شهدت اليمن من النوازل ما لم تشهده من قبل يدمي لها القلب ويعجم اللسان عن وصفها بدءا من سقوط شهداء الثورة في العام2011 ومذبحة جنود الأمن المركزي ومستشفى وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء وضحايا الصراع في صعدة وعمران والجوف والضالع وعدن وأبين وشبوه ولحج والحديدة وتعز وغيرها من مدن اليمن وجميعها للأسف... الضحايا والجلادون يمنيون وعرب بامتياز فظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند ولعل ما جرى في حضرموت لجنود من الجيش هو ذروة ظلم اليمني لأخيه اليمني ليس في قتله وعدوانه فحسب وإنما في تطور المشهد التراجيدي للقتل وإزهاق الأرواح بأسلوب لم تشهد له اليمن المعاصر مثيل على أقل تقدير في زمننا هذا الذي نعيشه. ولسنا هنا بصدد شرح الدوافع والأسباب فهي معروفة الأبعاد والغايات ومن يذكي استمرارها لإرباك المشهد على الساحة اليمنية وتعد من نوازل هذا العصر أحلت على اليمن ولكن ما يهم في الأمر مدى قدرة القيادة السياسية في البلاد ممثلة بالرئيس عبده ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن على تجاوز هذه المحن ومواجهة هذا الإرباك المتعمد لخذلان الرئيس أولا وزرع الإحباط لدى الشعب، ثانيا وهذا ما نخشاه لا سمح الله فليس التوقيت ولا الظروف التي يعيشها اليمنيون تسمح بذلك فالمهام الملقاة على عاتق الرئيس ومسئوليته أمام الله والشعب كبيرة وجسيمة. ولا أحسب الرئيس هادي إلا وطنيا وقائدا محنكا لا يقبل الضيم حتى وإن تعاظمت النوازل وزادت الشياك المفخخة في طريقه، فمن عاصر الأحداث الدامية في صراعات الحكم في الجنوب وآمن بالوحدة اليمنية وأرسى "مداميكها" في مطلع التسعينيات وتحمل مسئولية الوطن في أشد مراحله خطورة منذ 2011 قادر على مواجهة التحديات والانتصار لإرادة الشعب في مسيرة التعافي للوطن والخروج به من براثن هذا الإرباك المفتعل لتقويض ما بداء به من خطوات وانجاز لصالح اليمنيين بالدرجة الأساسية. وما يحز في النفس هو ترك الرئيس وحيدا أمام كل ما يجري وكأن الأمر لا يعني مؤسسات الدولة التي تقف موقف المتفرج رغم أن لديها الكثير لتفعله وخاصة وسائل الإعلام والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وقادة الرأي والعلماء. والغريب أن البعض من هذه الوسائل تصب جام غضبها على الرئيس وتحمله مسئولية ما يحدث دون الالتفات إلى مسئوليتها الوطنية وحتى الإنسانية فمتى تصحو من سباتها وتدرك مصلحة اليمن وتشارك الرئيس همه الكبير وتدرك أن لامناص من مواجهة ما نحن فيه من مخاطر فالطوفان سيعصف بالجميع ولا يستثني أحدا فليست حادثة حضرموت الأخيرة، فهناك من التحديات الكثيرة، وما تحمله نوازع المتربصين باليمن ما هو أعظم ولكن ما نطلبه سيدي الرئيس أن لا تدع المربكون أن ينجحوا في خذلانك أمام الشعب، وسيدرك هؤلاء أي منقلب سينقلبون، وعندها أيضا سيعرف الشعب أي قائد أنت ووثق فيك.. * كبير الإعلاميين اليمنيين