تمر بنا الأيام والشهور لنبدأ عام آخر يحمل بين طياته الكثير من الجديد المُنتظر، وما بين عام مضي وعام آت هناك عيون تنظر للماضي وتعيش ذكرياته المؤلمة والجميلة مرة آخري، وعيون تتطلع لمستقبل جديد وهي تنظر للأمام بكل تفاؤل، وبين كل تلك العيون هناك عين تراقب لتتعلم كيف تجد لهذا العام بداية جديدة بطعم الأمل...هذه العين هي أنا. قررت في نهاية العام الماضي أن أجد سر الحياة وأن أبحث عن مفاتيح السعادة في كل مكان؛ وبينما كنت أبحث في كل وقت ومكان كنت أجد في عيون ووجوه الكثير حولي إجابات تنم عن التعب من الماضي والقلق والخوف من الغد مع العلم أن الغد لم يأتي بعد ولكن عندما يغيم غول القلق علي البعض فلا مفر منه. لقد أعتدنا القلق والخوف وطعم المرار في الحلق الذي افقدنا مذاق الفرح، حتي عندما نضحك اليوم كثيرا نخاف كثيرا...لذا الماضي مثل المستقبل فاقد لطعم الفرح المفقود. وسط البحث قرأت للشيخ الطنطاوي مقال يقول فيه: نفسك عالم عجيب! يتبدل كل لحظة ويتغير ولا يستقر على حال، تحب المرء فتراه ملكا، ثم تكرهه فتُبصره شيطانا وما كان ملكاً ولا كان شيطانا، وما تبدّل! ولكن تبدلت حالة نفسك؛ تكون في مسرة فَترى الدنيا ضاحكة ثم تراها وأنت في كدر باكية، قد فرغت في سواد الحداد؛ ما ضحكت الدنيا قطّ ولا بكت ولكن كنت أنت : الضاحك الباكي. اذا انت كما تفكر... هذا هو مفتاح حل اللغز المحير؛ اذا فكرت بإيجابية ستجد حل لكل شيء اذا ضحكت الدنيا بأكملها ضحكت معك وان بكيت صارت الدنيا سواد لأنك أنت الضاحك الباكي.. أنت المفتاح للفرح المفقود. حالفني الحظ لأتذوق طعم الفرح بالعام الجديد في إسبانيا وشاهدت كيف يجتمع الكل للبحث عن السعادة والفرح؛ الفقير والغني والكبير والصغير الكل مجتمع في كل مكان و تحولت الشوارع لساحات كبري للاحتفال، الضحك والأضواء في كل مكان وكأن الكل أجتمع علي أن يرمي كل هموم الماضي في انتظار العام الجديد. نظرت قليلا لكل من حولي وأنا أتسأل: هل الكل هنا بلا مشاكل أو هموم؟! جاوبني صوت عربي بلهجة مصرية كان بجانبي: الحياة دي شُغلانة الناس هنا عرفتها وفهمتها واشتغلتها صح؛ لا تهريج في وقت الشغل ولا حزن وقت الفرح لكل مقام مقال. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل