أنا عندي 24 سنة، متزوجة من شهرين فقط، زوجي كويس معايا؛ لكن المشكلة إن حمايا مقيم معانا في الشقة، ووجوده معانا بعد شهر من جوازنا فقط، وده مخليني مش مرتاحة في حياتي تماماً.. محتاجة أحس إني قاعدة في بيتي؛ ألبس براحتي أو أتكلم مع جوزي براحتي. هو كمان بيتدخل في كل حاجة بنقولها أو بنعملها.. رايحين فين، بنقول إيه.. وأنا تعبت من كده، نفسي أحسّ بخصوصية في حياتي، وخاصة إني لسه متزوجة جديد. وطبعاً باكون متضايقة كتير، وبيبان عليّ، وجوزي بيسألني: ما لك؟.. وفي مرة اتكلمت معاه إني متضايقة من الوضع، اتضايق مني؛ لكن هو برضه ما فيش في إيده حاجة يعملها، وبيقول لي ارضي بالأمر الواقع. أنا كمان باشتغل وبارجع من شغلي متأخر مع جوزي، وباكون مرهقة جداً؛ لكن اللي باقدر أعمله إني أعمل أساسيات البيت، مش بابقى قادرة على طلبات زيادة، وأبو جوزي بيطلب طلبات كتير، وأنا في ظروفي دي مش بابقى قادرة على طلبات زيادة. أنا فعلاً باحاول أتأقلم على الوضع ده أو أعتبره حسنات بيضيفها لي؛ لكن أرجع وأقول أنا باعمل كده بس عشان رضا جوزي عني، وإني مش مُلزمة بخدمة حمايا شرعاً. emy أنت متزوجة حديثاً ويهمك جداً رضا زوجك عنك، وكذلك سعادته, والسعادة يا عزيزتي لا يوفّرها لنا شخص واحد مهما بذل من جهد؛ لأن هناك علاقات لنا مع الآخرين -لا يمكن التغاضي عنها أو إهمالها- تُشعرنا بالراحة إذا كانت على ما يرام وتعكر سعادتنا إذا كانت غير ذلك. فعلاقة زوجك بأبيه هي جزء من علاقته بك؛ فكونه يشعر بالرضا تجاه والده؛ فهذا يوفّر له إحساساً بالسعادة، ينعكس في معاملته لك بعد ذلك.. فالإنسان القَلِق الذي يعاني من المشاكل لا يمكن أن يكون زوجاً جيداً طول الوقت، وعليك أن تساعدي زوجك على الحفاظ على سعادتكما، وأن تعينيه على بِرّه بوالده، وتكوني طرفاً فعالاً في ذلك من خلال اهتمامك بوالده. مجرد ابتسامة في وجه الرجل تُشعره بالتقبّل وأنه ليس عبئاً عليكما.. أكلة يحبها.. قصة.. طبق حلوى.. اسأليه رأيه في أي موضوع؛ فالكبار يحتاجون أن يشعروا بوجودهم وأهمّيتهم لنا, وإذا أحسوا عكس ذلك -كما هو واضح في رسالتك- يتمسكون شعورياً أو لا شعورياً برغبتهم في تأكيد أهمّيتهم وإثبات وجودهم ويتدخلون في حياتنا بصورة لا تُرضينا، كما هو وارد في رسالتك. أنت تستطيعين بمعاملتك الجيّدة لحماك أن تجعلي منه عوناً لك؛ فأنت تحتاجين لشخص ثالث في مواقف كثيرة في المستقبل حينما يأتي الأطفال وينشغل الزوج بمزيد من العمل، وتحتاجين ساعتها لوجود شخص معك في مواقف كحضور عامل لإصلاح شيء في المنزل أو الذهاب للطبيب أو حتى الرد على التليفون عندما تكونين منشغلة. إحساسك بأن هناك شخصاً آخر يوفّر لك مزيداً من الحماية؛ حتى عند خلافك مع زوجك بعد ذلك؛ يُشعرك بالأمن والاستقرار. إن الكلمات الجميلة لن تُكلّفك شيئاً.. وعليك أنت وزوجك أن تُشركاه في الحديث من وقت لآخر، وتشاوراه في بعض الأمور لتستفيدا من خبرته من جهة وتُشعراه بأهميته من جهة أخرى. إن الكبار لا يكونون سيئين طوال الوقت؛ ولكن تذمّرنا منهم وعدم تقديرنا لهم يجعل منهم مشكلات كبيرة تقوّض سعادتنا. بالإضافه إلى ما سبق؛ فإن تحمّلك لحماك يُعدّ جميلاً منك عند زوجك، يجعله يتغاضى ويتراجع في أية خلافات قد تُقابلكما فيما بعد, ورفضك لوالده يجعله قلقاً متذمّراً منك لأقل الأسباب. ولا تنسي أنّ حولك أناساً آخرين سيُكِنّون لك الاحترام والإعجاب عند نجاحك في تحمّل حماك ورعايتك له؛ مما يضمن لك مزيداً من السعادة والرضا عن النفس. أما عن مسألة الخصوصية التي تؤرّقك؛ فإنها لن تضار كثيراً إذا اقتصرت على غرفة النوم ولا داعي لنشرها في أرجاء المنزل، وهي تدريب عمليّ لك حتى تعتادي على ذلك عند وجود أبنائك بإذن الله.