السلام عليكم ورحمة الله.. أنا مهندسة عندي 25 سنة، متزوجة من 6 أشهر وحامل، وزوجي سافر بعد 3 أشهر من الزواج وأنا قاعدة عند أهلي شايلنّي في حملي وباشتغل شغل حكومي بعقد وشقتي جنب أهلي بس قافلاها، وباروح باستمرار أزور والدته، ويومياً أكلّمها في التليفون، وهو ما كلّمش أهلي من ساعة ما سافر، وده مضايقني لأنهم صاينينّي في غربته. المهم هو عايزني أروح بعد الولادة أقعد في البلد عندهم مع والدته علشان ابنه يتربى في بيتهم؛ مع العلم إن بلدهم بعيدة عننا، وكمان والده متوفى، وعنده أخ شاب وقاعد في البيت باستمرار، وده بيخليني حتى في زيارتهم متكتفّة ولابسة بكُمّ ولابسة إيشارب؛ يعني باقضّي اليوم مخنوقة؛ بس عادي يوم أو يومين؛ لكن أقعد باستمرار عندهم وآجي لأهلي زيارة!! طب وشغلي جنب أهلي وجنب بيت زواجي؛ يعني ممكن أفتح شقتي وحماتي تيجي لي تقعد معايا، وبرضه ما أبعدش عن والدتي إنها تشوف طلباتي لما أولد. وكمان لما قلت له إني مش هاقدر أقعد بعد الولادة عند والدته هددني إني يا أسيب شغلي يا إما هاخرب على نفسي، وبصراحة ما اقدرش أسيب شغلي. أنا استحملت كتير لكن خلاص أعمل إيه؟.. ووالدته بتشتغل وشكلها كده هي اللي قايلة له إني أقعد عندها بعد الولادة. أنا والله كويسة مع أهله، ورغم إني تعبانة باروح لهم، وكنت عاملة حسابي لما أولد أروح عندهم خميس وجمعة؛ لأن حماتي مهما كان مش زي أمي. وكمان هو رافض إني أسافر معاه، وده ضايقني لأن كنا متفقين بعد ما أولد السنة الجاية هاسافر معاه، وأكيد أما نعيش سوا هنقرّب بالعشرة بدل الخلافات دي. دلوني أعمل إيه.. أنا دموعي نازلة دايماً من عصبيته، وبيجرحني كتير، وأنا متربية وبنت ناس وعمر ما حد جرحني أبداً، ومرتبطة بأهلي أوي لأني بنت وحيدة وشكراً. moslimaa أختي العزيزة، لست أدري ماذا أقول لكِ بصراحة! لكن سؤالاً يُلحّ عليّ من أول رسالتك حتى آخرها، اسمحي لي أن أوجّهه لكِ، وأن تقفي بجدية مع نفسك للإجابة عنه: لماذا تعطين زوجك الفرصة ليبيع ويشتري فيكِ بهذا الشكل وأنت -كما بدا من رسالتك، وكما أكّدتِ في آخرها- بنت ناس ومتربية ومش واخدة على البهدلة!! ليس هذا فقط؛ وإنما وأنتِ تحملين شهادة مميزة، وتتمتعين برجاحة عقل وقوة احتمال وصبر، ولا زلتِ في الخامسة والعشرين فقط من عمرك! فما الذي يجعلك خانعة مع زوجك إلى هذا الحد؟؟ يا سيدتي لقد قدّمتِ أنتِ في رسالتك الحل الأمثل والواقعي للمشكلة، بما آتاك الله من العقل وحسن التفكير، وفي الحقيقة لست أجد خيرًا مما طرحتِ من فتح شقتك والجلوس فيها؛ فهي منزلك الأول والأخير، والسفر لحماتك أو زيارتها لكِ بين وقت وآخر. ومن حقّك وحقّ وليدك القادم على زوجك أن تعيشا في وضع مستقر، خالٍ من التشتت والسفر، والأوضاع غير اللائقة مثل مكوثك مع أخي زوجك المقيم بالمنزل، والذي تخرج والدته للعمل! أفلا يعلم زوجك بهذا، أم أنه يعلم ويتغاضى عنه؟ فأين حرصه على أسرته؟! يا سيدتي الفاضلة، يجب أن تعي شيئاً مهماً جداً -أنتِ أولاً قبل أي أحد- وهو أنّ كون هذا الرجل تزوّجك؛ فهو "مش عامل فيكِ جميلة، ولا ماسك عليكِ ذلة"؛ حتى يحيل حياتك إلى تهديدات دائمة بالطلاق بهذا الشكل، هذا وأنتما لم تقضيا سوى 6 أشهر في الزواج، يعني لا زلتِ عروساً!! فماذا تتوقعين أن يفعل بكِ بعد ذلك؟ سيدتي الصغيرة.. قفي وقفة حاسمة من الآن، حان وقت رسم الحدود في طريقة التعامل، أنتِ لستِ معيبة، ولا ينقصك شيء مؤثر يجعله يعاملك هذه المعاملة، وكأنه قد تزوج -عافاكِ الله- بَغِيًّا وسَتَرها؛ فهو يعتبر أنه امتلكها بما أحسن إليها! حتى وإن كان شخص قد فعل هذا؛ فليس من شِيَم الرجل -الرجل حقًا- أن يفعل هذا بامرأته، ما دام ارتضى أن تحمل اسمه وولده، وتصون عرضه وبيته. سيدتي العزيزة، لا بد أن تجلسي معه جلسة فاصلة في أقرب وقت تستطيعينه، لتُفهميه بذوق وحسم معاً أن هذا الأسلوب في التعامل لن يقيم حياتكما؛ فليس معقولاً كلما اختلفتما في شيء أن يخيّرك بين الانصياع لما يقوله انصياع العبيد، وإما أن يطلّقكِ! يا للمهزلة حقاً. عزيزتي، إن آنستِ في نفسك أنك أضعف من مناقشته بمفردك؛ فاستعيني بشخص حكيم وهادئ من عائلتك، وحبذا لو كان من الكبار، واحتكما إليه. وأؤكد أهمية هذه الجلسة؛ فرسم حدود التعامل المحترم مبكراً خير من أن يتفاقم الوضع إلى ما هو أسوأ إن تركته كما هو. وضعي نُصب عينيكِ حقيقةً ما؛ هي: أن بعض الشخصيات يغريها بمن أمامها صبره وتحمله وإكرامه، وسبب هذا أنه يسيئ فهم هذه التصرفات ويؤولها ضعفًا؛ فيتمادى في الضغط على من أمامه وقهره، ولا سيما إن كان للموضوع جذور داخلية عنده، كأن يكون قد أسيئ إليه في طفولته أو مراهقته من والديه أو ممن قاموا على تربيته، ولسنا في مجال الخوض في ذلك الآن؛ ولكن أقول لكِ إنه حان الوقت لتغيّري من ردود فعلكِ؛ فليس كل ما يقوله الزوج دستوراً غير قابل للمناقشة، وطريقة التهديد المستمر لا تعمّر بيتًا ولا قلباً، وعلى كليكما أن تفهما ذلك، وتبدآ بداية جديدة متحضرة. اتقي الله في نفسك يا باش مهندسة يا بنت الناس، واتقي الله في والديك اللذيْن أنت وحيدتهما، وليس لهما رغبة من الدنيا أشد من رؤيتك سعيدة، في حياة كريمة. كان الله في عونك، وأرجو أن تستقبلي مولودكِ الأول وقد حسمتِ أنت وزوجك هذه المنغّصات كلها، حتى ينال طفلكما ما يُرضي الله من الرعاية وحسن التربية.