أنا وأنت حكاية بين سطورها تنسج تفاصيل أحلام وطموح مليون حكاية آخري؛ منها ما يتحقق ويصبح جزء من الواقع ومنها ما يذوب في طي النسيان.. السر كله يكمُن في لحظة معايشة تفاصيل الحلم وكيفية نسجه في قلب الواقع.. عزيزي القارئ أنت مدعو معي اليوم لمعايشة لحظة حلم حائرة ما بين الحسم والترك للاحتمالات. ما أسهل النُصح والإرشاد ونحن خارج الحدث لكن عندما نكون في قلب الحدث ربما نعجز عما كنا ننصح به الآخرين.. قابلت الأسبوع الماضي أحد أصدقائي الذي لم اره منذ زمن بعيد كان في حالة من السعادة الغامرة، عندما سألته عن السبب أجاب "عشتُ حلم ظننتُ أنه اندثر بين الروتين اليومي للعمل وتفاصيل الحياة لكنه كان كالبركان الخامد، ينتظر اللحظة المناسبة للظهور من جديد" كانت هذه الكلمات كفيله بأن أترك كل ما في يدي لأعيش حكاية لحظة حلم صديقي.. هنا أستسلم صديقي لفضولي قائلاً "الأسبوع الماضي بينما كنت أتصفح الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي وجدتُ أحدي الجامعات تُعلن عن اختبار الاداء الصوتي للالتحاق بالقناة الإذاعية التابعة لها.. لفت نظري الاعلان خاصة أنه خاطب حلمي القديم في التقديم الإذاعي والتمثيل الصوتي قبل أن تأخذني الحياة في طريق آخر، لكن سرعان ما قلتُ لابد أن يكون هذا خاص بطُلاب الجامعة وليس لكبار السن أمثالي، كانت تعبث الاحتمالات بعقلي حتي حسمت أمري بان أعيش لحظة التجربة واذهب في الموعد المُحدد لعمل الاختبار.. مشاعر متضاربة مع كل خطوة أخطوها داخل الجامعة حتي وصلت لأستوديو المحطة الإذاعية.. في لحظة انعزلت عن العالم عندما وجدتني مُحاط بأعداد رهيبة من الطُلاب، أين فئتي العمرية؟! .. صَمَتَ كل شيء من حولي لأعيش في ملكوت آخر لا أشعر بأي شيء فقط استرجع سنين مضت ضاعت بها الأحلام، انعزلت عن الحاضر للحظات حتي سمعت صوت يخترق ملكوتي .. "أتفضل الاستمارة وياريت صورة البطاقة".. هنا أصبت بنوبة ضحك وأنا أحدث هذا الشاب.. "يا أبني بدل ما أقعد للآخر قولي بدون كسوف أن الاعلان لطلاب الجامعة" ضحك الشاب وأكد أن الاعلان لا يشترط أي شيء سوي الموهبة.. وقفت وأنا تارك عقلي للاحتمالات، تارة أهم لأمضي وتارة أندس بين الجموع لاسترجاع الحلم. وبينما كانت عيني تصول وتجول في أرجاء المكان وجدتُ إحدى اللافتات المعلقة للإذاعة مكتوب عليها بالبُنط العريض عيش اللحظة!.. لقد حسمت تلك الكلمات أمري؛ انتظرت لأعيش لحظة أحياء حلمي من جديد وبالفعل دخلت وقُبلت في الإذاعة لأكون أحد أفراد أسرتها.. لو لم أحسم أمري وأُدرك قيمة مُعايشة تفاصيل اللحظة التي بين يدي لظل حلمي قيد الاحتمالات.. صديقتي العزيزة تذكري دائماً أن طريقك هو قرارك." [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل;