كحلمة كاذبة لطفل جائع، جاءت خطة كيرى لإنهاء الحرب فى اليمن هروبا من التزام دولى بضرورة وقف الحربد وترك اليمنيين لتقرير مصيرهم دون تدخل خارجى. فلم تمر ساعات على إعلان جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى بوقف القتال فى اليمن والدخول فى مفاوضات لإيجاد حل سلمى للأزمة حتى أعلن فريق الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصورأنه لا علم لهم بما أعلنه كيرى ولم يشاركوا فيه , أعقبه تصريح رسمى سعودى بأنهم لن يتوقفوا عن العمليات العسكرية طالما لم يطلب منهم فريق الشرعية ذلك , فى حين وافق وفد صنعاء(الحوثى صالح) مبدئيا على وقف القتال والاستعداد للدخول فى مفاوضات تفصيلية. وفى ظل تمسك اسماعيل ولد الشيخ ممثل الأممالمتحدة بفضيلة الصمت, أراد الأمريكى أن ينفض يد بلاده من ورطة اليمن وأن ينظر اليه كوسيط يطرح مبادرات قبل أن يرحل مع إدارته فى يناير المقبل, بينما يأتى رفض فريق الشرعية للهدنة للظهور فى صورة من يمسك بالقراربينما هو يعيش خارج البلاد منذ بدء الحرب التى أعلن قرارها من واشنطن دون علمه. ست محاولات لعقد اتفاقات وقف اطلاق النار فى اليمن كلها انهارت قبل اعلان كيرى فى مسقط، وبقى المشهد محل تجاذب بين أطراف تتبادل الاتهامات بشأن الالتزام بوقف القتال، بينما حياة الملايين تتعرض لخطر الموت. فلا مقدمات للحسم العسكرى من جانب التحالف ولا جدية نحو الحل السياسى من قبل الشرعية , لتتحول هدنة كيرى من حقيقة إلى وهم، ومن خطة تفاوض الى ورقة تصعيد , ويجوع اليمنيون فى الشمال، ويذبحون فى الجنوب، ويقتلون من السماء وعلى الأرض دون أن يعرفوا الى أين سيتجه اليمن فلا أحد يسمعهم ولو سمع فلن يجيبهم . [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب