السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا سيدة متزوجة، وكنت أعمل مهندسة في شركة بمرتب عالي جدا، والحقيقة إني أول ما اتجوزت تم نقل مقر الشركة إلى محافظة أخرى، ولا مجال لعودته مرة أخرى؛ وبالتالي قدّمت استقالتي؛ ولكن المدير رفض وقال لي إني من أكفأ المهندسات الموجودات في الشركة، وقال لي فكّري وخدي وقتك، وبصراحة نظرا للمرتب العالي جدا اللي كنت باخده قدّمت على إجازة لغاية ما أشوف هاعمل إيه بعد كده. وبعدين المدير طلع معاش، وجه واحد تاني، وطلب مني العودة إلى الشغل أو أقدم استقالتي، والحقيقة أنا محتارة أعمل إيه، وأنا متزوجة وعندي طفل عنده سنة؟ قررت إني أسافر مع والدتي وأعمل هناك وأرجع في الويك إند عشان أقعد مع زوجي؛ ولكن زوجي رفض إني أجلس أنا وماما لوحدنا في بلد غريب، وقال لي هتتعبي وتهيني نفسك عشان الفلوس. بصراحة أنا مستخسرة المرتب اللي باخده، وكمان حاولت أدوّر على شغل هنا؛ بس مالقيتش والله خالص، وأنا مش عاوزة أقعد في البيت. وفكرت برضه أسافر وآجي في نفس اليوم؛ برضه زوجي رفض، وقال لي هتتعبي أوي؛ مع العلم إني لا أعمل لتحسين الظروف المادية. أنا مش عارفة أعمل إيه، وتعبانة ومش عارفة إيه الحل؟ brightness عزيزتي.. من حق المرأة أن تحقق ذاتها وتعمل كما تريد؛ فهي كائن مكتمل ولا مجال لتهميشه أو اعتباره مجرد كمالة عدد؛ ولكن مَن قال إن عمل المرأة مقتصر على العمل الخارجي فقط؟ وإن تحقيق ذاتها لا يكون سوى بأن تخرج للعمل؟! فتربية طفل على أسس محترمة دينية وأخلاقية هو قمة تحقيق الذات، والحصول على بيت هادئ تسعدين به مع زوجك وتستطيعين أن تحوّليه إلى مملكتك الخاصة، هو نوع راقٍ وخاص من تحقيق الذات. عزيزتي من كلامك يتضح أنك لستِ في عَوَز أو حاجة مادية مُلحّة تضطرك أن تهبطي للعمل تاركة أسرتك وزوجك وطفلك؛ بل يتضح مما قلتيه أن زوجك يرفض عملك؛ خوفا عليكِ وحرصا على عدم إرهاقك، وليس لمجرد التحكم؛ فأنت قبل نقل عملك كنت تعملين بلا مشكلات من جهته. إذن يا عزيزتي ليس زوجك بالرجل المتحكم الرافض لأن يكون لزوجته كيان؛ بل هو زوج عاقل محب، قام بحساب المشقة التي ستعانينها في عمل بمحافظة أخرى، وهو ثمن أفدح من المال والراتب العالي الذي ستدفعينه. نعم يا عزيزتي ثمن فادح؛ فسواء ابتعدت عن زوجك وقررتِ أن تبقيْ في المحافظة الأخرى، أو ذهبتِ وعُدتِ يوميا؛ فقد خسرتِ كثيرا؛ ففي الحالة الأولى ستفتُر علاقتك بينك وبين زوجك، وليس من الطبيعي أن تغيب المرأة عن منزلها تاركة زوجها أسيرا للوحدة طوال الأسبوع؛ فربما مع معاناة زوجك ووحدته يلجأ لخيارات أخرى غالبا لن تستطيعي تقبّلها يا عزيزتي؛ فأكثرها احتراما هي أن يقرر البحث عن راحته في كنف زوجة أخرى تراعيه وتراعي طفله الذي ستهملينه بطبيعة الحال مع عملك في محافظة أخرى، وتحمل مسئولية العمل ومتابعة الحياة. أو أن أمامك الخيار الثاني؛ حيث تجدين ذاتك في قمة الإرهاق مع السفر يوميا، وستعودين لمنزلك لا تطيقين أن تسمعي كلمة من زوجك أو بكاء وعبثا من طفلك؛ فأنت بشر، ولك قوة وطاقة احتمال. عزيزتي لقد وهبك الله المنزل الهادئ، والزوج المحب، ونعمة الأمومة؛ فلا تضيعي كل ذلك من أجل حفنة جنيهات مهما كثرت.. استعيني بالله، واختاري أسرتك، وإن شاء الله سيعوّضك عن عملك خير عِوض.. وفقك الله لما فيه الخير.