باقي من الزمن أيام قليلة تفصلنا عن بدء عام جديد يحمل بين أيامه و ساعاته أحداث و مواقف كثيرة لا نعرفها، لكن الكل في اشتياق لمعايشتها بكل تفاصيلها، وعلي العكس تماماً الأغلب لا يريد تذكر أو معايشة أحداث عام مضى.. بين الأحلام والأمنيات التي تسبق العام الجديد ورسائل التهنئة المتنوعة بين الأصدقاء والأقارب تسقط كل تفاصيل العام الذي حكم عليه الجميع بأن يصبح في تعداد الموتى حتي قبل انتهائه؛ مثله مثل كل الأعوام التي مضت.. ربنا لا يرجعها أيام. نعتب دائماً علي التناقضات التي نقابلها في الحياة ونشكو مراراً وتكراراً من الازدواجية في كل شيء غير مدركين أن كل هذا ربما يكون انعكاساً لما بداخلنا.. فمع نهاية كل عام نزرع الأمنيات السعيدة للعام الجديد علي صفحات التواصل الاجتماعي ورسائل المحمول، وبين التمني والاشتياق لما هو جديد لا نعرفه نبُدع في رشق الأيام الماضية وما بها من أحداث؛ وكأنها كانت خاليه تماماً من أسباب الفرح حتي ولو للحظات. فالعام الماضي أصبح مثله مثل ما سبقه من الأعوام علي حد قول أغلبنا " ربنا لا يرجعها أيام" في حين أننا بعد مرور أعوام كثيرة ننظر لتلك الأيام علي أنها أجمل ذكريات التي لا يمكن تعويضها اليوم.. اليس هذا بتناقض؟! تقابلت الأسبوع الماضي مع بعض الأصدقاء وبينما كان البعض يشكو ما مر به هذا العام والبعض الأخر يهتف حقاً كان من السنوات العجاف الحمد لله نحن علي أعتاب نهاية العام.. ربنا لا يرجعها أيام.. هنا اقتحمنا رجل عجوز كان يجلس بجوارنا ليتسلل بين الحديث بابتسامة ليقول :" أعتذر علي التطفل لكن تلك السنوات العجاف بها من الذكريات الجميلة أيضاً التي تمنحني القوة أن أقف بينكم اليوم في انتظار عامي الجديد. الكل يمر بالكثير في كل يوم لكننا نختلف في تذكر الأحداث؛ منا من يحتفظ بلحظات السعادة ليعبر بها وسط التفاصيل المزعجة ومنا يهوي تذكر لحظات الضيق فقط ومعايشة دور ضحية الأيام .. أحبائي عيشوا الأيام قبل أن يسرق الحزن الذكريات." هنا أختفي العجوز وكأنه سراب والكل في صمت تام نستحضر تفاصيل كانت غائبه لتمنحنا الأمل والقوة للعام الجديد. عزيزي عام 2017 أشكرك كثيراً علي كل تفاصيلك التي منحتني لحظات وذكريات وتجارب أضافت لي الكثير بدونها ما كُنت أنا اليوم التي تستقبل عامها الجديد بكل أمل .. ربنا يرجعها أيام سعيدة علي الجميع وكل عام والكل بخير. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل;