فيما أبدى نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد استعداد بلاده للتعاون مع وفد تقصى الحقائق التابع لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية، أعلن وزراء خارجية الإتحاد الأوروبى دعم جميع التدابير الرامية إلى منع المزيد من الهجمات الكيماوية ضد المدنيين فى سوريا، بما فى ذلك الضربات الجوية الأخيرة التى شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، فى حين قال مبعوث الولاياتالمتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن هناك مخاوف من أن تكون روسيا قد أفسدت موقع الهجوم المزعوم فى مدينة دوما السورية ، داعيا المنظمة إلى التحرك لمواجهة استعمال أسلحة سامة محظورة. وقال السفير الأمريكى كينيث وارد -فى تصريحات عقب بدء إجتماع منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الطارىء بلاهاى حول الهجوم المزعوم فى دوما- إن المنظمة سجلت 390 إدعاء باستخدام غير قانونى لذخيرة سامة محظورة فى سوريا منذ 2014 ودعا الدول الأعضاء إلى التحرك بشكل جماعى.وتعقيبا على هذه التصريحات أعلن سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى، أمس، أن بلاده لم تحاول التلاعب بمكان الهجوم الكيماوى المزعوم . وقال لافروف فى حديث لقناة "بى بى سي": "أنا أضمن أن روسيا لم تتدخل فى مكان الحادثة". وأكدت البعثة الروسية الدائمة فى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحاول تقويض سلطة بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فى سوريا، كما أن روسيا لا تخطط للتدخل فى عمل البعثة. من جانبه، أطلع أحمد أوزمجو رئيس منظمة حظر الاسلحة الكيميائية خلال اجتماع طارىء للمنظمة الاعضاء المشاركين حول انتشار فريقه، لكن "روسياوسوريا لم تسمحا بعد بالوصول الى دوما". وقال المبعوث البريطانى بيتر ويلسون -خلال اجتماع مغلق للمنظمة-إن الوقت حان لكل الدول الأعضاء فى هذا المجلس التنفيذى لاتخاذ موقف، مشيرا الى أن فشل المنظمة فى التصرف ومحاسبة الجناة يخاطر بمزيد من الاستخدام الوحشى للأسلحة الكيماوية فى سوريا وخارجها". ومن جانبها ، أعلنت فرنسا أمس أن الأولوية بعد الضربات التى نفذتها الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا فى سوريا هى تمكين منظمة حظر الاسلحة الكيماوية من إنجاز تفكيك البرنامج الكيماوى السورى "السرى"، وذلك خلال اجتماع طارئ للمنظمة أمس فى لاهاي. وقبل وقت قصير من بدء الاجتماع الطارئ للمنظمة أبدى نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد استعداد بلاده للتعاون وتوفير كل التسهيلات اللازمة لوفد تقصى الحقائق التابع لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية للقيام بمهامه. وقال المقداد بحسب تصريح نقلته وكالة الانباء السورية (سانا) أمس - تم عقد عدة اجتماعات مع وفد لجنة تقصى الحقائق، حيث تمت -خلالها -مناقشة التعاون بين الجانبين لتنفيذ المهمة المطلوبة بدقة وشفافية وحيادية" واكد"أن سوريا على استعداد تام للتعاون وتوفير كل التسهيلات اللازمة لوفد تقصى الحقائق لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية للقيام بمهامه". وفى برلين، دعا مفوض أوروبى إلى عقد اجتماع قريب بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسى فلاديمير بوتين لبحث الأزمة السورية. وردا على سؤال حول الدور الذى من الممكن أن تلعبه ميركل فى العملية الدبلوماسية التى تسعى إليها ألمانياوفرنسا من أجل إنهاء الحرب فى سوريا، قال جونتر أوتينجر مفوض الاتحاد الأوروبى لشئون الميزانية والموارد البشرية، أمس قبيل اجتماعات للجان القيادية فى الحزب المسيحى الديمقراطي، الذى تتزعمه ميركل، فى برلين: "المستشارة لديها سلطة عليا. بوضوح تام: عندما تجلس (ميركل) على مائدة المفاوضات، سيكون لها بالتأكيد وزنها وحججها، وستكون ممثلة قيادية للاتحاد الأوروبى". وفى بروكسل ، قال بوريس جونسون وزير الخارجية البريطانى أمس، إن الحرب فى سوريا ستستمر، مشيرا إلى أن الضربات الجوية التى نفذتها لندنوباريس وواشنطن أوضحت أن العالم فرغ صبره من الهجمات الكيماوية، على حد قوله. وأوضح قائلاً للصحفيين عند وصوله لحضور اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبى: "من المهم جدا التشديد على أنها ليست محاولة لتغيير دفة الحرب فى سوريا أو لتغيير النظام". وأضاف: "للأسف ستستمر الحرب السورية بشكلها المروع والبائس. لكن العالم كان يقول إنه نفد صبره على استخدام الأسلحة الكيماوية". ومن جانب آخر، قال وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس إن الصراع السورى بحاجة إلى حل يتم التوصل إليه عبر التفاوض وتشارك فيه كل القوى فى المنطقة، مضيفا أنه لا يتخيل أن يكون شخص استخدم أسلحة كيماوية ضد شعبه جزءا من هذه العملية. وكان ماس سئل عما إن كان الرئيس السورى بشار الأسد يمكن أن يكون جزءا من حل الأزمة فى سوريا. وأبلغ الصحفيين عند وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى ببروكسل "سيكون هناك حل يشارك به جميع من لهم نفوذ فى المنطقة". وأردف: "لا يمكن أن يتخيل أحد أن يكون شخص يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه جزءا من هذا الحل".وفى سياق متصل، دعا ستيف بلوك وزير الخارجية الهولندى مجلس الأمن الدولى إلى مواصلة الدفع من أجل وقف إطلاق النار فى سوريا. و فى باريس ،يخصص مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) اليوم حلقة نقاش خاصة حول الضربات التى شاركت فيها فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا فى سوريا دون التصويت. وتأتى حلقة النقاش وفقا للدستور الفرنسى وردا على الانتقادات الموجه من قوى المعارضة. حيث تشهد الجمعية الوطنية الفرنسية ومجلس الشيوخ الفرنسى نقاشا من دون تصويت للضربات التى شنتها فرنسا مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا على سوريا،وفقا لما ينص الدستور على إجراء هذه المناقشة بعد اتخاذ قرار بتدخل القوات المسلحة فى الخارج. وجاء هذا الإجراء ردا على امتعاض شخصيات سياسية فرنسية، من بينها زعيم اليسار الراديكالى جان لوك ميلانشون،التى أبدت أسفها لعدم حصول تصويت فى البرلمان على هذه العملية العسكرية.