وزير الأوقاف: مواقف الرئيس السيسي الثابتة تجاه سيناء موضع تقدير كل مصري    "آمنة" يتابع مع وفد البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    ارتفاع عجز الميزان التجاري الأمريكي 12 % في مارس الماضي    وزارة التخطيط تشارك في الدورة العاشرة للمنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة    الأسواق الأوروبية تغلق على انخفاض .. وارتفاع أسهم التعدين 1.9%    أمريكا وفرنسا تطالبان بفتح تحقيق بشأن المقابر الجماعية في غزة    روسيا تدرس خيار خفض العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن    قبل مواجهة دريمز، قنصل مصر بغانا يؤكد تذليل كافة العقبات أمام بعثة الزمالك    تشكيل الزمالك المتوقع أمام دريمز الغاني بعد عودة زيزو وفتوح    مدرب يد الزمالك يوجه رسائل تحفيزية للاعبين قبل مواجهة أمل سكيكدة الجزائري    النيابة تعاين موقع العثور على جثة في ظروف غامضة بأكتوبر    «القطر مش هيتأخر».. مواعيد القطارات المتحركة بالتوقيت الشتوي بعد تطبيق الصيفي    الحكاية خلصت برجوع الحق، طرح بوستر جديد لفيلم السرب    10 ليالي ل«المواجهة والتجوال».. تعرف على موعد ومكان العرض    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    خالد الجندي: مصر لن تفرّط في حبة رمل من سيناء    في اليوم العالمي للملاريا.. أعراض تؤكد إصابتك بالمرض (تحرك فورًا)    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    تواصل عمليات توريد القمح للصوامع بالمحافظات    دعاء يوم الجمعة.. ساعة استجابة تنال فيها رضا الله    "إكسترا نيوز": معبر رفح استقبل 20 مصابًا فلسطينيًا و42 مرافقًا اليوم    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    بعد إعلان استمراره.. ثنائي جديد ينضم لجهاز تشافي في برشلونة    وزير الرياضة يشهد انطلاق مهرجان أنسومينا للألعاب الإلكترونية    رابطة الحكام الإيطالية تختار طاقم تحكيم نسائي للمرة الأولى في الدوري الإيطالي    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    تفاصيل اجتماع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية برئاسة وزير التعليم العالي    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    الرئيس السيسي: نرفض تهجير الفلسطينيين حفاظا على القضية وحماية لأمن مصر    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    محافظ قنا: 88 مليون جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر خلال العام الحالي    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    إصابة ربة منزل سقطت بين الرصيف والقطار بسوهاج    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    أول تعليق من ناهد السباعي بعد تكريم والدتها في مهرجان قرطاج السينمائي    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    اختيارات النقاد.. بعد سيطرة الكوميديا ما هى الأفلام الأنسب لموسم العيد؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيديو.بسيونى: إسرائيل لا تريد حكم الإسلاميين
نشر في الوفد يوم 28 - 08 - 2011


محمد بسيونى سفير مصر السابق فى إسرائيل
أجرى الحوار- طلعت المغربى:
الأحد , 28 أغسطس 2011 01:27
إذا كانت الرصاصات التى اغتالت الأرشيدوق" فرانسوا فرديناند" ولى عهد النمسا فى العام 1914 على يد شاب صربى أشعلت الحرب العالمية الاولى وغيرت مصائر امم ودول وراح ضحيتها الملايين كانوا وقودا للحرب
واستمرت أربع سنوات تغيرت بعدها صورة العالم وحدود دوله الجغرافية ضيقا واتساعا .. وألهم الحدث الرهيب كتابا ومفكرين وفنانين لرصد وتوثيق ماجرى ، فان رصاصات الغدر الاسرائيلية التى استشهد بسببها ضابط واربعة جنود مصريين فى سيناء بعد عملية ايلات الاخيرة ايقظت الضمير الوطنى المصرى ..وحركت الوعى الجمعى لمصر الثورة، ورفعت الغطاء عن المسكوت عنه ، فتحركت المسيرات والتظاهرات بالالاف أمام السفارة الاسرائيلية وبجوار منزل الاسرائيلى فى المعادى .. بعضها يطالب بالقصاص للشهداء واعتذار اسرائيل ، والبعض الاخر يدعو لالغاء اتفاقية السلام والاستعداد للحرب ،كما طالب مثقفون وسياسيون بتعديل بنود المعاهدة المقيدة للتواجد العسكرى على الاراضى المصرية فى سيناء .
ولاول مرة منذ منذ توقيع معاهدة السلام، تم إنزال علم اسرائيل ورفع علم مصر، وتمت الدعوة لتنظيم مسيرة مليونية يوم الجمعة الماضى، مما يبشر بفجر جديد للعلاقات المصرية – الاسرائيلية، يختلف جملة وتفصيلا عن نظام مبارك الذى اعتبرته اسرائيل كنزا استراتيجيا لها
محمد بسيونى سفير مصر السابق فى إسرائيل يتحدث ل " بوابة الوفد " عن تفاصيل عملية ايلات و امن وتنمية سيناء واهمية معاهدة السلام واعتذار اسرائيل وسحب السفير ، كما نناقش معه الكثير من القضايا المتعلقة بالعلاقات المصرية – الاسرائيلية مثل زواج المصريين من اسرائيليات والمصريين فى السجون الاسرائيلية وقيام الدولة الفلسطينية وخيار الحرب بين القاهرة وتل ابيب وحرب الجواسيس وغيرها من القضايا .. والى الحوار :
شاهد الفيديو
كيف تقرأ حادث ايلات كسفير سابق لمصر فى اسرائيل ؟ مالتفسيرات المختلفة له ؟ ومامغزى توقيت الحادث ودلالته؟
حسب الرواية الإسرائيلية ، فإن هذه المجموعة خرجت من قطاع غزة من خلال الأنفاق وتوغلت داخل الاراضى المصرية فى سيناء ، ودخلت شمال ايلات بين نقطتى الحدود رقم 79-80 وهى مسافة على بعد 17 كلم من ايلات ، ثم دخلت هذه القوة من منطقة الجبل الاصفر وهى منطقة وعرة لاتسمح بمرور السيارات ، لذا اضطرت هذه القوة الى السير على الاقدام وقمت بتنفيذ ثلاثة كمائن على الطريق شمال ايلات ، مما ادى الى مقتل 8 جنود وجرح 25 جنديا اسرائيليا ، فقامت القوات الاسرائيلية بمطاردتها ، وكانت النتيجة اختراق الحدود المصرية واستشهاد ضابط واربعة جنود مصريين خلال المطاردة .
مرة اخرى اؤكد ان هذه هى الرواية الاسرائيلية.. لكن نتيجة التحقيق ستكشف ماحدث بالضبط ، وفى كل الاحوال فانا لااقبل اطلاقا المساس بالسيادة المصرية على اراضينا سواء من المجموعة المهاجمة او من القوات الاسرائيلية التى اخترقت حدودنا تحت اى سبب من الاسباب ، لذا لابد من تحقيق الامن والتنمية فى سيناء لانهما سيؤديان الى منع كل من تسول له نفسه المساس بالسيادة المصرية على اراضيها .
هل كنت تؤيد سحب السفير المصرى ام استدعاؤه للتشاور أم طرد السفير الإسرائيلى احتجاجا على قيام إسرائيل بانتهاك الحدود المصرية واستشهاد الجنود المصريين على يد القوات الإسرائيلية ؟
سحب السفير او استدعاؤه ، درجتان من درجات التعبير عن الاستياء المصرى تجاه تصرفات إسرائيل ،ولكن فى ذات الوقت علينا أن ندرك أن السفير هو العين التى أرى بها والأذن التى أسمع بواسطتها ،وهو يقيم فى السفارة التى يمثل بها مصرنا الحبيبة ، وطالما ان اسرائيل عبرت عن استيائها الشديد لما حدث ، سواء بواسطة رئيس الدولة شيمون بيريز او وزير الدفاع باراك وتمت الموافقة على تشكيل لجنة مشتركة للوقوف على ملابسات الحادث وتم التاكيد على اهمية معاهدة السلام بين البلدين ، فيجب الانتظار لما تسفر عنه نتيجة التحقيق لكى تتخذ مصر الموقف المناسب .
* هل هددت امريكا وإسرائيل مصر فعلا من مغبة سحب السفير المصرى ، واعتبار ذلك إلغاء لاتفاقية السلام من طرف واحد ، مما يفسر التراجع المصرى عن سحب السفير من تل ابيب ؟
استدعاء السفير او سحبه للتشاور لايعنى الغاء لاتفاقية السلام ، وانا لاأفضل لغة التهديد فى التعامل مع المواقف ، وأؤكد أننا سنحدد موقفنا المناسب وردنا على ماحدث بعد انتهاء التحقيقات المشتركة .
* ماتقييمك للعملية الأمنية "نسر" بالتعاون بين الجيش والشرطة لمكافحة حركات التمرد فى سيناء او ما اصطلح على تسميته بالإمارة الإسلامية فى سيناء سواء كان الراعى الرسمى لتلك الإمارة المزعومة جيش التحرير الإسلامى أو جيش محمد بدعم من حماس أو حزب الله أو إيران ؟
الأمن فى سيناء مرتبط ارتباطا وثيقا بالتنمية ، والتنمية ايضا ترتبط بالامن ،ولابد ان يكون هناك تكامل بينهما ، وللاسف كان هناك مشروع لتحقيق التنمية فى سيناء ينتهى فى العام 2017 ، ولكنه لم يتحقق لاسباب عديدة ، وكل ماتحقق مشروعات محدودة مثل ترعة السلام ، ومن هنا فاننى اطالب باعادة تقييم المشروع القومى لتنمية سيناء لمعرفة ماذا تحقق وماذا لم يتحقق ؟ كذلك يجب الاهتمام بجدية لمشروع قانون التنمية المتكاملة فى شمال وجنوب سيناء وسيتم تشكيل مجلس قومى لتنمية سيناء برئاسة وزير او نائب رئيس مجلس الوزراء ، وتنمية سيناء تتطلب العمل على كل المحاور الصناعية والزراعية والسياحية ، وسيتم ايضا اجراء تعديلات على الترتيبات الامنية فى سيناء لضمان فرض الامن الكامل فى كل ربوع سيناء وخصوصا فى المنطقة رفح – الشيخ زويد – العريش ، اضافة الى اجراء تعديلات امنية فى المنطقتين " ب " و " ج " لضمان قدرة اجهزة الامن والقوات المسلحة لفرض السيطرة الامنية فى كل ربوع سيناء .
* يصر المتظاهرون والمعتصمون أمام مقر السفارة الاسرائيلية بالقاهرة على جملة مطالب أهمها اعتذار إسرائيل ، ولكنها لم تفعل واكتفت بالأسف على ماحدث كما جاء على لسان ايهود باراك وزير الدفاع .. لماذا ترفض إسرائيل الاعتذار ؟ هل هى تريد تكرار ماحدث مع تركيا برفض الاعتذار عن شهداء قافلة سفينة الحرية؟
مصر غير تركيا .. إسرائيل لم تعتذر لتركيا ولكنها قدمت لمصر أسفها الشديد على ضحايا الحادث ووافقت على تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق فى ملابسات الحادث ، وهى لم تفعل ذلك مع تركيا رغم العلاقات القوية بينهما ، وهذا يؤكد أهمية معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية وأهمية مصر كدولة مؤثرة فى المنطقة .
* سمحت إسرائيل للجيش المصرى مؤخرا بزيادة عدد قواته فى سيناء الى 1000 مقاتل لمواجهة الانفلات الأمنى بعد الثورة .. ألا يحق لمصر الآن المطالبة بتعديل اتفاقية السلام بما يسمح بتواجد الجيش المكثف للتحرك فى أى وقت لاستعادة الأمن فى سيناء وهو ماتسمح به اتفاقية السلام ذاتها التى تتيح تعديل بنود الاتفاقية لأى طرف بموافقة الطرف الآخر ؟
- تنص المادة الرابعة الفقرة الرابعة لمعاهدة السلام – تتضمن تسع مواد – على أنه " يجوز لاى طرف من الطرفين ان يطلب تعديل الترتيبات الامنية شرط موافقة الطرف الاخر فى اى وقت " ، وهو ماتم بالفعل فى العام 2008 عندما ادخلنا فى المنطقة " ج " فوج حرس حدود مكون من 750 فردا بعد اجتياز بعض الفلسطينيين الحدود المصرية ، كما حدث نشر للقوات المصرية فى المنطقة رفح – الشيخ زويد – العريش بعد العمليات الإرهابية فى هذه المنطقة ، وبالتالى من حق مصر بعد عملية إيلات الاخيرة واختراق الحدود المصرية ان تطالب بزيادة قواتها فى المنطقتين " ب" و" ج " لتحقيق السيطرة المصرية الكاملة على سيناء .
* يطالب قطاع لابأس به من المجتمع المصرى بإلغاء معاهدة السلام المصرية – الاسرائيلية لعدم احترام اسرائيل لها او اعتبارها فى حكم الملغية .. مارأيك ؟
لقد حسم المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية والحكومة المصرية ووزارة الخارجية المصرية هذا الموضوع ، وأعلنوا ان مصر دولة ديمقراطية تلتزم بتعهداتها واتفاقاتها الدولية ، وهو مايعنى التزام مصر بمعاهدة السلام ، اما طلب اجراء تعديلات فى الترتيبات الامنية فهذا حقنا كما ذكرت من قبل .
* أعلنت أمريكا مؤخرا قطع المساعدات الاقتصادية السنوية لمصر وتبلغ مليارى دولار فى حالة إلغاء مصر معاهدة السلام .. هل هى لغة التهديد والوعيد للإذعان لإسرائيل ؟
نحن نرفض ربط المساعدات بأى شروط ، كما اننا لاننوى الغاء معاهدة السلام ليس بسبب التهديد والوعيد ، ولكن لان معاهدة السلام حققت لنا مكاسب كثيرة ونحن سنلتزم بالمعاهدة طالما ان اسرائيل ملتزمة بها ولم تخرقها .
* بصفتك سفيرا سابقا لمصر فى إسرائيل .. هل تتوقع استمرار معاهدة السلام أم تعديلها أم إلغاؤها مستقبلا ؟
الامر هنا ليس توقعا ، المهم هنا فى اعتقادى هو اين مصلحة مصر الوطنية والقومية ؟ لذا فإننى ادعو الشعب المصرى للالتفاف حول المجلس الأعلى للقوات المسلحة لأنه الاقدر على تقدير الموقف السياسى والعسكرى الصحيح بما يحقق الامن القومى المصرى .
باعتقادك .. هل يبقى خيار الحرب مطروحا بين مصر وإسرائيل ؟ ام أن اكتوبر هى آخر الحروب كما قال السادات؟
عندما قال السادات: ان اكتوبر هى اخر الحروب فإنه استكمل تلك العبارة بعبارة اخرى مهمة وهى "تحت مظلة السلام الشامل" ولذلك يحدث اللغط من أن اكتوبر هى اخر الحروب ، تماما كما يردد البعض الآية القرانية " لاتقربوا الصلاة " ويتجاهل بقية الاية " وانتم سكارى" ، لذلك على اسرائيل اذا ارادت ان تجعل اكتوبر اخر الحروب ان تستجيب لنداءات السلام المطروحة لتحقيق السلام الشامل فى المنطقة ، وهنا نشير الى مبادرة السلام العربية فى 28 مارس 2002 كما جاءت فى قمة بيروت العربية ، عندما تقدمت الدول العربية بمبادرة السلام ، وربطت السلام بانسحاب اسرائيل من كل الاراضى العربية المحتلة فى العام 1967 ، بما فيها القدس الشريف " القدس الشرقية " والجولان السورية والاراضى العربية المحتلة فى الجنوب اللبنانى " مزارع شبعا وتلال كفر شوبا " وايجاد حل لمشكلة اللاجئين باتفاق الطرفين طبقا للقرار 194 ، وعندما يتحقق كل ذلك ، فان كل الدول العربية على استعداد لاقامة علاقات طيبة مع اسرائيل ، لذا فإن الكرة الآن فى الملعب الاسرائيلى ، فاذا ارادت ان تعيش فى سلام فعليها الاستجابة لنداءات السلام .
* كيف تنظر الى العمل البطولى الذى قام به الشاب المصرى احمد الشحات بانزال العلم الاسرائيلى من اعلى السفارة ورفع العلم المصرى ؟
من ناحية شعورى.. فانا من القلب سعيد بما قام به أحمد الشحات ، ولكن فى ذات الوقت فإن لدى شعور بالمسئولية بأن مصر دولة ديمقراطية تحترم تعهداتها الدولية وتحافظ على أمن وسلامة البعثات الدبلوماسية الموجودة بها جميعا .
* بعد إنزال العلم الإسرائيلى والاحتفاء الشعبى بما حدث قدمت إسرائيل احتجاجا لدى الخارجية المصرية .. هل يحق لها الاحتجاج فعلا بعد انتهاكها الحدود المصرية واستشهاد الجنود المصريين ؟
اى دولة ينزل علمها من على سفارة لها فى الدولة الأخرى من حقها تقديم احتجاج ، ولكن ملابسات الحادث واضحة ، فلم تقم الدولة المصرية بهذا العمل ، ولكن قام به أحد الثوار تعبيرا عما يجول فى خاطره من مرارة نتيجة استشهاد خمسة من الجنود المصريين ، وقد سمعنا ان هناك تلميحات بقيام مجموعات من الشعب الاسرائيلى بانزال العلم المصرى من على سفارتنا فى تل ابيب ورفع العلم الاسرائيلى ، وهذا سيكون خطأ فادحا ، لأن هناك فرقا بين قيام شخص وتخطيط دولة لانزال علم دولة اخرى ، وقد لاحظنا ان مصر حافظت على اعضاء البعثة الاسرائيلية بالقاهرة رغم ماحدث لأنها تلتزم بالقوانين والأعراف الدولية .
* طلبت اسرائيل نقل مقر سفارتها الى مكان آخر أكثر أمنا بعد التظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية وامام منزل السفير الاسرائيلى بالمعادى .. مارأيك؟
كل دولة تختار مقر سفارتها المناسب لها ، هذا حقها الذى لايمكن ان ننازعها فيه ، والأمر يرجع لهم ، وقد سبق ان كان للسفارة الاسرائيلية مقر فى شارع محيي الدين ابو العز ولكنها قامت بنقله الى مقر السفارة الحالى امام كوبرى الجامعة .
هل تخشى اسرائيل من وصول الاسلاميين الى الحكم فى مصر بعد الثورة ، وهو الخوف الذى دفع بعض المحللين الاسرائيليين الى التأكيد ان اخوان مصر اسوأ من ملالى إيران ؟
نعم .. هناك خوف اسرائيلى حقيقى من وصول تيار الاسلام الراديكالى الى الحكم فى مصر ، هناك اعتقاد انه لو وصل الاسلاميون الى الحكم ، فإنهم سيقومون فورا بإلغاء معاهدة السلام بين البلدين ويلغون اتفاقية تصدير الغاز وسيمنعون السفن الاسرائيلية من المرور فى قناة السويس ، لذا قامت اسرائيل بعد الثورة بإعادة انتشار قواتها ودعمها بقوة اكبر فى المنطقة الجنوبية المتاخمة للحدود مع مصر ، ولكن القيادة المصرية أوضحت ان مصر تلتزم باتفاقاتها الدولية ، وفى تقديرى ان نظام الحكم القادم فى مصر سيقوم بتقدير وتقويم الموقف مع اسرائيل تقويما صحيحا ، وطالما ان اسرائيل التزمت بمعاهدة السلام فان مصر ستلتزم بها لحين التوصل الى السلام العادل والشامل فى المنطقة .
* هل هناك مخطط إسرائيلى حقيقى لإقامة وطن قومى للفلسطينيين فى سيناء ومنح مصر جزءا من صحراء النقب مقابل ذلك؟
هناك تفكير اسرائيلى حقيقى فى هذا الموضوع لتفادى الانفجار السكانى فى قطاع غزة ، فبدلا من انفجار القطاع فى الشمال ناحية اسرائيل تسعى اسرائيل لتحويل الانفجار الى الجنوب ناحية مصر ، نظرا لارتفاع الكثافة السكانية فى قطاع غزة ، وهناك 1،5 مليون فلسطينى يعيشون على مساحة 356 كم ، لذا تقايض اسرائيل مصر باقتطاع جزء من سيناء لتوطين الفلسطينيين مقابل حصول مصر على ممر فى صحراء التقب للوصول مباشرة داخل الاراضى الاسرائيلية الى ميناء العقبة الاردنى ، كما تحصل اسرائيل على ماتريد من الضفة الغربية ، الا ان مصر ترفض تماما التخلى عن اى شبر من اراضيها ، ولايوجد مواطن او حاكم مصرى يقبل هذا العرض .
نشرت صحيفة " هآرتس " الاسرائيلية ان هناك تعاونا وثيقا بين مصر واسرائيل لمحاربة المخربين الذين يدمرون خط الغاز سواء من قبائل سيناء او الفلسطينيين المتسللين .. ماحقيقة وآفاق هذا التعاون ؟
لايوجد اى تعاون أمنى بين مصر واسرائيل فى سيناء لان هذا الموضوع يمس السيادة الوطنية ، والقوات المصرية قادرة على تحقيق الامن فى سيناء والحفاظ على خطوط الغاز بدون اى مساعدة او تعاون من أى قوة فى العالم .
يرى الكثير من المحللين أن إسرائيل هى أعدى أعداء الثورة المصرية ، لأن مصر الديمقراطية ستخطف منها الأضواء وتكسب احترام العالم وتصبح واحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط بدلا منها .. هل توافق على هذا الرأى ؟
الموضوع لايتعلق بالديمقراطية فى اعتقادى ، المشكلة ان اسرائيل لاتريد تنمية سيناء ابدا ، لان تنمية سيناء بشريا وتوطين 3 ملايين مصرى سيعرقل اى مشروع اسرائيلى لاحتلال سيناء مجددا فى المستقبل تحت اى ظرف ، لذا تتمنى إسرائيل ان تبقى سيناء كما هى منذ تركتها بدون اى تنمية او أمن حقيقى .
* باعتقادك .. متى تنتهى حرب الجواسيس الإسرائيليين على مصر ، حيث سقط عشرات الجواسيس منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين وكان آخرهم جرابيل الذى اندس وسط المتظاهرين ؟
المعروف ان 95 % من المعلومات يتم الحصول عليها عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ، ولكن تتبقى 5% من المعلومات يتم الحصول عليها بواسطة الاجهزة السرية للمخابرات ومنها التجسس ، وأجهزة المخابرات لابد ان تعمل باستمرار سواء فى السلم او الحرب لمعرفة نوايا الطرف الاخر ، لذا فان حرب الجواسيس ستستمر حتى بين الاصدقاء ، وكلنا يتذكر قصة الجاسوس جوناثان بولارد الذى تجسس لاسرائيل على أمريكا رغم العلاقات القوية والتحالف الاستراتيجى بين البلدين .
* ننتقل الى الثورة فى إسرائيل ضد غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المساكن والمطالبة بتخفيض ميزانية الجيش لمواجهة ذلك .. هل مثلت الثورة المصرية الهاما للاسرائيليين أم أن القضية داخلية بحتة ؟
الثورة فى اسرائيل قضية اقتصادية – اجتماعية وليست سياسية ، وقد أحدثت احتجاجا على ارتفاع اسعار المساكن والاحوال المعيشية الصعبة ، ولكن هذا لايعنى اسقاط اليمين الاسرائيلى ، وحتى اذا سقط فإن الليكود سيستمر ، والخارطة السياسية لاسرائيل تشير الى تفوق معسكر اليمين الاسرائيلى على معسكر اليسار .
* تؤكد الإحصاءات دخول 2،5 مليون اسرائيلى الى مصر وخصوصا الى سيناء ودخول 15 الف مصرى فقط الى اسرائيل منذ توقيع اتفاقية السلام بين البلدين ، ولكن هناك مئات المصريين فى السجون الاسرائيلية الذى تتجاهلهم الحكومة المصرية ولاتسعى للإفراج عنهم .. مارأيك ؟
مصر لاتصمت ولا تتجاهل أبناءها فى السجون الاسرائيلية ، بعض هؤلاء دخل السجن لاتجاره فى المخدرات او السلاح والبعض الاخر مسجون امنيا وهؤلاء موقفهم مختلف ونحن نسعى دائما لاخلاء سبيلهم فى مختلف المناسبات .
* ماذا عن زواج المصريين من إسرائيليات .. هل هى ظاهرة محدودة أم كبيرة وخطيرة ؟ وماخطورة الظاهرة على الأمن القومى المصرى ؟
بالتأكيد الظاهرة خطيرة وتؤثر على الامن القومى المصرى ، خصوصا اذا تزوج المصرى المقيم فى اسرائيل من يهودية ، ولكن اعداد هؤلاء مبالغ فيها ومعظم الزيجات من عرب 1948 سواء مسلمات او مسيحيات ويكون هدفها الحصول على الاقامة لأن عرب 48 مواطنون إسرائيليون .
* ماحقيقة العرض الذى قدمته اسرائيل للرئيس السابق مبارك باللجوء السياسى الى اسرائيل كما جاء على لسان بنيامين بن اليعازر وزير البنية التحتية الإسرائيلى ؟
لا اعتقد ان اى مصرى يقبل اللجوء السياسى الى اسرائيل سواء كان رئيس جمهورية او مواطنا عاديا ، هذا من حيث المبدأ ، ولكن بعض ضعاف النفوس لجأوا الى اسرائيل فعلا اثناء الحروب وحصلوا على الجنسية الاسرائيلية فعلا ، ولكنهم منبوذون ومحتقرون فى مصر .
* هل شارك قناصة إسرائيليون او ارسلت اسرائيل مساعدات عسكرية الى مبارك خلال الثورة ؟
لا اعتقد انا كنا بحاجة الى قناصة اسرائيليين .. هذه قضايا مبالغ فيها .
* باستثناء مصر والاردن لم يتحقق سلام اسرائيلى مع سوريا او لبنان ومع الفلسطينيين توقف الأمر عند اتفاق اوسلو فى العام 1993 .. ماهى اشكالية السلام بعد كامب ديفيد ؟
حققت اسرائيل السلام مع مصر بمعاهدة السلام 1979 وحققت السلام مع الاردن ومع الفلسطينيين فى اتفاق اوسلو ، الا ان اسرائيل عادت واحتلت كل الضفة الغربية فى 28 سبتمبر 2000 ، لانها تريد الاستيلاء على المدن الفلسطينية واستمرار الاستيطان فى الضفة لحل مشكلتها السكانية والديمغرافية ، كما ان اليمين الاسرائيلى لايرغب فى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف .
* فى سبتمبر المقبل تعتزم السلطة الفلسطينية التوجه الى الأمم المتحدة لإعلان قيام الدولة الفلسطينية ، وتمارس امريكا واسرائيل ضغوطا هائلة للحيلولة دون ذلك .. ماهى توقعاتك للدولة الفلسطينية المستقلة ؟
اذا توجه الفسطينيون الى مجلس الامن سوف تستخدم امريكا الفيتو ، واذا توجه ابومازن الى الجمعية العامة للامم المتحدة سيحصل على دولة دون عضوية ، وهذه الحالة هى اكبر من الوضع الحالى المراقب واقل من دولة عضو ، وهذا يتطلب اصوات 50% من اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة زائد واحد ، وبالقطع سيحصل ابو مازن على اصوات 130 دولة ، ولذلك فإن التصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة مضمون لدعم قيام الدولة الفلسطينية ولكنها ليست عضوا ، اما موافقة مجلس الامن – غير واردة – فإنها تتطلب اصوات ثلثى اعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة .
* من هو المرشح الرئاسى الذى تفضله إسرائيل فى مصر بعد خروج عمر سليمان من حلبة السباق ؟ وهل تراهن إسرائيل على عمرو موسى أم البرادعى ؟
مرشحو الرئاسة فى مصر لم يكتملوا بعد ولم يقفل باب الترشيح ، وقد نفاجأ جميعا بمرشح جديد يكون بمثابة الحصان الاسود الذى يقلب الطاولة ويفوز بالانتخابات ، لذلك لايمكن المقارنة بين المرشحين او تحديد ما الذى تفضله اسرائيل الا بعد استكمال الترشيح ، وبشكل عام اسرائيل تؤيد اى مرشح يحافظ على معاهدة السلام وعلى اتفاقية الغاز ويضمن بقاء مصر داعمة للسلام ، وبالتاكيد ترفض اى مرشح يتبنى خيار الحرب فى الشرق الوسط .
* المعروف تاريخيا ان ام الرشراش او إيلات ارض مصرية خالصة وقد تنازل عنها عبد الناصر بعد حرب 1956 بضغط من الأمم المتحدة لضمان الملاحة الاسرائيلية فى خليج العقبة .. لماذا تصمت مصر عن ايلات ولا تطالب بها ؟
ام الرشراش او ايلات لم تكن ارضا مصرية ابدا .. لقد تم ترسيم الحدود بين مصر وتركيا فى العام 1906 من العلامة 1- 91 ولم تقع ايلات داخل الاراضى المصرية وبعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل تم التأكيد على الحدود السابقة فى زمن الانتداب البريطانى ، وبالتالى لايحق لمصر المطالبة بإيلات .
برأيك .. هل قرأ فيلم السفارة فى العمارة مستقبل العلاقات بين مصر وإسرائيل وتوقع تصاعد احتجاجات المصريين ضد إسرائيل لرفضهم التطبيع ؟
لاشك ان هناك رفضا شعبيا لإسرائيل فى مصر ، وهناك رأى عام يكره أسرائيل ، لكن العلاقات بين الدول لاتبنى على اساس الحب والكراهية ، ولكن على اساس المصالح والمبادئ ، والسؤال هو : هل مصلحة مصر مع معاهدة السلام ام لا ؟ والاجابة ذكرناها سابقا .
* مارست إسرائيل ضغوطا على الرئيس السابق لمنع اقامة الجسر البرى بين مصر والسعودية رغم ان الرياض عرضت سداد تكلفته وتبلغ 5 مليارات دولار .. ماأهمية هذا المشروع الحيوى ؟
إقامة الجسر البرى بين مصر والسعودية تدخل ضمن المشروع القومى للتنمية الشاملة فى سيناء وأرجو ان يرى هذا المشروع النور قريبا ويدخل حيز التفيذ .
التنمية الشاملة فى سيناء .. كيف تتحقق ؟ ماهى رؤيتك لها ؟
لابد أولا من تحليل وتأطير ماتم من الخظة القومية لتنمية سيناء حتى 2017 ومعرفة ماتم إنجازه ومالم يتم ولماذا ؟ كذلك لابد من اضدار قانون للتنمية المتكاملة فى سيناء ، وانشاء هيئة قومية لتنمية سيناء تحت رئاسة وزير او نائب رئيس مجلس الوزراء ، مع تشكيل لجنة حكماء من قبائل وشخصيات سيناء البارزة ، وفتح صفحة جديدة مع ابناء سيناء وتمليكهم الاراضى وايجاد فرص عمل لهم والاعفاء عن المطلوبين امنيا ، وأن تواكب ذلك كله خطة أمنية متكاملة لفرض السيطرة الامنية على سيناء .
* ماهو مستقبل العلاقات المصرية – الإسرائيلية فى ضوء الأحداث الاخيرة ؟
العلاقات بين مصر واسرائيل مهمة ، وليست مثل اى علاقات ثنائية اخرى ، لارتباطها بشكل جوهرى بالمسيرة السلمية وتحقيق الاستقرار فى المنطقة ، كما انها مهمة من ناحية العلاقات بين مصر والولايات المتحدة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.