فى يونيو 2014 أعدمت إيران رضا خسروى سواجانى بتهمة الانتماء إلى منظمة مجاهدى خلق المعارضة.وفى أكتوبر 2014 أعدمت الناشط ياسين كرد، وهو أبرز نشطاء إقليم بلوشستان بتهمة محاربة الله ورسوله. ويؤكد سجل إيران فى السنوات الأخيرة قيامها بإعدام علماء دين بارزين ومعارضين من البلوش ومن الأحوازيين العرب السنة ومن غيرهم من القوميات بسبب انتقادهم النظام الإيرانى وفقا لتقارير منظمة العفو الدولية (أمنسيتى). إذن فلماذا تثير طهران ضجة مفتعلة عندما تعدم السعودية مواطنها نمر النمر؟ ولماذا تسمح بارتكاب حماقة إحراق السفارة السعودية والاعتداء على مقر البعثة القنصلية ؟ إنها لعبة تبادل الضغوط بعد توقيع الاتفاق النووى مع أمريكا والغرب، والرغبة فى تأكيد حجم التأثير فى المنطقة ألعربية المنقسمة الولاءات بين السنة والشيعة والمرشحة للتعديل الجغرافى فى حدود دولها، بعد انهيار حائط النار العراقى بإعدام الرئيس الأسبق صدام حسين وسعى كل من الرياضوطهران لقيادة مشروع إقليمي. من المستغرب أن يتعامل المذهبيون فى العالم الإسلامى - من السنة والشيعة - باحترام مع الدول غير الإسلامية وفقا لقوانينها، بينما يتعاملون مع المسلمين فى العالم الإسلامى كرعاة الأبقار من الجائز التمدد فيهم وفرض مذاهبهم الخاصة عليهم. وهنا تكمن الأزمة التى من خلالها نفذت الجماعات الإرهابية المسلحة تحت شعارات طائفية لتحقيق مكاسب سياسية فى ظل ترهل الخطاب الإسلامى وانحيازه وتعصبه. وبعدين ؟ على المستوى السياسى من المستبعد أن تحدث مواجهة مسلحة بين الدولتين كما يريدها البعض، إلا إذا كان العراق هو بوصلة تعديل شروط موازين القوى فى منطقة الشرق الأوسط الجديد، وليس اليمن أو سوريا كما يعتقد البعض، وهو ما لن يحدث قريبا بسبب وجود داعش فى أقاليمه السنية. وأما على المستوى الدعوى فقد حان الوقت ليستعيد الأزهر الشريف مكانته المستحقة بوسطيته، ويحرر المناطق التى فقدها والعقول التى هجرته من أيدى والطائفيين من منطلق وجوب تطوير الخطاب الدينى. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب