ما بين القصف الجوى لطائرات التحالف والمعارك بين الفصائل المختلفة على الأرض يعيش أو بمعنى أقرب للواقع يموت ملايين اليمنيين, الذين لا تعنيهم شرعية الرئيس هادى ولا لجان الحوثيين الشعبية ولا مشروع تنظيم القاعدة التكفيرى فى الجزيرة العربية ولا تستثنى من ذلك جماعات الحراك الجنوبى والقوات التى ما زالت موالية للرئيس السابق على صالح . فى اليمن 24 مليون مواطن أغلبيتهم لا ينتمون لهذا ولا لذاك هؤلاء هم الذين ضاع حلمهم فى الثورة وأصبحوا أهدافا للقتل والذبح والجوع والحصار, من ينصفهم إذن؟ هؤلاء يتطلعون إلى مصر فمتى نرى مبادرة مصرية لوقف القتال ودعوة الفصائل فى القاهرة لإنهاء حالة الحرب والتوصل إلى اتفاق يرضى جميع الأطراف لوقف نزيف الدماء, خاصة أنهم بالفعل ذهبوا إلى جنيف ولكنهم عادوا كما ذهبوا بلا اتفاق. فى تصريحاته للصحف المصرية خلال زيارته الأسبوع الماضى بدا خالد بحاح نائب الرئيس ورئيس الوزراء اليمنى جاد فى رغبته لوقف القتال وعودة الحوار, كما عبر عن اشتياق اليمنيين لدور قيادى تلعبه الدبلوماسية المصرية فى أزمة اليمن وفى الوقت نفسه يبدو أن مختلف الفصائل هناك لا ترفض هذا الدور إن لم تكن تلح عليه؟ لم نتعود من الأممالمتحدة ولا جامعة الدول العربية على إنهاء نزاع محلى أو إقليمي, ولكن مصر قادرة رغم انشغالها بشأنها الداخلى على جمع الفرقاء اليمنيين على مبادرة تلبى الحد الأدنى من طموحهم وهو وقف الحرب والذهاب إلى مائدة مفاوضات لاستكمال حوارهم الوطنى . وبعدين.. القصف الجوى لا ينهى معركة, وبالرغم من مرور 90 يوما فإن النتيجة المباشرة كانت استيلاء قوات الجيش الموالية لصالح واللجان الشعبية الموالية للحوثيين على مزيد من المحافظات, والأخطر من ذلك هو تمدد تنظيم القاعدة فى محافظات الوسط والشرق وإعلانهم أنهم يحاربون صراحة فى 11 منطقة . أما عن الضحايا فحدث ولا حرج. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب