الناس أصبحت تصنع إعلامها وفقا لقناعاتها, هل فى ذلك شك ؟ أعتقد لا. فالكثيرون بعد هيمنة وسائل التواصل الاجتماعى ووفقا لرؤيتهم غير الكاملة أو المتربصة أصبحوا مصادر للأخبار والتقارير والتحليلات فى كل الشئون, أقنعوا أنفسهم بذلك وسط حالة من السيولة الإعلامية التى نعيشها عقب الثورات العربية . وما زال البعض لا يريد أن يعترف أننا كمصريين فقدنا جزءا مهما من هيبتنا الإعلامية فى العالم العربى الذى ما زال ينتطر عودة الريادة لمكانها الطبيعي فى القاهرة التى فقدت أحد أهم مقومات قوتها غير العسكرية منذ عرف العالم للكلمة معنى. ما زال إعلامنا القومى المتهم بالضعف غالبا وعدم المهنية أحيانا عاجزا عن ملاحقة الإنجازات التى يحققها المجتمع يوما بعد يوم , بينما الإعلام الخاص الذى يراعى اعتبارات سلطة المالك وطموحه السياسي وبين هذا وذاك إعلام ثالث مهنى احترافى قادر على فرض قراءات باطلة ومزيفة لشغل الرأى العام فى اتجاه غير الذى نحتاجه لبناء دولة المؤسسات ,وأخطر ما يمثله هذا النوع هو قدرته على فرض أجندات الحوار اليومية بهدف استنزاف طاقات المجتمع فيما يهدم الرغبة فى البناء، والمأساة أن العديد من إعلاميينا سقطوا فى خندق الدفاع ووجدوها فرصة لإثبات ولاءات لم يكونوا مطالبين بها، فتدهورت مهنيتهم ثم مصداقيتهم وأصبحوا عبئا ثقيلا أحيانا. نحن بحاجة لإعلام قومى مقاتل لديه أجندة وطنية واضحة وإستراتيجية عمل بحجم دولة هى الأكبر فى منطقتها والأهم فى امكاناتها, ولا ينقص ذلك من دور مهم يلعبه الإعلام الخاص بقدراته الأكثر استجابة لحاجات المجتمع بحكم رغبته الدائمة على المنافسة. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب