السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. من فضلكم أنا عندي مشكلة وحبيت آخد برأيكم؛ لأني بارتاح أوي لم بافضفض معكم. أنا متجوزة من ست شهور وحامل، والحمد لله أنا وزوجي كنا بنحب بعض أوي أوي، ومبسوطين أوي لما ربنا كرمنا بالحمل ده؛ لكن المشكلة دلوقتي زي مشكلة أي اتنين في بداية جوازهم.. وهي الديون.
أنا جوزي عامل جمعية وهيقبضها في شهر 5، وهو مستلف فلوس من ناس ومعرفهم إنه هيديهم فلوسهم من الجمعية دي، يعني تقدروا تقول إنه هيسد تقريبا الجمعية كلها، وهنحاول نحجز جزء من الفلوس دي للولادة؛ لأنه نفس الشهر اللي المفروض إني هاولد فيه بإذن الله، والحمد لله مافيش مشكلة من النقطة دي.
لكن المشكلة اللي بتعكنن علينا حياتنا هي الديون الشهرية، بس أنا والله العظيم مش متضايقة من إننا بنمر بالظروف دي، ولا أشعر بالحزن عندما أكون نفسي في شيء معين ولا أستطيع أن اشتريه، وأقسم بالله أنني منذ زواجنا لم أطلب من زوجي شيئا سوى بعض الأشياء البسيطة؛ مثل أن يعزمني على عصير أو كشري يعني الحاجات ذات التكلفة المنخفضة، ولا أطلب ذلك منه إلا عندما أكون على علم أنه يمتلك المال الذي يستطيع من خلاله أن يعزمني على هذه الأشياء؛ حتى لا أحرجه إذا لم يكون يمتلك المال أو يشعر بالضيق؛ لأنه لا يستطيع تلبية احتياجاتي.
لكن ما يغضبني هو زوجي الذي إذا وجد في شهر أنه عليه ديون يلومني أنا وكأنني أنا السبب في هذه الديون، فمنذ عدة أيام قال لي: "إنتي هتقبضي قد إيه الشهر ده؟"، فقالت له: "600 جنيه"، فقال لي: "وكم ستسددي منه؟"، قلت له: "500 جنيه، و 50 جنيه نقطة مجاملة لزوجة خالي لزواج ابنتها وهي قد سبق وقامت بمجاملتنا"، فقال لي: "يعني مرتبك الشهر ده كله رايح"، ثم قال: "وأنا مطلوب مني 1150 جنيه جمعيات، ولسه كشف الدكتور، والعلاج، ونقطة 50 جنيه لبنت خالي، و 50 جنيه لأختي"؛ لوجود حدثين سعدين عندهم، وهم سبق وجملونا بعد زفافنا.
وهذا الكلام أغضبني منه جدا، وخاصة عندما قال لي: "يعني مرتبك كله رايح"؛ وكأنني أنا الملزمة بمصاريف البيت، ومصاريف الدكتور والعلاج.
ومنذ حوالي شهرين تحدث معي عن رغباته في أن يعمل عملا آخر إضافيا بعد شغله الأساسي، وقلت له: "هل هذا مش هيكون عبئا عليك؟؟"، قال لي: "ماعليش فترة وهتعدي لحد ما نضبط أمورنا"، وقلت له: "خلاص توكل على الله بس ماتجيش على نفسك"، ومنذ ذلك الحين لم يفعل أي شيء، وأشعر أنه تجاهل هذا الموضوع، أو قد يكون لاغاه من تفكيره، وأنا لا أستطيع أنا أتحدث معه في هذا الأمر حتى لا أحرجه.
وفى نفس الوقت أشعر بالغضب عندما أجده يتحدث معي بطريقة فيها لؤم على الديون المتراكمة علينا.
آسفة إن كنت قد أطالت عليكم، وأتمنى أن تتفهموا مشكلتي، وتجدوا لي حلا.. فأنا أثق في الله وأن الله سوف يرزقنا من حيث لا نحتسب.
bossy
صديقتي العزيزة.. سعدت بشدة وأنا أقرأ النصف الأول من رسالتك، وأنت تتحدثين عن ما بينكما أنت وزوجك من حب وتفاهم وطده الله بطفل جميل يملئ دنياكما بالحب والخير والرزق الوفير بإذن الله، وكم فرحت عندما تحدثت عن مراعاتك لظروفه المادية، وعدم ضغطك عليه حتى لا تحرجيه، فهكذا تكون الزوجة التي أمرنا ديننا الحنيف أن نكون عليها.
ثم بدأ حديثك عمّا يضايقك من زوجك؛ وهو لومه لك غير المبرر بسبب كثرة الديون المتراكمة، والتي يضيع فيها المرتب كله، وهنا أقف وأسألك: لم يحدث أبدا وأنت في بيت والدك قبل زواجك أن دخل البيت يوما وبدأ في الشخط والنطر دون سبب مقنع؟؟ أو أتلكك وعمل مشكلة دون داعٍ؟؟ وإذا كان والدك لم يفعل ذلك.. ألم يحدث ذلك من أحد أقرباك أو أصدقائك يفعل ذلك؟؟ حتما هذا المشهد مألوف لديك، والسبب معروف أنه الضغط النفسي الناتج عن العجز المادي.
أسمعتي يوما يا عزيزتي الدعوة التي تقول: "اللهم إنا نعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال"؟؟ أكيد سمعته.. وحان الآن الوقت لتتفكري فيها.
اعلم تماما أن ليس واجبك أن تصرفي على البيت من مرتبك، وليس من شأنك أن تسدي هذه الدين، ولا يجب لومك على ما لم تفعليه؛ ولكن هكذا خلقنا الله أكثر استيعابا وأكثر قدرة على التحمل، كما أعلم أن وضع الحامل تحديدا لا يسمح لها بالتعرض لهذه الضغوط؛ ولكن أعود لأقول لك أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ويعلم الله أنك ستتحملين، فزوجك يعاني الكثير من الضغط الذي من واجبك أن تساعديه في حمله؛ حتى ولو كانت هذه المساعدة تتسبب في جرحك أو زعلك، صدقيني سيعوضك الله عن كل هذا من حيث لا تدري ولا تحتسبي.
أما فيما يتعلق بعمل زوجك الإضافي، فمعنى أنه لم يعمل بعد لا يعني أبدا أنه تخلى عن الفكرة أو أنه متكاسل، فحتما تعرفين صعوبة إيجاد عمل ملائم، إلا إذا كانت تريدينه أن يعمل أي عمل والسلام.. فهل ترضين هذا لزوجك؟
عزيزتي.. تحملي زوجك الآن يتحملك هو لاحقا، ويجزيك الله عنه خير الجزاء ما دام يحسن عشرتك ويحبك، فما أجمل أن تكون الزوجة لزوجها كما كانت أمنا خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد كانت تصدق الرسول حين كذبه الآخرون، وكانت تطعمه حين حرمه الآخرون، وكانت ترحمه لو ظلموه، وكانت تواسيه بمالها دون مَن أو شفقه.. فهل لنا في أمنا خديجة أسوة حسنة؟