تعكف حاليا غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات على الانتهاء من إعداد إستراتيجية تطوير صناعة الغزل والنسيج ضمن إستراتيجية الدولة 2030 بهدف إعادة مصر لعرش صناعة الغزل والنسيج مرة اخري، ويتم ذلك بالتعاون مع مختلف الوزارات والجهات المعنية ومنها وزارات الصناعة والتجارة والمالية والتخطيط والزراعة والرى ومنظمة «اليونيدو» والشركة القابضة للغزل والنسيج والمركز القومى للبحوث. وتعتمد الإستراتيجية التى من المقرر الانتهاء منها نهاية الشهر الحالى على التوسع فى زراعة القطن متوسط التيلة بالصعيد لتغطية احتياجات المصانع المحلية التى تم تغيير ماكينات الغزل بها إلى ماكينات حديثة تعتمد على القطن قصير التيلة، اما القطن فائق وطويل التيلة - الذى تجود زراعته فى منطقة الدلتا - فسيتم إدخال صناعات اولية علية لزيادة القيمة المضافة له بنسبة تصل الى 35% قبل تصديره خاما لتحقيق عائد أعلى من تصديره فى ظل عدم إمكانية شراء ماكينات جديدة تحتاج الى استثمارات ضخمة جدا. كما تعتمد الإستراتيجية على تغيير مناهج التعليم الفنى بالمدارس الفنية لتلبيية احتياجات المصانع خاصة ان الكثير من المدارس الفنية تدفع بخريجين غير مدربين على متطلبات سوق العمل والكثير من العمال المهرة يتسربون للالتحاق بمهن اخرى بعيدة عن تخصصهم، وربط خريجى المدارس بسوق العمل والمصانع. كما تعتمد الإستراتيجية على تبنى المصانع جزءا من تكلفة البحث العلمى التى تتم داخل الجامعات ومراكز البحوث و انشاء كليات لمنح شهادة جامعية بمسمى «التكنولوجيا المتقدمة» بدلا من مدارس«مبارك كول». وكشف خالد البحيرى مدير عام الغرفة ان اللجنة المشكلة لإعداد الإستراتيجية من مختلف الوزارات والجهات زارت نحو 45 مصنعا للغزل والنسيج بمختلف المحافظات للوقوف على مشاكل الصناعة . وقال ان أبرز المشاكل تمثلت فى هروب الكثير من الايدى العاملة المدربة إلى العمل على «التوك توك» وعدم توافر الخامات اللازمة للكثير من المصانع . وأشار إلى ان القطن المصرى مازال حتى الآن هو اعلى انواع القطن فى العالم ولايوجد قطن بنفس جودته وخاصة القطن فائق وطويل التيلة الذى يتفوق على قطن «بيما» الأمريكي ونظرا لارتفاع أسعار الماكينات وصعوبة تغييرها فى الوقت الراهن فسيتم تحقيق أقصى استفادة منه قبل تصديره مادة خاما. وأوضح محمود صفوت مدير غرفة الملابس الجاهزة ان هناك دولا مثل سويسرا تستورد القطن فائق الطول وتنتج منه ملابس فاخرة يباع القميص الواحد منها بسعر من 800 إلى 1200 يورو وتحت عبارة «مصنوع من القطن المصري» وهو الأمر الذى يؤكد ان القطن المصرى مازال يحتل مكانة عالية عالميا . وأشار إلى انه سيتم خلال الإستراتيجية الاتجاه إلى زراعة القطن الحيوى الخالى من المبيدات الكيماوية لاختراق الأسواق التى تتشدد فى الشروط البيئية. وأوضح ان الإستراتيجية تعتمد على خطط قصيرة وطويلة المدى لتعظيم الصادرات المصرية خلال الفترة المقبلة وعودة القطن المصرى لعرشه السابق وإحياء صناعة الحلج والكبس والصباغة والتجهيز ضمن خطة متكاملة للقيمة المضافة على الصادرات.