«إن القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة سوف تعبر قناة السويس لتتولى مسئوليتها الوطنية على الضفة الشرقية للقناة». أنور السادات. كان هذا وعده على الضفة الغربية لقناة السويس, ولم يغادر الحياة حتى وفى به, إنه الزعيم المنتصر الذى قاد شعبه وجيشه نحو تحرير الأرض واستعادة سيناء كاملة, والبدء فى ربطها بالدلتا وإخضاعها للقوانين المدنية المصرية بعد أن كان الدخول إليها يقتضى استخراج تصاريح خاصة. ويحز فى النفس أن تمر هذه الذكرى فى عامنا هذا دون أن يلتفت إليها الإعلام الوطنى أو الخاص فيحتفى بها الاحتفاء اللائق. إعلاميونا منشغلون عنها بالبرامج ذات العائد الاعلانى المليونى, فلماذا يعطون هذه المناسبة الجليلة ما تستحق من ساعات بث وتحقيقات وحوارات ونشر وثائق وخطابات لمن خطط ونفذ ولمن عبر فاستشهد، ولمن بقى على قيد الحياة. هل هى طبيعة مرحلة إعلامية ضحلة ليس لها استراتيجية قومية؟ أم إنها أصبحت من الماضى السحيق شأنها شأن معارك- مينا نارمر- لتوحيد القطرين, وآلاف المعارك التى استبسل فيها المصريون للدفاع عن أرضهم ومصالح دولتهم؟. على المستوى القومى، نحن الذين نحتاج إلى الاحتفال بانتصاراتنا عبر التاريخ, خاصة فى هذه الظروف التى تمر بها بلادنا. أما على المستوى الاجتماعى، فابناؤنا فى حاجة إلى مشاهدة رموز تمنحهم الثقة فى بلدهم ومستقبلهم وقراءة بطولات الحرب وتضحيات من خاضوها. وعلى كل المستويات، فنحن كشعب ونظام يستمد شرعيته من حرب رمضان, فى أمس الحاجة للبحث فى دفاترنا القديمة عن البطولات التى حافظت على بقاء هذا الوطن موحدا لأعوام تزيد على ال 5 آلاف سنة. [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب