تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس خلال ساعات نتائج أول انتخابات للمجالس البلدية بعد الثورة، وسط مؤشرات على تقدم لافت للقوائم المستقلة و تراجع حزب "نداء تونس" أمام حليفه فى الحكم حزب "النهضة". وتحتاج مختلف القوائم لحجز مقاعدها فى 350 مجلسا الى توافقات لانتخاب رئيس كل بلدية من بين رؤساء القوائم الفائزة، حيث لم يحصل أى منها على الأغلبية المطلقة اللازمة لحسم أى من هذه المواقع . وكانت هيئة الانتخابات قد اعلنت أخيرا أن نسبة المشاركة فى عموم البلاد التونسية هى 33٫7٪ من إجمالى نحو 5٫37 مليون ناخب مسجل، وهى الأدنى بالأرقام والنسب بين كل الاستحقاقات الإنتخابية بعد الثورة ( التأسيسى أكتوبر 2011 و التشريعية والرئاسية نهاية 2014).وفيما تواصلت أمس عمليات فرز الأصوات بمختلف البلديات وتوقعت هيئة الانتخابات اعلان النتائج الكاملة الأولية فى موعد غايته صباح اليوم على أن تعلن النتائج النهائية بعد حسم الطعون بحلول 13يونيو المقبل، وأكدت مؤشرات الفرز حصد القوائم المستقلة نحو ربع الأصوات البالغة نحو 1٫8 مليون صوت، وعودة "النهضة" إلى مرتبة الحزب الأول فى البلاد بنحو 27٪ ،يليها "النداء" بنحو 22٪. وقد بات مرجحا أن تحصل القوائم المستقلة على رئاسة العديد من البلديات فيما تتقدم النهضة نحو رئاسة بلدية مدينة تونس العاصمة . وتفيد النتائج الجزئية غير الرسمية بأن النهضة عادت لتتفوق على النداء مقارنة بالانتخابات التشريعية 2014، حين جاء النداء الذى أسسه الرئيس الباجى قايد السبسى أولا بنسبة 36٪ من الأصوات الصحيحة عن 1٫27 مليون ناخب متقدما على النهضة التى حصدت بدورها أقل من مليون صوت بقليل وحققت نسبة 26٪ ، إلا أن المؤشرات تفيد بأن النهضة على الرغم من تفوقها على النداء خسرت ما بين 300 و 400 ألف صوت عن التشريعية ، أى ما بين 30 و40٪. وعلى خلاف الاستحقاقات الانتخابية الثلاثة السابقة بعد الثورة اتهمت أحزاب من بينها نداء تونس هيئة الانتخابات بالتغاضى عن تجاوزات وخروقات فى يوم الاقتراع .كما قررت الهيئة تأجيل انتخابات المجلس البلدى لمدينة "المظيلة" بالحوض المنجمى بولاية قفصة بعدما تسبب خطأ الهيئة بإرسال أوراق اقتراع لمجلس آخر . ووجه رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد كلمة عبر التليفزيون بعد انتهاء الاقتراع الليلة قبل الماضية أشار فيها الى وقوع ماوصفه ب "إخلالات" يتعين على هيئة الانتخابات أن تعالجها وتتخذ ازاءها الاجراءات القانونية .واعترف بأن نسبة المشاركة أقل بكثير عن المرات السابقة بعد الثورة ،لكنه أكد تمسك تونس بخيار الانتقال الى الديمقراطية ودعا الساسة الى التقاط الدرس والرسالة من عزوف الناخبين ،وبخاصة الشباب. وعقدت "مراقبون " كبرى منظمات ملاحظة الانتخابات المحلية فى البلاد مؤتمرا صحفيا أمس مؤكدة عزوف الناخبين وبخاصة الشباب مقارنة بالاستحقاقات السابقة للانتخابات الحرة النزيهة الشفافة بعد الثورة . واشار الى صعوبات واجهتها هيئة الانتخابات وارتكابها أخطاء وإن وصفها بأنها "غير كبيرة " لكنها لم تكن قائمة من قبل .