أكد خالد بحاح نائب رئيس الجمهورية رئيس الحكومة اليمنية أن ايران ليست بعيدة عن المشهد اليمنى الراهن ،وليست بعيدة أيضا عن مشاهد عدد من الدول ،مشددا على ضروة عدم التدخل الخارجى فى الشئون الداخلية للدول العربية .وأوضح فى مؤتمر صحفى مشترك مع الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية فى ختام الاجتماع التشاورى الذى عقد أمس على مستوى المندوبين الدائمين ، أن اليمن سوف يظل اليمن ...وإيران سوف تظل إيران ، وقال :ثمة الكثير من الأخطاء ارتكبت من قبل الإقليم واعتقد أن مهمتنا القادمة تكمن فى أن نتطلع إلى مستقبل أفضل مع أشقائنا وأصدقائنا بما فيهم إيران وعدد من الدول ونتمنى أن يكون هذا نوعا من الدروس التى نتعلمها ،لأن أى تدخل خارجى غير مجد بالمرة فهو قد دمر اليمن مثلما أدى التدخل فى عدد من الدول الأخرى إلى تدميرها أيضا ، وقال بحاح إنه بحث مع الدكتور نبيل العربى ومجلس الجامعة العربية فى لقاء تشاورى ما يحدث على الساحة اليمنية ومسار جنيف ومستقبل الأوضاع القادمة والوضع الإنسانى والعديد من المحاور، وتم التركيز على مسار جنيف فى الوقت الراهن وهو المنبر الذى اخترناه للسلام وهل يمكن الانتقال بهذا المسار من جنيف إلى الجامعة العربية . وبشأن الحديث فى جنيف عن هدنة إنسانية مؤقتة فى اليمن خلال شهر رمضان ، قال بحاح »نحن نريد هدنة إنسانية دائمة وليست مؤقتة ، لأن الهدنة الإنسانية المؤقتة تستخدم فى إطار التوسع فى الحروب وفى إطار تكتيكى من قبل بعض الأفراد». وأضاف:الحوثيون يرفعون شعارات الرحمة ويقولون نريد هدنة إنسانية ولكن باطنها ليس خيرا أو انسانيا.مشيرا إلى أنه كانت هناك هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام استولى خلالها الحوثيون على عدد من المناطق ، وقال : لانريد هدنة إنسانية مؤقتة ولكن هدنة دائمة وهذه هى رسالتنا فى جنيف (نوقف الحرب ..ننسحب وتعود الأوضاع إلى طبيعتها ). وفى رده على سؤال بشأن المخاوف من إطالة أمد محادثات جنيف قال بحاح إن أى حوار دائما يأتى بعد الاحتراب يكون فى بدايتة صعبا وشاقا ونحن نأخذ بمبدأ حسن النوايا حتى من قبل إخواننا الحوثيين الذين توافدوا إلى جنيف بأعداد أكثر من المطلوب وذلك فى إطار مرحلة التدريب بالنسبة لهم حيث يضم الوفد 22 شخصا رغم أن المطلوب سبعة أشخاص من جانب السلطة وسبعة أشخاص من الطرف الآخر ، موضحا أن كلمة الطرف الآخر فى قرارات مجلس الأمن هم «الانقلابيون» ميلشيات الحوثي، ولكن ونحن فى بداية شهر رمضان دعونا «إخوتنا الحوثيين» وليس «الانقلابيين» فى إطار حسن النوايا ، ولكن للأسف منذ اليوم الأول للمشاورات فى جنيف قام الطرف الآخر بتفجير منزل أحد المتحاورين معهم فى جنيف ، وهذه هى حسن النوايا التى جاءت من طرفهم ! . ومن جهته، رحب العربى بزيارة بحاح إلى مقر الجامعة ، وقال إنه قدم شرحا واضحا وافيا حول الأوضاع فى اليمن أمام الاجتماع التشاورى لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين والذى أظهر أن جميع الدول العربية تدعم الشرعية فى اليمن وتحاول قدر الإمكان تقديم كل أنواع المساعدات . وكان العربى قد أكد فى مداخلته أمام الاجتماع مجددا على دعم ومساندة الشرعية الدستورية ممثلة برئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادى وما يبذله من جهود وطنية مُخلصة للمحافظة على كيان الدولة اليمنية ومؤسساتها الدستورية معلنا التأييد التام للإجراءات العسكرية التى يقوم بها التحالف العربى للدفاع عن الشرعية فى اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، بناء على دعوة من الرئيس هادي، ومطالبة جماعة الحوثيين بالانسحاب الفورى من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى والمؤسسات الحكومية. وثمن الأمين العام للجامعة العربية الجهود التى تبذلها الأممالمتحدة وممثلها الخاص إلى اليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لإنجاح الاجتماعات التشاورية اليمنية فى جنيف، معربا عن الأمل فى أن تتوصل هذه المشاورات إلى إيجاد تسوية سياسية للأزمة الراهنة، وذلك بالاستناد إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطنى ومبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة وآخرها القرار رقم 2216 (2015). وشدد على أهمية وضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة الوضع الإنسانى الصعب والخطير الذى يواجهه اليمن فى ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية، معربا عن التقدير البالغ للمساهمة السخية التى قدّمتها كل من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت لتمويل جهود الأممالمتحدة وأنشطتها الإنسانية فى اليمن، بالإضافة إلى ما يُقدّمه "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" مشيدا فى الوقت نفسه بالمساعدات الأخرى التى قدمتها الدول العربية الشقيقة. مع التأكيد على أهمية توفير الدعم لحكومة جمهورية جيبوتى لمساعدتها على تحمل أعباء استضافة اللاجئين اليمنيين. ومن جانب آخر، قصف طيران التحالف بقيادة السعودية، أمس - أول أيام شهر رمضان الكريم - مواقع يسيطر عليها الحوثيون والقوات الموالية للرئيس اليمنى السابق على صالح فى العاصمة صنعاء . وقال سكان محليون إن قصفا عنيفا استهدف ألوية الصواريخ غرب صنعاء، حيث سمع دوى انفجارات عنيفة كما تصاعدت أعمدة الدخان بكثافة. وشهدت أجواء العاصمة منذ صباح أمس تحليقاً كثيفا لطيران التحالف وسط إطلاق المضادات الأرضية من قبل المسلحين الحوثيين وقوات صالح من مناطق متفرقة. وفى تعز، ساد هدوء حذر أمس مختلف جبهات القتال بين المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى ومسلحى الحوثيين.