بعدما أصبح لدينا 460 ألف مطلقة طبقا لآخر احصائيات المجلس القومي للمرأة ، من الأهمية بمكان أن نتفهم التباين في التفكير والسلوك بين الرجل والمرأة ، لأنه السبب الرئيسي في عدم التفاهم بين الأزواج. أن فشل الحياة الزوجية مسئولية الطرفين ولست مع افتراض أن المشكلة تكمن في أنانية الرجل ، حيث أشارت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين بجامعة زيوريخ السويسرية إلى أن التركيب الكيميائي للدماغ البشري مختلف بين الجنسين ، ما يجعل النساء أقل أنانية وأكثر اجتماعية من الرجل واتفق تماما مع اختلاف علماء النفس مع هذه الدراسة والذين أكدوا أن لكل سلوك ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر فيه ، وهي الموروثات والتأثير الكيميائي والتأثير البيئي ولكن في هذه الدراسة جرى إغفال عاملي الموروثات والتأثير البيئي، وجرى التركيز على العامل الكيميائي فقط وإنه لا يمكن الحكم المطلق على الرجال بالأنانية . أرى بوضوح أن كل طرف يعبر عن الحب بطريقة مختلفة وعلى الطرف الآخر تفهم ذلك ، لابد أن يراعي كل طرف الفروق في انماط التفكير والسلوك بينهما ، فالرجل ينظر إلى الزواج بأنه جزء من حياته وليس هدف لوجوده بالحياة ، الرجل ينظر للزواج بأنه وسيلة للشعور بالراحة ولاشباع رغباته واذا كانت كثير من النساء تجعل من الحياة الزوجية غاية لوجودها في الحياة وهدف وليس وسيلة للراحة ولاشباع احتياجها العاطفي ، فتكون ذلك مشكلة المرأة في التفكير الخاطئ والذي تسبب به المجتمع والموروث البيئي بصورة كبيرة. لابد أن لا تندفع المرأة في علاقتها بالرجل بعد الزواج وأن لا تجعل حياتها تتمحور حول زوجها ، فالعالم الخارجي هو عالم الرجل الحقيقي والمنزل بمثابة محطة للراحة ولكن المرأة وبخاصة غير العاملة تجعل الرجل شغلها الشاغل ومن هنا تبدأ المشاكل و على المرأة أن توفر مساحة من الحرية الشخصية بينها وبين الرجل ولا تلاحق زوجها بالغيرة والمحاسبة والملاحقة ، لأن الرجل يفسر الغيرة بأنها تملك وتسلط وخنقة وليس كما تفسرها المرأة بأنها حب والرجل اذا أراد أن يسلك سلوكا منحرفا سيفعله سواء لاحقته الزوجة أم لا ، وعلى الزوج أن يخاف الله في المقام الأول لأنه بالأساس يخون ميثاقه وعهده مع الله قبل أن يخون زوجته. وفي الحقيقة لا يمكن أن نتهم الرجال كذلك بصفة الخيانة لأن المنطق يقول أن الزوج يخون زوجته مع أمرأة أخرى تخون هى الأخرى عهدها وميثاقها مع الله في المقام الأول وتخون زوجها أو أسرتها في المقام الثاني ومما لا شك به أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في تسهيل التعارف بين الرجال والنساء والذين بعضهم بكل أسف لا يخاف من ارتكاب فاحشة الزنا والتي تكون سببا رئيسيا في كثير من حالات الطلاق والخلود بالنار بالآخرة... ويقول الله تعالى :" إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا" لا تلاحقين عزيزتي زوجك وحاولي التجديد بمظهرك من وقت لآخر ، اجعليه يلاحقك ويحاول مشاركتك وقتك واهتماماتك المتعددة ، فالرجل يهرب من المرأة التي تركض خلفه ويمل منها ومن الأهمية بمكان أن تعتد الزوجة بذاتها ولا تلغي شخصيتها وحياتها الخاصة وأن لا تركض وراء زوجها وتستدر مشاعره وعواطفه. يجب على المرأة أن تبحث عن هواية لها وأن تكون مطلعة ومثقفة ، ليكون هناك لغة حوار بينها وبين زوجها بخلاف مشاكل البيت والأطفال و من الضروري ايجاد اهتمامات مشتركة بين الزوج والزوجة وأن يتعرف كل طرف على اهتمامات الآخر ويحاول مشاركته بها قدر المستطاع والتنزه معا من وقت لآخر. الرجل يعبر عن حبه لزوجته ولأولاده بالاجتهاد في عمله وعلى المرأة أن تتفهم ذلك وإن كانت تعشق الكلام الحلو ، فلتبدأ هى بتدليل زوجها وقول كلام العشق له وسيرد عليها بكلمات أجمل منها ومن قال لك عزيزتي أن الرجل لا يحب كلمات الأطراء والعشق لا يفهم شيئا على الأطلاق عن طبيعة الرجل وأضر بالعلاقة العاطفية بين الزوج والزوجة ، فالرجل إنسان وبحاجة إلى أن يشعر أنه محبوب ومرغوب به. اذا كانت المرأة تعمل وتحقق نجاحا بعملها ، فلابد أن تشعر الرجل بحاجتها له دائما ، فالمرأة المحبة لزوجها هى التي تشعر الرجل بأن احتياجها له عاطفي قبل أن يكون احتياج مادي ، فالمرأة تحتاج للرجل في الرعاية والحماية في المقام الأول والأنفاق يأتي في المقام الثاني وهذا يتضح في قول الله تعالى : "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ" . وأخيرا ، الحياة مشاركة ولذا لابد من مساعدة الزوج لزوجته في أعباء المنزل وفي تربية الأولاد ومذاكرتهم وتدريباتهم الرياضية وهواياتهم وفي المقابل لابد أن تشارك الزوجة زوجها في الأعباء المالية للمنزل والأولاد ، وهكذا تكون المودة والرحمة بين الزوج والزوجة وبذلك بمشيئة الله يتحقق النجاح بالحياة الزوجية ويقول الله تعالى : "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;