تتنوع وتتشابه عادات وتقاليد المسلمين في الدول العربية للاحتفال بقدوم عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، لتبدأ مراسم العيد وطقوسه قبل قدوم العيد، فالبيوت الإسلامية تختلف اهتمامتها ما بين المأكل والملبس، ولكن يظل يجمعهم صلاة العيد التي تقام في المساجد والساحات الواسعة، وعقب الصلاة تبدأ المعايدات والتهنئة بقدوم العيد. بمجرد أن يدرك شهر رمضان أسبوعه الأخير حتى تعلن ربات البيوت حالة الطوارئ بالمنازل لتجهيزها وتنظيفها لاستقبال العيد، وهذا الشيء مقدس لدى جميع الشعوب، حيث إن السيدات تحرصن على استقبال العيد بملابس جديدة ومنزل نظيف. أما باقي الطقوس فهي تختلف من بلد لآخر، وبالأحرى قد اختلفت في أيامنا الحالية عن الزمن الماضي، حيث البيت الكبير الذي كان يضم جميع أفراد العائلة، واللاتي كانت نساؤهن يقمن بإعداد كعك العيد، ولكن في هذه الأيام نقوم فقط بشرائه، وهي من العادات التي اندثرت لدى الكثير. ورغم التحولات التي طرأت على حياتنا إلا أن بعض العادات لم تتغير، ففي الإمارات العربية وجبة "الهريس" المعروفة والحلوى القهوة العربية هي من تقاليد العيد التى تتم بعد تبادل التهاني. وكذلك في البحرين يتم تقديم "ماء الورد والعود" وأيضا الحلويات والفواكه تقدم في "القدوع" وهو صحن كبير، وأما الحلوى الكويتية الخاصة بالعيد هي "شعر البنات" فلا زالت تمتاز بها الكويت في أيام العيد. وفي تونس لايزال "بوطبيلة" ينطلق في فجر أول أيام العيد ليجوب المدينة ليقرع طبول قدوم العيد كذلك "النفار" في المغرب يزف العيد و يطالب بزكاة الفطر قبل الصلاة. مع اختلاف كل هذه العادات في كل هذه الدول لكن احتفالنا بالعيد يبقى مليء بالبهجة والفرحة والسرور والشكر لله على التوفيق لأداء فريضة الصيام. وواجب المسلمين في هذا اليوم التزاور، فالعيد يوم لتجديد الأواصر وتمتين الروابط بين أفراد المجتمع الواحد، وبين جميع أفراد الأسرة الواحدة، وفيه يتبادل التهاني ويتصالح المتخاصمون، ومنها تبادل زيارات الأقارب وصلة الأرحام، والابتعاد عن ضغوط الحياة ومشاغلها وأعبائها. إنها فرصة للعودة بأيامنا إلى أيام الزمن الجميل. [email protected] لمزيد من مقالات سمر عبدالفتاح;