مثلي مثل غيري كنت أبحث دائما عن السعادة ومصدرها والمفهوم الحقيقي لها؛ لكني في يوم من ذات الأيام تذوقت دون أن أدري الطعم الحقيقي للسعادة والفضل كله لها...تري من تكون هي وما هو طعم السعادة الحقيقي؟! كان يوم شديد الحراة مليء بالعمل والضغط النفسي والعقلي، كان التقاط الانفاس اشبه بإزاحة جبل من فوق الصدر لا ادري لماذا.. كل ما اتذكره ان بعد انتهاء هذا اليوم الطويل لم اجد اي ابتسامة سعادة علي وجه الكثير من اصدقاء العمل، في بداية الامر كنت أعتقد أن السبب يوم العمل الشاق لكن مع الحديث مع كل منهم علي حدي وجدت ان الكل فاقد لإحساس السعادة ويبحث عنه. قادتني قدماي بعد ذلك بعد تردد طويل للنزول للشارع، كانت الخطوة اشبه بدهر من شدة الحرارة فقد كانت حبات العرق تنهمر بلا توقف كحبات المطر والشمس مع كل خطوة تصافح الجسد بقوة تجعله يرتعش من شدة الحرارة. وبينما كنت ابحث عن سيارة لأحتمي داخلها من كل هذا شعرت بنسمه رقيقة تلمس وجهي عندما كانت تمر أحدي السيدات من امامي.. عندما نظرت لتلك المرأة النسمة وانا ماضية في طريقي شعرت بشيء يجذبني للوراء نحو طريقها هي.. من تكون هي؟ سيدة عجوز تمتلك وجه أبيض كالبدر باسم لكل من حولها، الكل يلقي التحية عليها مما اثار فضولي هل هي شخصية معروفه؟ نسيت كل شيء ولم اعد اسمع احد سوي رنة خطواتها الرشيقة وكأنها تناديني لاكتشف سر هذه المرأة .. صاحبة السعادة. ركبت السيدة أحدي وسائل النقل العام فركبت ورائها وهي تنظر الي وتضحك.. وانا اتسأل هل أدركت انني اخطو خطواتها هي؟ عندما جلست اشار لها السائق ورحب بها بكل حفاوة وقال " السعد كله ركب معانا النهاردة.. أهلا يا أمي" نظرت اليه السيدة بابتسامة رقيقة واخرجت من الحقيبة البلاستيك التي معها خبز وزجاجة مياه وأعطتها للسائق، ابتسم السائق وهو يقول " عمرك ما بتنسي ياما.. وسكت ثم قال عارف هتسأليني أخبار صاحب السعادة ايه.. الحمد لله السعادة بقت عندي عادة والفضل ليكي" هنا ضحكت السيدة العجوز وهي تنظر لي وكأنها كانت توجه لي أنا الكلام. أخذت السيدة تحدث الفتاة التي بجانبها حتي ارتسمت البسمة علي شفتيها بكل بساطه.. وأنا مع كل بسمة جديدة اتسأل أكثر من تكون صاحبة السعادة هذه؟ فجأة وجدتها وقفت عندما قال لها السائق محطتك يا صاحبة السعادة وانا راجع هستناكي يا أمي.. نظرت لأجد نفسي بجوار منزلي يالا العجب هل كنت اتبعها ام هي التي تتبعني؟ نزلت انا ورائها وهي تنظر الي وتبتسم، وهنا قالت " تعالي معي لتجدي الإجابة يا صغيرتي" نظرت اليها بكل دهشة " وقبل أن أسال هل تعرفيني يا صاحبة السعادة؟ قالت نعم أنا اراكي كل يوم من داخل دار المسنين التي أمام منزلك"... هنا تذكرت هذا الوجه الجميل الذي كان يطل علينا من داخل الدار وكان عندما يظهر نسمع الضحك والغناء. دخلت معها الدار وسط ترحاب كبير الكل يهتف "ام السعد جت..في نفس الوقت يا صاحبة السعادة" قضيت مع هذه السيدة يوم داخل الدار من افضل اسعد أيام حياتي ضحكت الشفاف وخفق القلب من جديد نحو السعادة.. بدون ان تجيب صاحبة السعادة جعلتني اعرف ان السعادة عادة، معايشة للواقع والتعايش مع الناس.. السعادة راحة ورضا.. الكل يبحث عن السعادة ولا يدرك أن لكل منا سعادته الخاصة الكل يفتقد طعم السعادة لأنه لم يعطي لها حقها مثل الحزن والقلق.. لقد تعلمت الكثير من رحلتي مع صاحبة السعادة واهم شيء أن السعادة أصبحت عادة. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل