ساد التوتر بين أنقرةوباريس على خلفية التحركات العسكرية التركية ضد الأكراد شمال سوريا، وفى وقت تتواصل فيه عمليات إجلاء دفعات جديدة من المدنيين والمقاتلين لمغادرة جنوب الغوطة الشرقية، تضاربت الأنباء عن إتفاقية تقضى بانسحاب جماعة جيش الإسلام من دوما إلى إدلب، فبينما أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الروسى ومصادر سورية التوصل للإتفاق فى اليوم الثانى من مهلة الحكومة السورية للجماعة لمغادرة المنطقة، أكد حمزة بيرقدار المتحدث العسكرى للجماعة أن هذه التقارير «غير صحيحة». وفى وقت سابق، قال القيادى البارز فى جيش الإسلام، محمد علوش: «نحن نفاوض على البقاء أو الخروج بحل وسط، لا نريد أن نهجر أرضنا، وفى نفس الوقت نحن منفتحون سياسيا، نحن أبناء البلد وأبناء المنطقة، ويكرر قياديو جيش الإسلام تأكيد رفضهم أى حل يتضمن إخلاء دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية، والتى يقطنها وفق تقديرات المجلس المحلى فيها نحو 200 ألف شخص. وعلى صعيد متصل، رجح المتحدث باسم فيلق الرحمن وائل علوان أن يصل عدد الاشخاص الذين سيخرجون من المناطق الجنوبية، إلى نحو ثلاثين ألفاً بينهم سبعة آلاف مقاتل. وفى باريس، أكدت الرئاسة الفرنسية أن فرنسا لا تنوى القيام بأى عملية عسكرية جديدة فى شمال سوريا خارج إطار التحالف الدولى ضد تنظيم داعش، وأكد الاليزيه أنه «يجب مواصلة هذه المعركة معا»، معبرا عن قلقه من «مخاطر عودة ظهور داعش» خصوصا فى المنطقة الحدودية مع العراق. وتأتى هذه التوضيحات بعدما صرح مسئولون أكراد التقوا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أن باريس تنوى إرسال «قوات جديدة» إلى شمال سوريا، حيث عبر ماكرون مجددا عن قلق فرنسا من الوضع فى شمال سوريا حيث انتزعت القوات التركية مؤخرا منطقة عفرين من وحدات حماية الشعب الكردية. وقال أردوغان، فى بيان صباح أمس: «نرفض أى جهد يهدف إلى تشجيع حوار أو اتصالات أو وساطة بين تركيا وهذه المجموعات الإرهابية»، وأضاف: «بدلا من اتخاذ خطوات إضفاء الشرعية على المنظمات الإرهابية، يتعين على الدول التى نعتبرها صديقة وحليفة أن تظهر موقفا واضحا تجاه الإرهاب». وقال إردوغان إن أنقرة بدأت الإعداد لتطهير مناطق عين العرب وراس العين وتل أبيض فى سوريا من المسلحين حتى الحدود مع العراق. وقال أردوغان: «قد ندخل سنجار فى أى وقت»، مؤكداً: «عازمون على طرد المسلحين من العراق وإنهاء أنشطتهم بشكل كامل». وكان ماكرون - الذى يتعرض من انتقادات حول تخليه عن الأكراد فى سوريا - التقى أمس الأول وللمرة الأولى بوفد ضم ممثلين عن وحدات حماية الشعب الكردية، التى تحاول تركيا إبعادها عن حدودها، وذراعها السياسية حزب الاتحاد الديمقراطى، ومسؤولين مسيحيين وعربا. ومن ناحية أخرى، كشف الجيش الأمريكى أن عنصرين من التحالف الدولى فى سوريا قتلا وأصيب 5 آخرون فى هجوم بعبوة يدوية الصنع. ولم تحدد القيادة المركزية الأمريكية جنسيات الذين قتلوا فى الهجوم الذى وقع أمس الأول أو تفاصيل أخرى. وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد أكد أمس الأول أن القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا «قريبا جدا»، وعبر عن أسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار فى حروب الشرق الأوسط.