يبدو أن اليهود سطوا على تراثنا الثقافى قبل أن يسرقوا أراضينا وأسفار التوراة خير شاهد على تلك القرصنة وكان للعلماء و المؤرخين المسلمين السبق فى إخضاع نصوص العهد القديم للتحليل العلمى والنقدى ويعود إليهم الفضل فى تطوير نظرية المصادر الإنسانية للعهد القديم، والتى استفاد منها وطورها فيما بعد المستشرق الألمانى يوليوس فلهاوزن مؤسس علم نقد الكتاب المقدس . ويؤكد جيورج فورر أستاذ علم الأديان المقارن بجامعات النمسا وألمانيا فى كتابه «تاريخ أدب بنى إسرائيل وبدايات الأدب اليهودى» ترجمة د. أحمد محمود هويدى أن تأخر تدوين العهد القديم إلى 1000عام بعد وفاة النبى موسى أدى إلى حدوث خلط بين مادة الوحى وتفسيرات رجال الدين اليهودي، وأن الأوضاع السياسية التى مر بها بنو إسرائيل بعد الشتات أدت إلى تأثرهم بالبيئات التى عاشوا فيها فاكتشف المؤرخ الألمانى إبرهارد شرودر وجود تشابه بين أسطورة الخلق البابلية، وكذلك قصة برج بابل وبين حكايات الخلق فى التوراة ،وأشار جونكل إلى أن حكايات سفر التكوين مأخوذة من أساطيرنا القديمة، وقد تم تهويدها، وتوصل نخبة من العلماء إلى أن سفر الأمثال مأخوذ من تعاليم الحكيم الفرعونى أمون حتب ومن تراث الشعوب الفلسطينية والسورية .كما تأثرت التوراة بالديانة الإغريقية فيما يتعلق بأن أبناء الله قد تزوجوا من بنات البشر. وتتعدد الأنواع الأدبية فى أسفار التوراة ومنها السيرة وهى عبارة عن مرآة يتأمل اليهودى فيها تصرفاته وسلوك الآخرين للعبرة فى سلسلة من الحكايات تدور حول النبى أرميا وهوشع فى سفر عاموس. ونجد فى سفر الملوك ما يعرف بأدب الرسائل التى كان يتبادلها ملوك بنى إسرائيل مع نظرائهم فى دول الجوار بما فيها من صيغ التحية تأثرا بالأسلوب البابلى، وللحكاية الخرافية مكانة مهمة فى سفر الملوك وهى لا تتقيد بمكان وزمان وتتحدث عن علاقة ودية أو عدائية بين الكائنات الإلهية السفلية والإنسان، وهى مستعارة من أصول مصرية وهندية مثل قصة المرأة الشهوانية التى أرادت إغواء شاب وعندما يرفض تدمره ،أما الأساطير فهى مستمدة من تراث شعوب بلاد الرافضين والكنعانيين وتتناول حكايات ما قبل التاريخ ونشأة الكون والمرأة التى خلقت من الضلع وإغواء المرأة لآدم للأكل من الشجرة المقدسة حتى لا يحظى بالخلود وأيضا حكاية الطوفان وكلها نجدها فى سفر التكوين،والأقصوصة على النقيض تماما من الحكاية الخرافية، وتتناول العالم من منظور واقعى وهى معاصرة للسارد وتصف الحدث وتأثيره على الناس كما يبدو فى قصة يوسف وإخوته فى سفر التكوين.