الأمومة مهمة صعبة ومرهقة جدا، تبذل خلالها الأم مجهودا مضاعفا عما كانت تبذله أمهاتنا بالأمس، بدءا من تحضير أصناف الطعام المتنوعة التى ترضى جميع أفراد الأسرة إلى درجة قد تصل الى إعداد لكل فرد من أفراد الأسرة طعامه المفضل، بجانب متابعة أبنائها فى المواد الدراسية والاستذكار معهم، بالإضافة إلى الحفاظ على مواعيد التمارين الرياضية لهم.. فهى دائما فى احتياج إلى الطاقة أضعاف ما يحتاجه الإنسان الطبيعي، والى جانب ذلك فهى تهمل اهتماماتها بنفسها واحتياجاتها الشخصية، حيث لا تجد لنفسها بعض الوقت فى ظل هذه المعاناة اليومية.. فهى باختصار شديد »سوبر ماما».. وهنا نتساءل هل كل ما تبذله أمهات اليوم من مجهود كانت أمهات الأمس لا يفعلنه، حيث كان كل مجهودهن داخل المنزل فقط؟.. وهل تبالغ أمهات اليوم فى رعايتها لأبنائها؟ غادة السمان المرشدة الأسرية والتربوية والمعالجة النفسية ترى أن أمهات اليوم يتحملن معاناة صنعنها بأيديهن، وتقول لكل أم ان كل ما تفعلينه عزيزتى لا يدخل تحت مسمى التربية لكنه يسمى لدى علماء النفس الرعاية، فالتربية هى كل ما يخص العقل والروح والشخصية، أما الرعاية فهى الاحتياجات سواء كانت طعاما أو شرابا، تعليما أو رياضة.. وفى ظل هذه المعاناة اليومية، لم تجد الأمهات الوقت الكافى لدعم أطفالهن بالشكل المطلوب او الصحيح، وبالتالى نجد الأمهات ينسين أنفسهن ويقعن فى دوامة الرعاية وإهمالهن لأنفسهن وتطويرها والاهتمام بها، فتصبح أكثر عصبية مما ينعكس على تربية الأبناء. وتضيف أنه عندما تقوم الأم بكل الأدوار فهى تفقد أهم دور لها وهو تشكيل شخصية الأبناء، ومع النظر لأمهاتنا وجداتنا فكان دورهن داخل المنزل فقط حيث يربين الأبناء بالحكم والمواعظ والأخلاق والتوجيه، وكن يخرجن جيلا من العظماء. ولذلك انصحك عزيزتى «سوبر ماما» بأن تدربى أبناءك على تحمل كثير من مسئولياتهم، بدءا من المذاكرة بالتدريج مع تعليمهم طرق المذاكرة المناسبة لهم سواء بالألوان او الكتابة للشخصيات الحسية والبصرية او بالتنغيم للشخصيات السمعية، اعتنى ببناء شخصياتهم وذلك يكون بتعليمهم تحمل نتيجة أخطائهم واختياراتهم، مثل تأخير الواجب المدرسى او الاستيقاظ متأخرين لموعد ما، فلا تتحملى عنهم عبء المسئولية والاعتذار، مع الحرص أيضا على تعليمهم بعض المهارات الحياتية، مثل الطهو البسيط أو عمل وجبات خفيفة أو مهارات الخياطة الأولية وغسل وكى الملابس. كل هذه أمور تضيف لشخصياتهم وتقويها وتخفف من أعبائك اليومية، وستعطيك فرصة للاعتناء بنفسك وممارسة هوايتك، والأهم هو الاستمتاع بأبنائك فهم نعمة عظيمة.