فور إعلان موسكو إغلاق القنصلية الأمريكية فى سان بطرسبرج، أكد البيت الأبيض فى بيان أمس أن طرد روسيا ل60 دبلوماسيا أمريكيا كان متوقعا، وأن الولاياتالمتحدة «ستتعامل مع هذا الأمر، وستحتفظ بحق الرد عليه، وستدرس» خيارات عدة، لكن دون أن تسمها أو تشر إليها. وأوضح بيان البيت الأبيض أن هذا القرار يمثل «مزيدا من التدهور فى العلاقات بين البلدين»، وأضاف أن : «طرد الولاياتالمتحدة وأكثر من 20 دولة شريكة وحلفاء آخرين بمنظمة حلف شمال الأطلنطى «الناتو» لضباط مخابرات روس غير معلنين فى وقت سابق من الأسبوع الماضى، كان أنسب رد على الهجوم الروسى الذى تم تنفيذه على أراضى المملكة المتحدة ضد الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال وابنته يوليا فى سالزبرى بغاز الأعصاب يعرف باسم «نوفيتشوك». وفى الشأن ذاته، قالت هيذر نويرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين إنه لا «يوجد مبرر» لقرار روسيا بإغلاق القنصلية الأمريكية فى سان بطرسبرج وطرد الدبلوماسيين، وأضافت: «موسكو تعزل نفسها بعد الهجوم الكيميائى الصارخ، ولا يوجد مبرر لهذا الرد الروسى»، وتابعت : موسكو «ينبغى ألا تتصرف كضحية». وفى المقابل، دافع الكرملين عن موقف بلاده بشأن طرد 153 دبلوماسيا أمريكيا وغربيا من 29 دولة منها الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا وألمانيا وأوكرانيا، مؤكدا أن روسيا «ليس هى من بادر إلى شن حرب دبلوماسية»، وإنما ردت بقرار طرد هذا العدد من الدبلوماسين الأمريكيين على خطوة مماثلة اتخذتها واشنطن الإثنين الماضى. وقال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين : «ليست روسيا من دفع إلى تبادل عقوبات أو تبادل طرد دبلوماسيين»، وأضاف أن بلاده «اضطرت لاتخاذ إجراءات انتقامية ردا على أعمال غير ودية وغير مشروعة»من قبل واشنطن، وتابع،: «لسنا متفقين مع هذا التقدير»، مؤكدا أن «الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يبقى مؤيدا لتطوير علاقات جيدة مع كل الدول بما فى ذلك الولاياتالمتحدة». ومن جانبه، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إن موسكو ستطرد دبلوماسيين بنفس عدد الدبلوماسيين الروس الذين تم طردهم فى أى بلد. وفى فيينا، كشفت كارين كنايسل وزيرة خارجية النمسا عن أن سفير بريطانيا لدى فيينا مارس الضغوط على حكومة بلادها لحملها على طرد دبلوماسيين روس واتخاذ إجراءات ملموسة ضد موسكو على خلفية قضية تسميم العميل الروسى سكريبال، وذلك عشية انعقاد قمة الاتحاد الأوروبى فى بروكسل الخميس الماضى. وأوضحت أن النمسا رفضت الطلب البريطانى بشكل قاطع بسبب عدم تقديم الأخيرة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أى أدلة قطعية تثبت على تورط موسكو فى تسميم هذا الجاسوس. وفى غضون ذلك، ذكرت تقارير إعلامية أن بث قناة «آر تى» (روسيا اليوم) الحكومية من العاصمة الأمريكيةواشنطن سيتوقف ابتداء من غد . وقالت مارجريتا سيمونيان رئيسة تحرير القناة فى موسكو إن شركة تزويد الخدمة الداعمة للقناة أزالتها من شبكة الإنترنت.