من وقت لآخر نشتاق لسحر وجمال القديم دون أن ندرك السر نشتهي مشاهده فلم ابيض واسود او مداعبة ذكريات الماضي الجميل عبر الصور؛ ربما كان السبب الاشتياق للماضي وما به من ذكريات او لان الأمس كان يملك نقاء الأبيض وصراحة ووضوح الأسود واليوم ذهب النقاء والوضوح في خبر كان وسط الألوان الحديثة .. عزيزي القارئ أن كنت من عُشاق البحث عن لحظات الجمال في ماضي انت مدعو معي اليوم لنعيش معاً داخل الزمن الجميل .. يوم ابيض وأسود. بينما ننتظر ان نحيا، تمر الحياة ليصبح كل جميل في الماضي ونحن ننتظر... كان هذا حواري مع بعض صديقاتي الأسبوع الماضي؛ كانت كل منا تسرد لحظات في ماضيها الجميل ولحظات مختلفة من الحاضر، كان الحوار يمزج بين الضحك وسرد الواقع الضاحك... وبين هذا وذاك قالت أحدي صديقاتي التي أعتقد أن آلة الزمن جاءت بها بشكل خطأ هنا وأنها تنتمي للأربعينات و ما قبلها " أمبارح كان في أفلام أبيض وأسود رائعة وبليل مسرحية أنا وهو هي ... كان يوم يجنن.. مش عارفه ليه بحب أتفرج علي الحاجات القديمة بحبها قوي" هنا صاحت أخري "أنتِ أصلاً جيتي غلط مكانك في فيلم أبيض وأسود". في لحظات تحول الحوار الضاحك عن عشق الأبيض والأسود لحقيقة وكأننا كنا علي موعد مع الماضي.. اعلان صغير يحقق الكثير " يلا نعيش الاربعينات من تاني.. ندعوكم يوم الخميس القادم لمشاهدة وحضور كل لحظة وتفصيله من زمن الأربعينات" هنا صاحت صديقتي صاحبة القلب الأبيض " هما سمعونا ولا ايه... اليوم دا بتعنا لازم نحجز ونروح أن شاء الله" كانت كالطفل الذي وجد أمه بعد غياب وهي تقنع الجميع بأهمية حضور الحفل، في اعتقادي هي أشجعنا وأكثرنا معرفه بما تريد؛ أخذت قرارها في الحال ونحن نبحث داخل دفاتر مواعيدنا اليومية ربما يكون هناك موعد هام في المستقبل نتركه للبحث عن الماضي.. ولا ندري أن هذا اليوم سيصبح أكبر دافع لاستقبال كل ما هو جديد بشكل مختلف.. أحمد الله أني استسلمت لاحتياجي الداخلي ولصديقتي لأعيش معها هذا اليوم. يوم لا يحمل من الألوان شيء سوي الأبيض والأسود شكلاً ومضموناً؛ الكل يرتدي ازياء الأربعينات الأنيقة و يحيط بنا صور أبطال هذا العصر ونماذج توضح أسلوب الحياة وقتها، وبينما كان كل منا يتقمص دور أو شخصية من الماضي بدأت الاسكتشات القديمة : بتسأليني بحبك ليه لمحمد عبد المطلب وتاكسي الغرام لعبد العزيز محمود وهدى سلطان وغيرها التي تجعلك تشعر وكأنك داخل هذا العصر لتعيش نقاء بياضه ووضوح أسوده . صديقتي العزيزة أشكرك كثيراً فحياة اليوم المليئة بالألوان تحتاج من وقت لأخر ولو يوم أبيض وأسود. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل