بالتوازي مع نفس جهود اللجان الإليكترونية المعادية للدولة المصرية علي مواقع التواصل الاجتماعي، تعمدت وكالتا «رويترز» و«أسوشيتدبرس» للأنباء التشكيك في جدوي مظاهر التحسن الاقتصادي والأمني التي تشهدها مصر، رغم شهادة منظمات وأوساط دولية بهذا التحسن. ظهر ذلك بوضوح من خلال تقريرين بثتهما رويترز يوم 5 يوليو 2018 أحدهما بعنوان «المصدرون في مصر .. منافع تخفيض الجنيه المصري تتحقق ببطء»، والثاني بعنوان «مصر تعلن تحقيق فائض أولي في الميزانية فيما تسعي لإنعاش الاقتصاد». وانضمت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» إلي هذا «الكورال»، فبثت بتاريخ 5 يوليو 2018 برنامجا بعنوان «بتوقيت مصر» شككت فيه أكاديمية بجامعة القاهرة في جدوي المشروعات القومية، وفي كفاءة برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، ودعمت هذا الرأي بعرض آراء «منقاة» لبعض شكاوي المصريين من الغلاء. كما روجت رويترز وأسوشيتدبرس» بصورة واضحة لشعارات «هاشتاجات» مسيئة روجت لها عناصر جماعة الإخوان في مصر عبر مواقع السوشيال ميديا، مع تجاهل الوكالتين في الوقت نفسه الإشارة إلي الهاشتاجات المضادة التي أطلقها آلاف المصريين دحضا لدعاوي وأكاذيب الجماعة الإرهابية. وظهر ذلك من خلال تقرير رويترز بتاريخ 30 يونيو الماضي بعنوان «السيسي الذي يواجه رد فعل علي الإنترنت يصرح بأن البلاد تسير علي الطريق الصحيح». كما تناولت الوكالتان - بالتزامن مع عدد من وسائل الإعلام الغربية تقرير عدة جماعات حقوقية مجهولة تحرض فيها الحكومة الفرنسية علي عدم تنفيذ التزاماتها في صفقات الأسلحة التي وقعتها مع مصر، بزعم استخدام تلك الأسلحة والمعدات في تقييد حريات الشعب المصري، رغم ثبوت أن تلك الأسلحة هي معدات عسكرية ثقيلة تستخدم في الحرب ضد الإرهاب، ولا تمس حرية التعبير من قريب أو من بعيد. وحاول التقرير الذي بثته أسوشيتدبرس بتاريخ 2 يوليو 2018 بعنوان «منظمات حقوقية تشجب مبيعات الأسلحة الفرنسية لمصر» التضخيم من حجم قوة وأهمية وتأثير هذه المنظمات الحقوقية، وكأنها تملي سياسات وتفرض شروطا علي توجهات الحكومتين المصرية والفرنسية. كما واصلت وكالة «أسوشيتدبرس» تحديدا محاولتها إضفاء أي طابع سياسي علي مواقف اللاعب الدولي محمد صلاح، مشيرة إلي دعوته ل «التغيير»، ارتباطا بالجدل المثار حول استيائه من توظيفه دعائيا خلال مشاركته في مونديال روسيا، وذلك علي الرغم من أن الواضح أن اللاعب يبدي مجرد تطلعه لتعديل خطط وأساليب وإعداد منتخبنا الوطني، إثر خروجه من البطولة. وبرز ذلك من خلال تقرير الوكالة بتاريخ 2 يوليو 2018 تحت عنوان «صلاح يدعو للتغيير بعد أداء مصر الضعيف في مونديال روسيا». كما انتهزت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي.» فرصة احتفال المصريين بذكري ثورة 30 يونيو لعرض وجهات نظر عناصر ذات توجهات معروفة، حيث استعرضت الشبكة في ذلك اليوم مقالا بإحدي الصحف وصف فيها هذه الثورة بأنها «جريمة العصر»! كل ما سبق ذكره قد يكون من حق وسائل الإعلام الأجنبية، حتي وإن كانت ما زالت تصر علي عرض القضايا المتعلقة بمصر من منظور أحادي، وبعيدا عن المهنية أو الموضوعية، ولكن المثير في هذه التغطية أنها تتحرك كموجة واحدة منظمة ومنسقة بالتوازي مع حملات مناظرة تماما حول نفس الموضوعات ونقاط الاهتمام علي السوشيال ميديا للعناصر المعادية للدولة المصرية، والتي يزعم أصحابها أنهم مجرد «معارضين».