كلما طفت أزمة اليمن على السطح يجرى التمويه عليها إعلاميا بأزمة فى سوريا او بمأزق فى العراق، وكأن شعب هذا البلد العزيز قد كتب عليه الشقاء وهو الذى كان سعيدا. وكلما اقتربت الحرب من وضع اوزارها يجرى اختلاق الاسباب لاستئنافها وكأن نساء وأطفال اليمن ليس من حقهم أن يناموا فى الليل، ولا نتكلم هنا عن حقوقهم فى الماء والغذاء والدواء ، فقد فقدت الانسانية شرفها أمام مأساة هذا الشعب. وبينما تقف الاممالمتحدة عاجزة أمام أطراف الصراع فى الداخل ومن يديرونهم فى الخارج، فان جامعة الدول العربية لم تحاول ولو لمرة واحدة ان تعفر قدميها بتراب الأزمة اليمنية وعلى نهجها سارت المنظمات الاسلامية. آخر الاخبار من اليمن ان الناس تموت جوعا خاصة فى مدينة الحديدة وقرى تهامة التاريخية، والصور التى لا تنشرها الفضائيات والصحف حول العالم تملأ القلب فزعا ورعبا وألما على مدى انهيار القيم الانسانية والعربية والاسلامية فى نفوس من يرتكبون جريمة ذبح اليمن قربانا لمشروع اقليمى يطيل عمر امريكا فى المنطقة العربية ويرسخ اقدام اسرائيل فى البحر الاحمر. دخلت الحرب على اليمن شهرها التاسع عشر فلا انتصر التحالف والشرعية ولا انهزم الحوثيون وصالح، وما كان معروضا قبلها (دستور الاقاليم) هو الذى يجرى تسويقه الآن ولكن تحت حراسة المدمرات الأمريكية ، بعد اخراج عدن وحضرموت من المعادلة فعليا والتمهيد لانشاء إمارات شبه مستقلة فى تعز ومأرب والاعداد لحرمان صنعاء من ميناء الحديدة. فهل سيقبل اليمنيون؟ [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب