فى إطار العلاقات الإستراتيجية الشاملة

كوريا الجنوبية تعلن استعدادها لمشاركة تجربتها مع مصر

وصلت العلاقات بين مصر وكوريا إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح لكوريا واللقاءات الرئاسية المتتابعة والتى أعقبها لقاءات عدة على مستوى الوزراء وكبار المسئولين
وتقديرا لمكانة مصر باعتبارها دولة قائدة فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وإفريقيا أوفدت سول السيد يون يوتشول مدير مكتب المراسم فى الرئاسة الكورية ليشغل منصب سفيرها فى القاهرة
وقد جاء السفير الجديدة إلى القاهرة حاملا تقديرا لدور مصر الريادى والحيوى فى منطقة الشرق الأوسط، وتقدير كوريا الجنوبية لهذه المكانة، وهو ما تجلى خلال الزيارة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية إلى كوريا الجنوبية فى 2016، وما نتج عن هذه الزيارة من تعزيز أوجه التعاون بين البلدين من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات الخاصة بإنشاء وكالة للتعاون بين مصر وكوريا الجنوبية، والتعاون فى مجالات النقل والدفاع والإنتاج الحربي، وإنشاء جامعة مصرية كورية خاصة بالمجال التقنى والتكنولوجيا.
يقول السفير الكورى إن هناك أوجه تشابه وخلفيات مشتركة بين مصر وكوريا مشيرا إلى أن كوريا ليست دولة احتلال ، وتمكنت من النهوض من الفقر وأصبح لديها الخبرات والتجارب التى تود مشاركتها مع مصر.
وعلى الصعيد الاقتصادى يقول إن لدى مصر قدرات اقتصادية كامنة يمكن استغلالها لتحقيق النمو الاقتصادى خاصة أن لديها الكوادر البشرية الكافية ونسعى لترتيب زيارة للرئيس الكورى لمصر.
و يضيف أن 40 شركة كورية تعمل فى مصر وتصدر منتجات بقيمة مليار دولار سنويا فى المتوسط وعليها علامة «صنع فى مصر».
ويضيف أن التعاون الثقافى بين مصر وكوريا حقق نجاحات كبيرة وأسهم فى تحقيق القرب والتفاهم رغم بعد المسافات مشيرا إلى أنه سيعمل على نشر الثقافة المصرية فى كوريا.
ويشير إلى بوادر انتعاش فى السياحة القادمة من كوريا إلى مصر حيث ازداد تدفق السائحين بعد تحقيق الاستقرار ويبلغ العدد حاليا نحو 10 آلاف سائح قابل للزيادة .
و عن التعاون التعليمى والثقافى يقول إنه تم افتتاح قسم اللغة الكورية فى كلية الألسن بجامعة عين شمس، والذى يعد الأول من نوعه فى الجامعات الموجودة فى الشرق الأوسط وإفريقيا، عام 2005. كما افتتح المركز الثقافى الكورى لأول مرة فى الشرق الأوسط فى القاهرة. و أصبح لدى الشعب المصرى الاهتمام والشغف بالثقافة الكورية وهو أمر له مغزى كبير.
ويضيف أن مصر تفخر بأنها أولى الحضارات البشرية التى نبتت على شاطئ النيل منذ نحو 5000 سنة قبل الميلاد، وتفاعلت مع الحقب التاريخية المختلفة فى العالم من خلال العصور اليونانية والرومانية والإسلامية، وتقع بمركز جيوسياسى يربط بين قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا الثلاث. وتلعب الدولة حاليًا دور القائد فى العالم العربى باعتبارها »الزعيم العربي« منذ تأسيس الجمهورية الأولى فى عام 1952.
و تشتهر مصر بين الكوريين ليس فقط بالأماكن الأثرية القديمة مثل الأهرامات وأبو الهول وقناة السويس، ولكن أيضا بسبب إعلان القاهرة.
ويشير إلى اهتمام المواطنين المصريين بكوريا الجنوبية بسبب النمو الاقتصادى الذى حققته كوريا والموجة الكورية التى تنتشر فى كل أنحاء العالم منذ عام 2000.
يذكر أن العلاقات القنصلية بين جمهورية كوريا وجمهورية مصر العربية بدأت عام 1961، والعلاقات الدبلوماسية عام 1995. ويرتبط البلدان بعلاقات ودية وصداقة منذ ذلك الوقت فى شتى المجالات بما فيها السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
وفِى تصريحات للأهرام قال كيم بيونج نائب رئيس البعثة الكورية بالقاهرة إنه يجرى بحث التعاون فى مجال تحلية مياه البحر وهى التكنولوجيا التى حققت فيها كوريا طفرات وبلغت تكلفة تحلية المتر المكعب دولارا واحدا.
وقال إنه يجرى حاليا العمل فى مشروع لتكرير البترول بمسطرد ومن المنتظر استكماله فى يونيو المقبل على أن يبدأ التشغيل الفعلى فى نهاية العام .
وأضاف أنه مع بداية العام المقبل سيتم إنتاج الديزل بالمقاييس الأوروبية مما سيلبى نحو 50% من احتياجات مصر التى تستوردها حاليا .
وقال إن الشركات الكورية مهتمة بالمشاركة فى المشروعات الكبرى التى تقام والمخطط إقامتها فى مصر خاصة فى منطقة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة.
ووصف خطوة إقرار قانون جديد للاستثمار بأنها جيدة ولكنها بحاجة إلى ضمان مراقبة التطبيق مطالبا بتذليل الصعوبات التى تعترض سبيل عمل الشركات الكورية فى مصر.
وعن التعاون فى مجال التكنولوجيا والتدريب قال المسئول الكورى إنه تم تنفيذ 20 مشروع تدريب كوريا فى مصر ودعوة 1380 مصريا للتدريب فى كوريا وإنشاء مركز لصيانة السيارات لإعداد الكوادر المؤهلة للعمل فى هذا المجال.
وأضاف أنه يجرى حاليا تطوير كلية الهندسة بجامعة أسيوط وإقامة كلية للتكنولوجيا فى بنى سويف.