العمل الإرهابي الذي وقع في رفح وراح ضحيته16 جنديا وضابطا بالإضافة إلي7 مصابين يفتح ملف الحدود كلها ومدي تعرضها لمثل هذا العمل الدنيء خاصة أن مصر مستهدفة من قلة داخلية وعناصر ودول خارجية. الاجابة عن هذا الاستفسار يطرحها خبراء استراتيجيون منهم من تولي المسئولية في المحافظات الحدودية. اللواء كمال عامر الخبير الاستراتيجي ومحافظ مطروح السابق قال إن العمل الإرهابي يمكن أن يحدث في أي مكان فهو عمل خسيس يعتمد علي مجموعة من الناس غير معروف هويتهم يظهرون في صورة مختفية للقيام بعمل خسيس. وقال لابد أن نتوقع أن تحدث مثل تلك الأعمال في أي اتجاه خاصة الأماكن القريبة من الحدود لأن العدو ومن لا يريدون الاستقرار لمصر القوية يخطط لتحقيق المفاجأة والخسائر الهادف إليها وأضاف أن محافظة مطروح أو أي اتجاه مطلوب الدفاع عنها بكل السبل ضد كل من تسول له نفسه المساس بها أو استخدامها لتحقيق اغراضه وزعزعة استقرار الوطن وذلك بمشاركة أهل المنطقة والعدو الغادر دائما ما يتخفي في زي أهل المنطقة حتي لا يعرفه أحد ولكنهم هم القادرون علي كشفه. وأوضح أننا نحتاج إلي نوع من أنواع الوعي الشعبي لكل فئات الشعب من النواحي الأمنية لنتكاتف ضد كل من يتربص بنا. وأشار إلي أن الحادث الذي وقع في رفح يوضح أن هناك قوة تتربص بمصر ولا ترغب في أن تعود قوية يستخدم فئة مأجورة لخدمة أهدافها المعادية التي تهدف من ورائها إلي زعزعة استقرار الوطن. وأكد أن خطورة تلك الحوادث أن الذي يقوم بها عدو غير معروف مشيرا إلي أنه ليس هناك دولة في العالم تستطيع الحفاظ علي مساحة100 كيلو مؤمنة بأفراد لحمايتها. وقال نحن بعدنا عن مصريتنا وعن تكاتفنا وروح الفريق التي كانت تسود الشعب المصري أيام التهديدات والخطورة التي يتعرض لها الوطن منذ كان الشعب المصري عند أي أزمات علي قلب رجل واحد ومستعدون لحماية البلد مشيرا إلي أنه في الفترة الماضية ظهرت أشياء متعددة دخيلة علي الشعب المصري. وأوضح أن مهمة القوات المسلحة الرئيسية حماية الحدود فيجب أن يتحمل الأمن الداخلي مسئوليته لتخفيف العبء عنها وتتحمل مسئوليتها الأساسية بالإضافة إلي وجوب نشر الوعي بين ابناء سيناء والأماكن الحدودية لأن القائمين بتلك الأعمال يتسللون من خلالهم للقيام بتلك الأعمال الخسيسة فاليقظة مطلوبة من كل أبناء مصر ولابد أن يشارك الجميع في الأمن, الأجهزة علي الحدود لاحكام السيطرة عليها بالإضافة إلي إجراءات متعددة من الأجهزة الأمنية ويجب مواجهة أي خروج بحزم. وأضاف أن التنمية شيء أساسي للقضاء علي تلك الأفعال, فالأمن القومي عبارة عن تنمية وغرس الانتماء مؤكدا أن التنمية هي توأم الأمن القومي. وأشار اللواء كمال عامر أن مطروح تملك كل مقومات التنمية ورغم أنها منطقة صحراوية إلا أنها تحمل لمصر النماء فيوجد بها المعادن والبترول والغاز وهي تشغل مساحة522 ألف كيلو أي نحو22% من مساحة مصر وتحدها سواحل البحر المتوسط بما يقرب من054 كيلو وهي سمات تنموية مختلفة. اللواء علي حفظي محافظ شمال سيناء الأسبق وقائد حرس الحدود سابقا أكد أن ما حدث علي الحدود المصرية يمثل حادثا إرهابيا خطيرا وتصعيدا جديد في اتجاه سيناء والحدود الشرقية لمصر, كما أن هذا الحدث له أبعاد كثيرة ومؤثرة في إطار الجانب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأمني لأنه ليس مجرد حادث في موقع, بل هو حادث مرتبط بمصالح أطراف دولية وإقليمية, وهذا يؤدي إلي حالة عدم الاستقرار في مصر, وهذه الأطراف تبذل قصاري جهدها لاستمرار حالة عدم الاستقرار من خلال منظومة تصدير الأزمات أو مايسمي بمنظومة الإدارة بالأزمات, مما لا شك فيه أنه سيؤثر علي التنمية في سيناء, وفي العلاقة الطيبة بين أهالي سيناء والقوات المسلحة, وقد يؤدي بشكل ما أو بأخر في عدم التعاطف مع الجانب الفلسطيني ويؤدي أيضا إلي الإساءة إلي الإسلام والمسلمين. وأشار إلي أن الأطراف الخارجية والإقليمية مثل أمريكا وإسرائيل لا تعمل الا من خلال رؤية ومخطط مستقبلي, لأن لهما أهدافا ومصالح, يسعيان لتحقيقها في المنطقة ككل, كما أنهما يعلنون عنها. وأشاروا من قبل إلي رغبتهما في عدم وجود كيانات قوية ومؤثرة في المنطقة, كما لا يريدون لمصر الخير وأن تكون قوية وفعالة في المنطقة, وقد تتكرر أحداث أخري في اتجاهات أخري بأساليب وأشكال مختلفة. وقال: من المؤكد أن هذا الحدث سيؤثر علي هيبة الدولة ومكانتها وسمعتها وفي نفس الوقت يساهم أيضا في استمرارية ما يسمي الحرب النفسية من الأطراف المعادية لعدم الثقة في أنفسنا وقدارتنا, لأن ذلك له أبعاد كثيرة من حيث البعد السياسي والعسكري والاجتماعي والاقتصادي علي سبيل المثال التأثير علي هيبة الدولة وإظهار عدم قدرتها علي السيطرة علي الأمور التي تحدث في مصر حتي من جانب القوات المسلحة وتسهم اجتماعيا في زيادة الانقسامات داخل المجتمع المصري, وتؤثر في البعد الاقتصادي علي موضوع التنمية في سيناء, لأننا نعلم جيدا أن الجانب الإسرائيلي يسعي بكل جهوده في عدم نجاح مصر في تحقيق المشروع القومي لتنمية سيناء, لأنهم لا يريدوننا أن نعمل علي تنمية سيناء بالطريقة التي نريدها, بل يريدون أن الأمور في سيناء تسير طبقا لهواهم ومصالحهم الشخصية. ومن المعروف أيضا أن لهم نظرة في حل المشكلة الفلسطينية من خلال رؤيتهم أن جزءا من الفلسطينيين يتم توطينهم في سيناء, وبالذات قطاع غزة لأن به نسبة الكثافة عالية جدا. وعن تقييمه للحدث وكيف يتم التعامل معه قال أن يكون هناك نوع من رد الفعل الحاسم والحازم بعد ما نتأكد من تفاصيل حدوث هذه العملية بأبعادها كلها, ومن الذي خطط لها؟ ومن الذي قام بها؟ وخاصة أن الأطراف التي تخطط غالبا لا تنفذ لأنهم يختارون عناصرأخري للتنفيذ لكي تحقق أهدافهم بطريقة غير مباشرة. ولكن عندما نسأل أنفسنا من الذي يستفيد من ذلك أنا شخصيا أقول إن أصابع الاتهام تشير إلي كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل التي تهدف في النهاية إلي تحقيق حالة عدم الاستقرار في مصر. وقد تستغل بعض الأطراف من الجانب الفلسطيني أو من داخل مصر ولكن هذه نعتبرها أدوات للتنفيذ وليست هي التي تخطط لتحقيق مثل هذه العملية. لكي نفهم واقع الأمور بصفتي قائدا سابقا لقوات حرس الحدود في مصر ولدي من الخبرة والرؤي الكثير في هذا المجال, فمن خلال خبراتي السابقة والخبرات التي شاهدتها في دول أخري, لا يوجد قدرة لأي دولة كي تؤمن حدودها100% حتي الولاياتالمتحدةالامريكية بكل قدارتها وامكاناتها حتي هذه اللحظة لا تستطيع أن تؤمن حدودها100% مع المكسيك علي سبيل المثال مع فارق القدرات والإمكانات ما بين الطرفين, ويبقي دائما وأبدا التأثيرات السلبية في المشاكل الحدودية من حيث التسلل والتهريب وبعض العمليات التخريبة, ولكن من يريد أن يقوم بعملية تخريب لا أحد يستطيع أن يمنعه إلإ إذا كانت هناك معلومات مسبقة. وحول المحاور التي تعمل من خلالها تلك الأطراف المعادية علي إحداث فوضي في البلاد قال علي حفظي إن هناك ثلاثة خطوط حمراء تؤدي إلي الفوضي أولها كل ما هو متعلق بالفتنة الطائفية داخل المجتمع المصري, أما الثانية فتتعلق بإيجاد نوع من المواجهة ما بين أطياف الشعب والجيش لإيجاد صراع بينهما, وأخيرا الوصول بمصر نتيجة الضغوط إلي حالة من الانهيار الاقتصادي. وهذه الخطوط الحمراء يتم العمل علي تحقيقها من خلال الانتقال من خط لآخر أو العمل علي الخطوط الثلاثة بالتوازي, لأن الأطراف الخارجية المعادية تعمل بمبدأ( فرق تسد). وعن كيفية تجنب تلك الفرقة التي يريدون أن نقع فيها اشار الي انه يجب علينا أن نعود إلي الشعارالذي أطلق في بداية الثورة( وحدتنا سر قوتنا) لأنه لا يمكن لأي دولة أن يكون لها تأثير ما لم تكن قوية داخليا ومتماسكة.