ييحمل النجم الدولى المصرى محمد صلاح لاعب فريق ليفربول الإنجليزى لكرة القدم ، طموحات جماهير بلاده لتحقيق إنجاز تاريخى للمنتخب المصرى (أحفاد الفراعنة) خلال مشاركته الثالثة فى نهائيات كأس العالم بروسيا . بعد المستويات الرائعة التى قدمها صلاح /25 عاما/ فى موسمه الأول مع ليفربول ، والعدد الضخم من الجوائز والأرقام القياسية التى حققها مع الفريق فى الموسم المنصرم ، تعلق الجماهير المصرية آمالا عريضة عليه فى قيادة الفريق للتأهل إلى الأدوار الإقصائية للمرة الأولى فى تاريخه ، وتكرار الإنجاز الذى حققته منتخبات السعودية والجزائر والمغرب من قبل، وهو ما يزيد من حجم الضغوط الملقاة على كاهل اللاعب. وبات صلاح النجم الأبرز فى منتخب مصر حاليا، بعدما لعب دورا محوريا فى عودته للمونديال بعد غياب دام 28 عاما، حيث ساهم فى تسجيل سبعة أهداف من الأهداف الثمانية التى أحرزها الفريق فى مجموعته بالتصفيات المؤهلة للبطولة، التى ضمت منتخبات غانا وأوغندا والكونغو. وتصدر صلاح ترتيب هدافى مصر فى التصفيات برصيد خمسة أهداف وصنع هدفين آخرين لزملائه. وأحرز صلاح 33 هدفا خلال 57 مباراة دولية لعبها مع منتخب مصر، ليتقاسم المركز الرابع فى ترتيب الهدافين التاريخيين للفريق مع أحمد حسن قائد الفريق السابق وعميد لاعبى العالم حاليا. وما زالت الفرصة مواتية أمام صلاح ، الذى يبتعد بفارق خمسة أهداف فقط عن عدد الأهداف التى سجلها النجم السابق محمد أبو تريكة صاحب المركز الثالث فى القائمة ، للتقدم أكثر فى ترتيب هدافى المنتخب المصرى، والمنافسة على القمة التى يحتلها الهداف السابق حسام حسن برصيد 69 هدفا. وبدأ صلاح مسيرته مع كرة القدم مع فريق المقاولون العرب المصرى، الذى لعب معه ما بين عامى 2010 و2012 أحرز خلالها 12 هدفا فى 44 مباراة بجميع المسابقات ، قبل أن ينتقل لبازل السويسرى ، الذى لعب له عاما ونصف العام ، مسجلا 20 هدفا فى 79 مباراة. وساهم تألق صلاح مع بازل فى انتقاله لصفوف تشيلسى الإنجليزى فى كانون ثان/يناير عام 2014 ، ولكن تجربته لم يكتب لها النجاح بعدما جلس على مقاعد البدلاء فى معظم الفترات حيث أحرز هدفين فى 19 مباراة مع الفريق اللندنى. وسرعان ما انتقل صلاح إلى فيورنتينا الإيطالى فى كانون ثان/يناير عام 2015، ليستعيد بريقه من جديد بعدما سجل تسعة أهداف فى 26 مباراة خلال النصف الثانى من موسم 2014 / 2015، لينتقل بعدها معارا إلى روما فى الموسم التالى، حيث دفع تألقه مع الفريق إدارة نادى العاصمة لشرائه بصورة نهائية فى موسم 2016 / 2017. وأحرز صلاح 34 هدفا فى 83 مباراة مع روما، ليلفت أنظار مسئولى ليفربول، الذين تقدموا بعرض لضم اللاعب مقابل 43 مليون يورو فى حزيران/يونيو الماضى، ليعود (الفرعون المصري) للملاعب الإنجليزية من جديد وتتفجر موهبته مع الفريق الأحمر. لم يكن أشد المتفائلين لصلاح يتوقع المسيرة الرائعة التى قدمها اللاعب مع ليفربول، والتى توج خلالها ب36 جائزة فردية خلال مشواره مع الفريق الإنجليزى فقى الموسم المنقضى ، وشهد تحطيمه للعديد من الأرقام القياسية. وساهم صلاح فى تأهل ليفربول للمباراة النهائية فى مسابقة دورى أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عام 2007، بعدما أحرز عشرة أهداف وصنع خمسة آخرين خلال 12 مباراة لعبها بالبطولة القارية. وتقاسم صلاح المركز الثانى فى ترتيب هدافى المسابقة الأوروبية مع زميله البرازيلى روبرتو فيرمينو، بفارق خمسة أهداف خلف البرتغالى كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الإسبانى. وقاد (الملك المصري) كما تطلق عليه الجماهير الانجليزية، ليفربول للصعود إلى مرحلة المجموعات لدورى الأبطال فى الموسم القادم، بعدما احتل الفريق المركز الرابع فى الدورى الانجليزى. وأصبح صلاح الهداف التاريخى للدورى الإنجليزى خلال موسم واحد بنظام ال38 جولة ، بتسجيله 32 هدفا خلال 36 مباراة لعبها مع الفريق فى الموسم المنقضى، متفوقا بفارق هدف واحد على الرقم القياسى السابق الذى كان يحمله البرتغالى كريستيانو رونالدو والأوروجوايانى لويس سواريز والأسطورة الإنجليزى آلان شيرر. كما أصبح صلاح أيضا الهداف التاريخى لليفربول خلال موسم واحد ببطولة الدورى، محطما الرقم الذى كان يحمله سواريز منذ موسم 2013 / 2014 قبل انتقاله لبرشلونة الإسبانى. وبات صلاح أول لاعب عربى يتوج بجائزة هداف المسابقة العريقة، بعدما تفوق على أقرب ملاحقيه النجم الانجليزى الدولى هارى كين مهاجم توتنهام ، الذى فاز بالجائزة فى الموسمين السابقين. ويعد «مو» بمثابة ماكينة تهديفية لا تتوقف عن العمل، حيث تمكن من التسجيل فى 24 مباراة مختلفة خلال البطولة فى الموسم المنقضى، محطما الرقم القياسى السابق الذى كان مسجلا باسم النجمين رونالدو والهولندى روبن فان بيرسى، اللذين سجلا فى 21 لقاء خلال موسم واحد. وأصبح «نجم الفراعنة « اللاعب الأفريقى صاحب أكبر عدد من الأهداف فى موسم واحد بالدورى الإنجليزى ، بعدما حطم رقم أسطورة تشيلسى النجم الإيفوارى ديدييه دروجبا، الذى أحرز 29 هدفا مع الفريق الأزرق فى موسم 2009 / 2010 . وعلى المستوى القارى ، بات صلاح الهداف التاريخى للاعبين العرب فى دورى الأبطال ، بعدما أحرز 13 هدفا فى مسيرته مع الفرق التى لعب فى صفوفها بالبطولة ، متفوقا بفارق هدف أمام النجم الجزائرى الأسطورى رابح ماجر نجم بورتو البرتغالى فى ثمانينيات القرن الماضى. كما حطم صلاح رقم النجم المخضرم صامويل إيتو كأكثر اللاعبين الأفارقة تسجيلا للأهداف خلال موسم واحد بدورى الأبطال ، بعدما سبق أن سجل الهداف الكاميرونى ثمانية أهداف مع انتر ميلان الإيطالى فى موسم 2009 / 2010. وكلل هداف البرييمييرليج مجهوداته فى الموسم المنقضى، بالحصول على عدد غير مسبوق من الجوائز الفردية ، حيث أصبح أول لاعب عربى وأفريقى يفوز بجائزة لاعب الموسم فى الدورى الانجليزى، المقدمة إليه من الشركة الراعية للبطولة، كما حصل أيضا على جائزة لاعب العام فى إنجلترا من قبل رابطة اللاعبين المحترفين ، مكررا الإنجاز الذى حققه النجم الجزائرى رياض محرز لاعب ليستر سيتى فى موسم 2015 / 2016. كما أصبح صلاح أول لاعب عربى وأفريقى يفوز بجائزة أفضل لاعب فى الموسم من قبل رابطة النقاد البريطانية ، كما توج أيضا بلقب الأفضل فى ليفربول عن موسم 2017 / 2018 باختيار اللاعبين وتصويت أعضاء النادى، وجائزة أفضل لاعب فى انجلترا من قبل رابطة اللاعبين المحترفين بتصويت الجماهير. ونال صلاح جائزة لاعب الشهر فى نادى ليفربول سبع مرات، وجائزة لاعب الشهر من رابطة اللاعبين المحترفين أربع مرات، ومن الدورى الإنجليزى ثلاث مرات، بجانب جائزة هدف الشهر فى ليفربول ست مرات. وحصل صلاح خلال مسيرته مع ليفربول أيضا على جائزة أفضل لاعب فى أفريقيا من الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» فى العام الماضى، ومن هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي) لنفس العام، وجائزة هدف الجولة فى دورى أبطال أوروبا مرتين، وجائزة لاعب الجولة فى نفس المسابقة أربع مرات، وجائزة (جولدن سامبا) التى تمنحها جماهير ليفربول لأفضل لاعب فى الفريق.