السلام عليكم، أنا هادخل في مشكلتي على طول بإيجاز من غير مقدمة مشكلتي إني مخطوبة من سنتين ولكن خطوبتي دي على وشك الانتهاء لأن فيه مشاكل كتير بتقابلني وكلها متعلقة بالماديات.. أولا خطوبتي كانت كأي خطوبة عادية خطيبي جه واتقدم لبابا وبابا وافق على طول وده لأنه شاف إن هو ده الإنسان المناسب ليّ وخاصة إنه إنسان متدين جدا والحمد لله وأخلاقه كويسة جدا يعني من الآخر إنسان فيه مميزات كتير جدا. لكن فيه عيب واحد بس للأسف هو إنه مادياته وحشة يعني مش هيعرف يجهز الشقة اللي المفروض هندخل فيها علشان أهله ضاغطين عليه وبيقولوا له جهز أخواتك الأول وده لأن أخواته البنتين مخطوبين مع العلم إنهم مخطوبين بعدي بسنتين يعني المفروض يجهز شقته الأول وطبعا السنتين اللي فاتوا علينا وإحنا مخطوبين ماكانش يقدر يعمل أي حاجة فيهم؛ لأن الفلوس اللي بياخدها من الشغل كانت يا دوب على قد مصاريف البيت وطبعا ماكانش فيه شغل ثابت يعني من الآخر ماكانش عارف يعمل إيه، ودوّر على شغل كتير ولكن ما باليد حيلة وأخيرا السنة دي وجد شغل وطبعا أول ما لقى شغل طمعوا في مرتبه اللي مش مستاهل إنهم يبصوا له اصلا. هو أول ما خطبني كان محدد في البيت سنة ونصف والسنة والنصف بقوا سنتين ودلوقتي بيقول إنه عايز سنة ونص كمان علشان يجهز أخواته البنات وطبعا المشكلة دلوقتي كلها عندي في البيت لأنهم ضاغطين عليّ جدا علشان خاطر هما خايفين عليّ وبيقولوا لي إنتِ كبرتي مع إني عندي 22 سنة وبيقولوا لي لازم يتحرك ويعمل حاجة وإلا أديله الدبلة وأنفصل عنه وطبعا (أنا عمري ما أقدر أنفصل عنه)؛ لأن كفاية الدنيا كلها عليه في البيت عنده وعندي وأنا الإنسانة الوحيدة اللي دلوقتي واقفة جنبه ومعاه هاجي أنا وأتخلى عنه في الآخر. أنا بجد مش عارفة أعمل إيه؟ في البيت ضاغطين عليّ جامد وأنا كمان باضغط عليه ولكن بجد هو عارف ده ومش عارف يعمل إيه؟ وحتى هو بيقول لي لو إنتي شايفة سعادتك بعيد عني سيبيني وأنا بحبه جدا ومش هاقدر أتخلى عنه وبالرغم من كل حاجة بصراحة أنا أهلي وقفوا جنبه كتير لكن هم شايفين إنه المفروض يعتمد على نفسه شوية وطبعا هم شايفين إن أهم حاجة مصلحتي وطبعا الإنسانة الوحيدة اللي كانت بتفكر فيه وخايفة عليه هي والدته وهي دلوقتي ماتت يعني مافيش حد واقف جنبه غيري أنا عايزة حل لمشكلتي غير إني أسيبه لأن أنا مش هاسيبه لأني بحبه جدا جدا. S
صديقتنا العزيزة.. أنتِ فتاة مخلصة بشكل يستحق الإعجاب, ومجرد استنكارك التخلي عن خطيبك وسط الظروف الطاحنة القاسية التي يعيشها واعتبارك أن وقوفك إلى جواره مسألة بديهية هو شيء أحييكِ عليه بشدة وأدعو الفتيان والفتيات للنظر إليه كنموذج يُحتَذى. ولكن ما دمتِ قررتِ أن تخوضي معه المعركة حتى النهاية فعليكِ أن تراجعي نفسكِ جيدًا وتعرفي حجم قدراتك على مساندته ولعب دور إيجابي في سبيل حل تلك الأزمة المادية. الأمر يبدأ أولا بأن تعلني لأسرتك بشكل حازم ومهذب أنكِ قررتِ كفتاة ناضجة مسئولة عن تصرفاتها أن تستمري في هذا الارتباط وأن تقفي إلى جوار خطيبك حتى يخرج من محنته ويصبح مستعدًا لإتمام الزواج -بإذن الله- وأن المساعدة الحقيقية التي يستطيع أهلك تقديمها لكِ هي أن يدعموكما بالنصح والتوجيه والخبرة لكيفية الخروج من الضائقة المادية التي تؤخر زواجكما. عليكِ كذلك أن تحاولي -بصبر- إقناعهم بأنكِ تنظرين للأمر من هذه الزاوية: "أنا فتاة مرتبطة برجل أحبه وتعرض لضائقة وقررتُ أن أبدأ تحملي المسئولية كشريكة لحياته بأن أقف إلى جواره وأدعمه لأني لو تخليت عنه فسيكون معنى هذا أني من نوعية الفتيات اللاتي لا يستطعن تحمل مسئولية دعم شريك الحياة وسيكون المعنى الوحيد لهذا أني سأصبح زوجة لا يستطيع زوجها الاعتماد عليها". ربما -بل غالبًا- سيستنكرون قرارك ليس من منطلق أنهم يرونكِ مخطئة بل فقط من باب تغلب عاطفتهم لكِ على بعض المبادئ المثالية, هنا تقع مسئوليتك في شرح الفكرة والتفكير بصوتٍ عالٍ معهم وعرض كل الاحتمالات بعقلانية وإظهار قدرتك على التعامل معها. هذا بالنسبة لأسرتك.. أما عن خطيبك فأنا أرى من بين سطور رسالتك أنكِ تستطيعين دعمه معنويًا وتوجيهه بالنصح وتشجيعه وإخراجه من نوبات اليأس التي قد تعتريه من حين لآخر, فلا أظنكِ في حاجة لنصيحة بهذا الصدد سوى أن تحاولي تغليب العقلانية على العاطفة في نصائحك له بحيث تناقشان معطيات أية مشكلة تواجهكما بشكل عملي واقعي يساعد فعليًا في حلها, بإذن الله. وأخيرًا أقول لكِ حاولي أن تتفهمي ظروف أسرته والضغوط المادية والنفسية التي تدفع أهله لممارسة هذا الضغط المادي عليه, فنحن نعيش في أيام صعبة جدًا, بالذات من الناحية الاقتصادية, تبرر أحيانا بعض الضغط من الأهل على "رجلهم" في القيام بأمورهم، فحاولي ألا تحملي تجاههم أية مشاعر سيئة واجعلي صدرك رحبًا ونقيًا من أية ضغينة نحوهم. وفقكما الله, فمثلكما يستحق بجدارة هذا التوفيق, فثقا بأن الله تعالى لن يضيعكما, وحق عليه -سبحانه وتعالى- أن يقف إلى جوار أمثالكما.