صدق أو لا تصدق نحن نعيش الحاضر لكي نرجع للخلف... بالرغم من أن قطار الأيام والسنين يمضي للأمام، إلا أننا نشتاق ونعيش دائما في نمط الماضي الممتلئ بالذكريات، الكل ينظر للأمام ونحن نرجع للخلف وكأننا لا نريد الحاضر ونري الماضي هو أجمل أوقات حياتنا ... لماذا ! هل هي أزمة أحساس بالزمن أم أزمة أحساس بأهمية النفس؟! هذه دعوة مفتوحة لنا جميعا لكي ننظر ونبحث معا لماذا نقف ونرجع إلي الخلف در! " كانت أيام" "كان زمان" "فين أيام زمان" هذه الجمل وغيرها باتت تتردد علي لسان الجميع في كل وقت أكثر من الكلام والتطلع للمستقبل، لدرجة ان الصغار أصبحوا يرددوها مثل الكبار، من هنا لا تحدثني عن المستقبل في حين اننا نبني عقول الصغار للرجوع للخلف. الكل في علمنا هذا يمتلك تراث وثقافة وحضارة تعبر عن هويته وعمق جذوره في التاريخ، الغرب دائما يأخذ الماضي كنقطة انطلاق نحو الغد أما نحن العرب نعيش بطبيعة حالنا في الماضي الجميل نتمسك بجذورنا وتاريخنا المشرق وأيام مجدنا في الأندلس و بلاد ما وراء النهر بدون ان نعمل في واقعنا الحالي علي الأخذ بالأسباب التي أدت الي هذا الماضي المشرق، فنحن الان أصبحنا نبكي علي الأطلال في حين ان العالم الغربي راح يعزو الفضاء محققا نتائج في التقدم العلمي أذهلت الكبير والصغير، كما برز أيضاً في العديد من المجالات الأخرى ونحن في سبات عميق نبكي أجدادنا ونحكي كيف علم ابن النفيس وابن الهيثم وجابر ابن حيان والخوارزمي وابن رشد وغيرهم الغرب أصول العلوم والآداب والفنون؛ ولم ندرك ولو للحظه اننا مجرد راوي فقط لأمجاد الأجداد لا أكثر. نحن دائما نتمسك نفسيا وعقليا بمواقف وتجارب وذكريات الماضي؛ منا من يعود للخلف ليعيش مع الذكريات الأليمة والمشاعر السلبية في الأحداث القديمة؛ وهذا أسلوب مرضي يستخدمه الكثير لاستبقاء الآسي والحزن، ونجد هؤلاء الأشخاص يجيدون فن الشكوى من الماضي والآتي. وهذا أسلوب يفسد الحياة بأكملها، فالحاضر يصبغه بلغة الماضي والمستقبل مشوه بأفكار الماضي .. وهكذا يمضي الإنسان أسير العودة إلي للماضي بالطريقة السلبية . وهناك آخرين يعودون للماضي بطريقة أصعب ترفض كل تطوير وتجديد في الحاضر شعارهم في الحياة "من فات قديمة تاه" وكأن الحياة توقفت في الماضي.. وهنا لا مجال للتقدم. نحن نعيش في عقل الذكريات سواء السيئة أو الجميلة ونتعمق داخل الحزن والفرح حتي يتملكنا ويعيش معنا الحاضر والمستقبل في حين أن الآخر يخطط للغد ويستمتع بجمال اليوم... يا من تعتقد أن الذكريات دواء الحاضر أنسي المستقبل فانت ترجع للوراء...اذا إلي الخلف در! [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل