وبعدين

المأساة اليمنية

فيما عدا مشاهد الفقر والدماروآثار الحصار على أسعار السلع ، تستمر حياة اليمنيين وكأن الحرب فى كوكب آخر، قصف
من السماء واقتتال على الأرض وقتلى وجرحى بالآلاف, ورغم ذلك فالكبير والصغير هنا ما زالوا قادرين على الحياة رغم انقطاع الكهرباء ومياه الشرب تماما منذ سبعة أشهر .
أخبار الجبهات هى الشغل الشاغل لمن لم يلتحق للقتال مع الفصيل الذى يؤيده, لجان شعبية فى الشمال ومقاومة فى الجنوب، وبين هذا وذاك جيش وطنى خارج المعسكرات وقبائل فى الشرق تدير شئون عدة محافظات, و سيطرة لتنظيم القاعدة على أكثر من 35% من مساحة الدولة، وعمليات إرهابية شديدة القسوة ينفذها يوميا تنظيم داعش لعله يتمكن من السيطرة على أى مساحة لإعلان دولة الخلافة .
ومن المستغرب أنه لا الجامعة العربية ومكاتبها، ولا منظمة التعاون الاسلامى وفروعها الإنسانية أو الإغاثية تهتم بما يجرى فى اليمن ولو بعقد اجتماع أو إصدار بيان بوقف نزيف الدماء ويجمع بين الفرقاء ولو من باب ذر الرماد فى العيون . ورغم مرور أكثر من عام على بدء الحرب فى اليمن وعليها, فما زالت فرص التسوية السلمية قائمة، فقط تحتاج إلى طرف ثالث مازال غائبا عن المشهد سواء فى الداخل اليمنى أو فى المحيط العربى، لينقذ بلدا يحاصر الفقر أكثر من ثلثى سكانه ويقتل من السماء وعلى الارض، وينتظر ان تتقدم مصر وتلقى بثقلها السياسى والمعنوى، وتنهى مأساة شعب مازال يؤمن بقيادتها وزعامتها للأمة العربية .
sengabahram@yahoo.com
لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب