كتاب يضم، مجموعة مقالات مهمة لأهم فنانينا التشكيليين، وللحركة التشكيلية فى مصر وبلدان عربية،يقدمها الفنان والناقد التشكيلى الراحل محمود بقشيش [1938-2001] ، قامت بجمعهازوجته القاصة «هدى يونس».والكتاب أربعة أقسام هي:«التصوير» ويضم الفنانين (المغربى أحمد بن يوسف، والعراقى محمد عارف، والمصريين غالب خاطر،وسمير رافع، وعبد الرحمن النشار، وصلاح طاهر، وراغب عياد، ومصطفى عبد المعطي، ومحمد حجي، وأحمد صقر، وفاطمة رفعت).وفنانى البورتريه (حسين بيكار، وصبرى راغب، وأحمد صبري، وحسن سليمان، وعبد العزيز درويش، ومحمود سعيد، وتحية حليم، ومارجريت نخلة). وبحث عن «تاريخ الرسم الصحفي»،للفنانين (عبد السلام الشريف، وعبد الغنى أبوالعينين، ومحمد أبوطالب)، والمصور العراقى «عياد شلبي»الذى عمل رساما فى مجلات الأطفال بالعراق. ويضم هذا القسم الجزء الأكبر أيضا مجموعة من اللوحات والرسوم التى تكشف رؤية المؤلف الناقد بقشيش فى أعمال هؤلاءالفنانين. ويتناول القسم الثانى «النحت»أعمال المثّالين: (صلاح عبد الكريم،وعونى هيكل) ومعهما مجموع أعمال نحتية خاصة بهما. والقسم الثالث بعنوان «قضايا نقدية»، ويدور حول:(التباس المصطلح فى الفن التشكيلي، ومصطلح التصوير، والثوابت والمتغيرات فى علائق التوتر بين الفنان والناقد والمتلقي، والبحث عن جمالية عربية مغايرة، والخروج على الهيمنة الغربية). ويشير الكاتب إلى أهمية ترجمة رسائل الفنان الهولندى «فان جوخ» الذى ترجم بعضها، لتحليل مضمونها، ولغتها والتوغل فى تفاصيلها.هذا الكتاب كبير الحجم (368 صحفة)والأهمية ينتهى بملزمة ألوان تضم مجموعةلوحات مهمة لمبدعين كبار. وكان «محمود بقشيش»مبدعا وناقدا رائدا فى التعبير عن وميض الضوء، ولغته فى غاية العمق على المستوى الروحي، والانضباط الوجدانى كدستور الحياة والكون، وجمع فى كتاباته بين الأديب والفنان والناقد التشكيلي، وفى بداياته قدم مجموعة قصصية مميزة بعنوان «الموجة»1961. وتنم مقالاته فى الكتاب عن إلمام واسع بالتاريخ، ومختلف الاتجاهات الفلسفية، وبأسرار اللغة العربية،ما مكنه من فك مصطلحات أصلية تعمق المعني. استقاها من قراءاته فى العربية والفرنسية والانجليزية، فتصبح دراساته مرجعا للدارسين التى كتبها على مدى السنوات مُدافعاً عن المعاصرة التى تستند إلى جذور تراثية، ومعايشة البيئة والواقع المصري، وكتاباته كشفت موضوعية وحيادية بلا مجاملة ولامنفعة شخصية. مثل الرهبان فى نزاهتهم، وكان ناقداتنويريا بالمعنى المجتمعى مُحتفيا ًبومضة الضوء فى ظلام اللوحة.مقاوما محاولة تسييد الثقافة الرسمية الجاهزة، ووصل إلى أن جعل كتاباته نصوصا نثرية توازى أعمال الفن التى تنقدها بنظرة ثاقبةتغوص فى مكنونها الرمزي، وتتقصى خصوصيتها الجمالية مع رؤية فكرية تكونت لدية حول قيم الأصالة فى الإبداع المصرى بجذوره الممتدة فى الزمن،وقدم حوارا ثريا مع التجارب الفنية المتعددة عبر لغة علمية دقيقةعن الأحكام الجاهزة والمسبقة. تاركاًإدراكه البصرى يضيء رؤيته الفنية. باحثاًعن النقاط المضيئة القليلة الحجم، الساطعة الحضور فى أعمال هذا الفنان والناقد. رحل محمودبقشيش الفنان والناقد وبقيت كتاباته الوامضة.