما أنا عليه.. وكل ما أطلبه وأرجوه سرعة الرد. أنا ببساطة شديدة أحببت ولأول مرة في حياتي أتذوق هذا الشيء المسمي بالحب والذي تأكدت مائة بالمائة أنه كائن مراوغ فدائما أنت تحب من لا يستحق. وقد تحب ممن يستحق ولا تلتفت إليه.. ولكن شاء حظي أن أعصب عيني بيدي وأخوض هذه التجربة لنهايتها كما أظن. وتأكدي سيدتي أن هذا الكلام ليس وليد عصبية أو مزاج منحرف ولكنها الظروف التي ترفض ترك تلك القصة دون تنبيه من وقت لآخر يدق جرس ليقول: أنت في الطريق الخطأ ولكنني مازلت معصوبة العينين أسير خلف قلبي كالبلهاء والحكاية تأتي عندما أحببت زميلاً لي في العمل اعترف بأنه أعطاني الكثير.. أنا اعترفت بذلك لكل من يعرف ومن لا يعرف قصة حبنا.. هو الآخر ذكرني كثيرا وتكرارا بما منحه لي لا علي سبيل المن والأذي.. بل علي سبيل التذكرة كلما وقف موقفا لا أرضاه ولا ترضاه أي حبيبة كأن اكتشف مثلا علاقة جسدية بينه وبين زميله لنا في العمل أو في محيط الأصدقاء وهن كثير وهو لا يمانع مثل هذه العلاقات علي سبيل أنها ليست حبا وإنما مجرد تفريغ طاقة لا أكثر.. كان هذا مذهب الرجل الذي أصبح زوجي وحياتي نسيت معه كل شيء إلا هو رغم مروري بظروف صحية سيئة المرة تلو الأخري لكن كنت اكتفي برؤيته فأنسي مرضي خاصة أنني لم أنجب منه وشاء قدري أن أجهض مرتان ولعلها إرادة الله سبحانه وتعالي ألا يكون لي منه ذرية وهذا لصالحي كما أزعم أنا وخاصة هذه المرة التي قررت فيها الطلاق أو الخلع المهم الخلاص وسوف أقص لك أسبابي وبلا إطالة حتي لا ازعجك والقاريء هذا الرجل الذي أحبه ويحبني هو بكل تأكيد وأعرف هذا بشكل لا جدال فيه.. إنما يحبني بطريقته حسب مقتضي الحال.. فقديما عندما تعارفنا كان يريد قضاء يومه كله معي أثناء عمله ونومه لو استطاع.. بعد قليل بدأت أعذاره في تواجدنا معا ودائما لديه سيناريو واحد لا يتغير.. هو لا يتذكر أنه لا يتغير.. وأقصد عندما يريد أن يكون بجواري فلا موانع لديه ولا أعذار ولا مبررات هو يريد ذلك فليكن.. وعندما يريد الخلاص مني يجد سيناريو آخر تماما ولكنه متكرر وليس فيه أي ذكاء.. مع أن حبيبي وزوجي في قمة الذكاء المهم أنه يفعل هذا دائما.. وقد تختارين ولماذا وكيف يلجأ زوج من الفرار من زوجته التي يحبها؟ أقول لك لماذا إذا ظهر في الأفق صيد جديد وكيف أقول لك بأن زواجنا في السر وأننا نلتقي كعاشقين رغم زواجنا الشرعي ولكنه سرا لأنه زوج وأب وأنا كنت زوجة ولدي أطفال وبعد انفصالي عن زوجي خشيت أن يأخذ الأولاد فأبقيت زواجي سرا لأجلي وأجله. لهذا أجد نفسي حائرة من هذا الرجل الذي يعرف أنه إذا أعطاني الكثير فقد أخذ مني الأكثر.. أخذ مني الحب والوفاء والإخلاص لم يحصل عليه شخص غيره في حياتي.. وأخذ مني دعما معنويا في حياته فاستمرت علاقته بزوجته لأنه كان يجد الاستقرار معي هكذا قال علي الأقل ساندته في عمله وحياته والأهم من ذلك احتملت نزفه فمن تلك التي تحب وتغاز لا تجن إذا عرفت بأن زوجها يخونها مع صديقاتها وزميلاتها؟!! ومن تلك التي تكون متأكدة أنه تركها لأخري وإن عاد ولا تترك هذا الرجل فورا؟! ومن تلك التي يتركها زوجها أحيانا في أحلك ظرف لها كي يكون بصحبة أخري وإن لم يضاجعها يهرب ويعود.. وكلما قررت تركه أعود. ولكن ما فجر مشكلتي هو أنني علي فترات متباعدة تأتيني إضاءات لتقول لي ليس هذا الرجل هو زوجك.. ولا رجلك.. ولا مبغاك فهو يقول لك ما لا يفعله قد يعطيك من وقته وينصحك في عملك ويدعمك بكل ما يقدر عليه فقط حسب مقتضي الحال يكون حبه لك إذا نحن نصلح كصديقين.. أما زوجان.. فلا هكذا تأكدت خاصة عندما تأتي المواقف الحرجة التي انتظره فيها ولكنه يتصرف كأنه إنسان آخر يأتي من كوكب آخر مثلا تعرضت منذ سنوات لعملية جراحية كبري في عمودي الفقري وكان من الممكن أن يأتي ولا يتركني كأصدقاء العمل الذين تواجدوا معي ولكنه سافر في رحلة مع أصدقاء له نساء ورجال وإن قال فيما بعد إنها رحلة عمل ونسي أن يتصل في نفس اليوم ليطمئن فاتصل في اليوم التالي!! تكرر نفس الموقف في وفاة والدي عندما بدأ في الملل مني والهروب وكأنني ليس من حقي أن أحزن أو أمرض.. علي أن أكون تلك السيدة المرحة الضحوك.. الجاهزة وقتما يشاء للقاء حميمي. الشيء الثاني والذي لا استطيع أن أغفره أنه في آخر علاقة أو نزوة له كاد ضحي بحبي لأجلها.. لولا تمسكي به وكنت لا أعرف أي شيء عن تلك العلاقة وإن تكشف كل شيء بعدها بالصدفة عندما أدركت أن الأوقات العصيبة التي مررت بها وهو يدعي أشياء كمرض ابنته ودروسها ومرض ابنه ودروسه وإصابة زوجته بمغص وإصابة جيرانه بالقلق وعدم نومه.. إن هذا كله كذب وأنه كان موجودا كل تلك الأوقات مع عشيقة جديدة.. الغريب أنني سامحته ولم أفك العصابة عن عيني.. إلي أن تكرر موقف بعينه إليه وكالعادة لم يبذل أي مجهود ليكون معي إلا يوما واحدا انتظر فيه ولم أذهب لظرف قاهر ولا ينفع التخلي عنه وقمت بالاعتذار له وقدر ولكنه تجاهل أنني سأغيب عنه فترة ولم يحاول أن يكون معي قبلها لنعوض ما سيفوتني بالسفر. هذا هو رجلي الذي أتحدث عنه رجل لا تعرفين داخله.. الحب واحد كما قال نزار قباني وكما ذكرتي في أحد مقالتك فماذا يكون هذا أرجوك ساعديني هل أنا محقة.. لقد قررت تركه خاصة أن ذلك لن يمثل له أي عبء من وجهة نظري هذا الرجل له جناحان الأول عمله والثاني علاقاته العابرة بالرخيصات.. ولا شيء غير ذلك يهمه وبالمناسبة هو يحب أولاده بطريقتي أيضا فهو يتفاني في اسعادهم من وجهة نظره فهو يستطيع أن يعطي وقتهما لعشيقة ويفضل أن يكون معها علي أن يكون معهم ويراهم في أوقات ربما لا تناسبهم وهو لا يخاف عليهم من تلك العلاقات وتلويث سمعته التي ستؤثر عليهم.. الأبشع أنه ربما يدعو إحدي هؤلاء الساقطات لزيارته في بيتهم وعلي فراشهم.. يحكي هذا ويضحك ولا يخاف عليهم ليس من فضيحة فقط ولكن من نقل عدوي هو لا يشعر بحرمة بيتهم بعد أن فرط في حرمتهم لديه فيه كأب.. أعرف أنك ستدعمني ولكن قبل أن تقولي لي مالا استطيع تحمله أقول لك سيدتي هذا هو الحب كائن ساخر يعطي أشخاصا لا يستحقون ويحرم أشخاصاً يستحقون من نعمة الشعور به وربما يكون انتقاماً من الله أن يسلط هذا النوع من الحب علي من يريد الانتقام منهم. الصديقO ** يقول شاعر الحب نزار قباني: من قال إنه علي علاقة باثنين فاعلم أنه لم تدفيء قلبه امرأة قط.. وقديما علمونا.. الحب واحد والوطن واحد والله واحد. هذا ما قاله نزار وأظنها الحقيقة التي أقرها رجل تعددت علاقاته النسائية ولكنه قال بأنه لم يحب إلا بلقيس زوجته التي ألهمته والتي كتب عنها رائعته في رثائها. صديقتي اختيارك خطأ لقد قبلت أن تكوني زوجة في السر وهذه ليس لها حقوق.. فهو لم يشعر يوما بشيء من الالتزام نحوك هو يرضيك في لحظات ويرضي نفسه في لحظات وهذا عدل من وجهة نظر المنطق ولكنه لا يجيد التوقيت ربما.. وهناك رجال لا تقدر علي حمل المسئولية وتهرب منها حتي وإن كانت مسئولية معنوية.. وهناك سبب آخر أنك بالنسبة إليه زوجة لها مقطع من وقته ولست زوجة عمر وحياة.. لا يستيقظ بين يديك وتتسامران عن بيتكما وأطفالكما.. أنتما تلتقيان لقاء عشق وما يطلبه الرجل من العشيقة غير ما يطلبه من الزوجة.. العشيقة هي بلسم حياته من الزوجة التي هي بالصدفة دائما وسبحان الله -نكدية- وكأن كل نساء الأرض من الزوجات نكديات وكل رجال الأرض من الأزواج محقون ومن لم يبحث عن زوجة بحث عن عشيقة أو بحث عن أقرب مقهي أو أمسك بقلم ونزل هجوا فيها.. يا عزيزتي قبلتي أن تأخذي منه الكلام فلماذا تنقلبين اليوم.. هو يريد منك الفعل والكلام ولم يعطيك إلا الكلام مع نثرات من عطائه الذي ذكرك به أكثر من مرة حتي لا تتهمينه بأنه لا يقدم لك شيئا أو بأنه يمارس مع الأخريات تلك العلاقات الساقطة لمكسب في العمل لهن أو حتي له. أري أن العلاقة خاطئة والحل هو إما تصليح الشكل بالإشهار وجعل الزواج في النور وإما بالطلاق.. لأن زواج السر يفرض هذا الشكل دائما في العلاقات.. واعرفي أنه يجيد الهرب وهذا شأن تدرب عليه كل رجل خائن فلا تحزني.. فقط فكري ألا تكوني دائما في موضع المنتظرة منه لأي شيء وإن كان دعما معنويا.. لأنك العشيقة التي مهمتها إسعاد هذا الرجل ولست الزوجة وأم الأولاد هذا إذا كان يرعاها هي الأخري ليس حسب مقتضي الحال.. ربما يحدث هذا ويكون هذا طبعه.. الهروب بنفسه من المواقف التي تحتاج لمواجهة.. ربما فكري بنفسك وصححي الخطأ قبل أن يتحول لصدمة لا تحتمليها الرجل الذي يحب بصدق حب من الذي تذوب فيه الروح والجسد معا لا يستطيع أن يلمس غيرها ولا أن يقبل أن يقول لغيرها أحبك.. هذا هو الحب الحقيقي الذي يعرفه الرجل المخلص والزوجة المخلصة.. أما الحب الآخر فقد أجدت تسميته حب حسب مقتضي الحال لا أكثر.