كان يا مكان كان في سعد وسعيد ومسعد وغيرهم كمان، كل دول كانوا اسماء الخرفان أبطال الحكاية، حكايتي وحكايتك اللي بدأت زمان بسؤال ممزوج بفرحة وشقاوة طفولة؛ هي ايه الحكاية؟! وتمر السنين ومع كل عيد يتحفر في القلب والعقل ذكري جديدة لتكتمل الحكاية....حكايتي مع الخروف. "بكرة العيد ونعيد وندبحك يا شيخ سيد ونحطه في السلخانة وندب عليه بالخرزانة" لا يعرف الكثير من أطفال هذا الجيل أغنية الشيخ سيد، أشهر أغنية كنا نتغنى بها عند كل عيد أضحي ونحن نلعب ونضحك مع الخروف، فمنذ أن يخطو هذا البطل أولي خطواته داخل المنزل وكل الوقت له؛ في الصباح نتصارع علي من يضع له الطعام من فول وخبز جاف ومن يقف خلفه ليصرخ عندما يتحرك، والمضحك انه مع كل صرخة "مااااااء ماااااااء" للخروف كنا نضع له طبق جديد من الماء ربما يريد ماء نظيف، غالبا كان يسقط الطبق من بين الأصابع الصغيرة لنضحك جميعا ونحن نزيل اثار الماء قبل ان يرانا احد. كنت انتظر العيد كل عام لألعب مع الخروف أنا وأطفال العيلة طول اليوم ولكن عند المساء هذا وقتي انا والخروف فقط، كنت انتظر ان يغفل الجميع عنه لأذهب اليه بوجبة خفيفة من البرسيم الأخضر، وكأنها باقة اعتذار مني له، وعندما يبدأ هو في تناول باقة الاعتذار ابدأ أنا في حواري معه" أنا عارفه انك زعلان مني واللهي انت صحبي وانا بحبك وعيذاك تفضل معايا بس مش عارفه ليه الكل عايز يموتك ..اكيد انت زعلان صح.. ما تزعلش مني يا صحبي " ومع اخر كلمة اعتذار انطلقت دموعي علي صرخات ماااااء مااااء لأجد يد أبي الحانية علي كتفي تمسك بي لتحتضني بقوة، وبابتسامه لن انساها قال" تعرفي ان للخروف الجميل قصة كبيرة هو بطلها" وهنا اخذ ابي في سرد قصة الأضحية التي تعود عندما أمر الله تعالى أبا الأنبياء إبراهيم أن يذبح ابنه إسماعيل، فاستجاب لأمر الله ولم يتردد، فأنزل الله فداء له من السماء، وبقيت هذه السنة العظيمة ليوم الدين لتذكِّرنا بأهميَّة الامتثال لأوامر الله تعالى، وكذلك لتكون مجالاً للتَّواصل والتكافل الاجتماعيّ الذي يتحقق من خلال لمة العيد وتوزيع لحوم الأضاحي على الفقراء. ومنذ هذه اللحظة ونظرتي لخروف العيد اختلفت تماما حتي اسمه اصبح سعيد او مسعد او سعد لأنه مصدر سعادتي وسعادة من حولي، فسعد مسعد لأنه سعيد. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل