فلنحسبها معا، كم نستهلك من الكهرباء وكم من الوقت نضيعه أمام شاشات التليفزيون وتحديدا برامج «التوك شو» على الفضائيات الخاصة؟ ولنعاود الحسبة، ما الذى استفدناه من إعلاميين يضيعون أغلب الوقت على تبادل الاتهامات فيما بينهم ومحاولة اقناعنا بثوريتهم ووطنيتهم وإخلاصهم سواء بالهجوم على زملائهم أو الدفاع عن أنفسهم. الإعلام المصرى فى أزمة، متى نعترف بذلك؟ وبغض النظر عن ضعف المهنية سواء فى الأداء أو الإعداد أو حتى العرض، فيبدو أن استباق الحدث هو المشكلة الأكبر التى تواجه برامج تفشل كثيرا فى تحقيق سبق خبري. فمعظم التحليلات وساعات الكلام المتواصل التى يحظى بها فضائيون يؤدون أدوار المذيعين والضيوف وربما شخوص الحدث الاخبارى نفسه، تحاول استباق الحدث لتبث مشاعر الشك أو الخوف، أو على العكس من ذلك تمنح مشاهديها يقينا كاذبا أو ثقة غير حقيقية، حول أخبار لم تحدث بعد. لنتذكر معا، كم تكرم علينا الفضائيون بخبر استقالة المشير السيسي، وكم مرة قيل لنا أنه سيرشح نفسه غدا؟! مثال بسيط على محاولة البعض لاقناعنا بأنه على علاقة خاصة بالمشير أو حتى بأحد قيادات حملته، والأمثلة كثيرة فيما هو دون ذلك من أخبار لا أثر لها فى خبر واحد على مدى مئات الساعات من البث المباشر. المثير للاستفزاز والاستغراب والدهشة هو الاصرار على الاستمرار فى هذه المعالجة الإعلامية الهشة لجميع قضايا المجتمع المصرى والعربي، خاصة بعد ثورة 25 يناير. أما الأكثر استفزازا، فتلك الروح العدائية التى تنتاب كل فضائى يتعرض للنقد أو حتى التجريح من فضائى زميل، حينها تتحول ساعات البث الطويل إلى وصلات من الشتم والسب والاتهام بالعمالة أو الخيانة.... الخ وتضيع الساعات، وما لا تشاهده على شاشات التليفزيون تمكنك أن تتابعه على مواقع التواصل، وتتوه قضايا الوطن بين فضائيين قضاياهم شخصية فى زمن ضلت فيه معايير المهنية طريقها إلى شاشات معظم القنوات الخاصة. sengabahram@ahram [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب