هل انت ممن يحرصون علي عمل بروفه قبل الاقدام علي خطوة هامة في الحياة أم أنك تجعل من خطوة اليوم بروفة لغد أكثر نضجاً.. قبل التفكير في الإجابة أنت مدعو معي عزيزي القارئ لمعايشه لحظات من داخل "البروفة" بين سطور مقالي اليوم... تجربة مسرحية شبابية تجعلك تطلق العنان لتعيش أحلام ومشاكل وخوف اعضاء المسرحية خلف الستار لتدرك في نهاية المسرحية أننا جميعا داخل "البروفة". قبل فتح الستار علي مسرح الهوسابير يأتي صوت نسائي ليعتذر عن التأخير ويرجوا من الحضور غلق أصوات الهواتف؛ في هذه اللحظات يستعد الحضور معتقدا أنه سيشاهد أحداث المسرحية علي خشبة المسرح لكن يبدأ أول مشهد ليأخذ الجميع من مقعد المتفرج لمشاركة هؤلاء الشباب في تفاصيل حكايتهم خلف الكواليس من داخل "البروفة". قدم المؤلف محمود جمال والمخرج محمد جبر عرضاً مميزا حيث جعلا الحضور جزء لا يتجزأ من داخل حكاية حلم شباب البروفة؛ أصدقاء الجامعة الذي جمعهم حب المسرح والتمثيل مرة أخري لأعداد نص مسرحي يشبع طموحاتهم، وبين المشهد والأخر عاش الحضور تفاصيل معاناة هؤلاء الشباب في عدم وجود مسرح للعرض لارتفاع أسعار تأجير المسارح أو حتي وجود فكرة يجتمع عليها الجميع، كما تطرق العرض أيضًا للمشاكل الحياتية التي يمر بها أعضاء الفريق الواحد كالخوف من مرور الوقت من دون تحقيق أي إنجاز بالحياة، أو رحيل الأحبة ومرض الأهل وغيابهم فجأة وهم في دوامة البحث عن فرصة. وما بين الإحباط واليأس تارة والإصرار علي تحقيق الحلم تارة أخري تنسج مشاهد البروفة التي تجعل الجميع يضحك وهو يحاكي واقع من داخل البروفة؛ نجد وليد الذي دائما يخرج عن الواقع بالتفكير خارج الصندوق ..فهو خارج صندوق الدنيا وما به من أحلام مشروعة كحلم إيجاد فرصة في التمثيل خاصة مع انتشار الوساطة؛ والمشاهد التي جمعت مي ومحمود عبد العزيز لتجسد صراع الحفاظ علي الحب وكيف يجعل منه الأنسان عَقبة أو وتد يتكئ عليه في لحظات الضعف؛ ومحمد خليفة الضاحك الباكي الذي وجد في سرقته لمشاهد الاخرين مَخرج للظهور والتمسك بالحلم؛ وخلود التي صورت داخل مشاهد البروفة كيف يتحول طموح وحلم الشباب بعد إلحاح الأهل علي الزواج لمجرد الزواج من دون التفكير في الحب إلي البحث عن الحب بعد النضوج، قضايا ومشاكل كثيرة تجعلك تغوص بين تفاصيلها لتجد نفسك في النهاية داخل برواز صورة البروفة؛ لعلها بروفة لخطوة هامة في الحياة أو مسرحية اليوم لغد أكثر نضجاً. عفواً عزيزي القارئ هذا ليس نقد أو تحليل للعرض المسرحي ولكنه رؤية من داخل "البروفة".. وشكرا أسدل الستار لكن البروفة مستمرة. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل