بعض برامج الفضائيات وعدد غير قليل من الإعلاميين شأنهم شأن حالة المرور في بلادنا, فوضي عارمة ليست بسبب غياب القوانين والمواثيق ولكن بسبب غياب الضمير أو انعدام المهنية. تصور أن يخرج عشرات المتظاهرين في مصر الجريحة إلي الشوارع ضد البلياتشو باسم يوسف مرددين, إلامصر وشعبها إلا جيشها وأمنها- يا سلام!- وتصور أن من كان مع مبارك وبكي عليه يوم التنحي أصبح ضده, وأن من روج للإخوان قبل25 يناير انقلبوا عليهم بعد30 يونيو وتصور أن ثلاثه أعوام من عمر الثوره لم تنجب إعلاميا ثوريا علي أي فضائية حتي الآن! بعضهم وضع نفسه في صفوف المهاجمين والبعض الآخر قبع في خنادق المدافعين والراقصات لا يمتنعون( أدوار مرسومة بعناية) حتي تأكد للجميع أن عددا كبيرا ممن يطلق عليهم النخبة أو المحسوبون علي الإعلام, يعتبرون جزءا أصيلا من توتر المشهد المصري علي مدي السنوات الماضية, الوطن عندهم يتحول بالتدريج إلي أجندات ولولا ساعات الفراغ وحمي البطالة ما ضيع الناس أوقاتهم أمام الفضائيات. وجوه كل عصر يحومون حول قيادة القوات المسلحة, لقد فعلوا ذلك من قبل, كانت هذه وظيفتهم وستبقي لأنهم تربو علي ذلك. الذين مهدوا لمشروع التوريث هم أنفسهم الذين تسابقوا علي خبر يدين أبناء مبارك, والذين رضخو لمرسي هم الذين يفضحون أيامه بعد عزله, والآن يركبون ثورة الشعب والجيش في30 يونيو ببرامج يتكلم فيها الاعلامي عن نفسه وكأنه فاتح عكا, صوته مرتفع أعصابه مشدودة يطالب ويناشد, ينصح ويتهم ويدافع, ثم أما بعد, لا جديد اللهم إلا بعض أخبار من صفحات الفيس بوك منشورة في عشرات المواقع قبل برنامج جنابه بعدة أيام, اعداد هزيل وضيوف ملاكي وبرامج تمتد بالساعات والحصاد صفر كبير. مصر ثارت مرتين ومعارضو زمن مبارك ثم الإخوان معروفون بالإسم, أسماؤهم محفورة في أذهان المشاهدين والمستمعين والقراء كما هي محفورة في الميادين. أما وجوه كل حين, فما عليهم إلا ان يرحموا مصر وشعبها وجيشها ولو كانوا مهنيين وأصحاب قضية لما تلاعبت جزيرة الشر القطرية بالثورة المصرية في الخارج والداخل في حين يواصلون هم الاستئثار بنا والصراخ في وجوهنا. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب